سياسة عربية

تطارده أحكام بالسجن.. أمين عام نداء تونس يلجأ للإمارات

الرياحي صدرت بحقه أحكام بالسجن في قضايا فساد مالي وإداري- تويتر

أثار الأمين العام لنداء تونس سليم الرياحي الجدل، بعد توجيهه رسالة لخصومه وأنصاره من دولة الإمارات التي يتواجد فيها حاليا بعد مغادرته التراب التونسي، على إثر صدور أحكام بالسجن بحقه في قضايا فساد مالي وإداري.


تعديل الدستور

 
ودعا الرياحي في حوار خص به صحيفة "الخليج" الإماراتية السبسي للترشح لولاية ثانية، مشددا على أن المهمة الرئيسية لمرشح النداء للرئاسيات ستكون العمل على تعديل الدستور، وتغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي معدل.


وأكد الرياحي أنه يعمل حاليا على "تجميع القوى الوسطية لتشكيل حزب كبير وبناء تحالفات قبل الانتخابات"، موجها انتقاداته لخصمه اللدود يوسف الشاهد وكتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة له في البرلمان.


وشدد على أنه كان مهندس "لقاء باريس" الذي جمع بين الباجي قايد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في 15 آب/ أغسطس 2013، بعد حادثة اغتيال القيادي اليساري محمد البراهمي.


وقال في ذات الحوار " أن ذلك اللقاء ساهم في تهدئة الأوضاع في البلاد، وأخرج الإسلاميين من السلطة، وسمح باستكمال المسار السياسي وكتابة الدستور".


أحكام بالسجن


وكانت المحكمة الابتدائية بتونس قد قضت في 6 شباط/فبراير2019 بالسجن مدة 5 سنوات مع النفاذ العاجل ضد أمين عام نداء تونس سليم الرياحي في قضية تتعلق بإصدار صكوك دون رصيد.


ويواجه الرياحي أحكاما أخرى بالسجن في قضايا فساد إداري ومالي أثناء توليه رئاسة النادي الإفريقي التونسي.


وسبق للرياحي أن اتهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبعض من مستشاريه بالانقلاب على الرئيس والـتآمر على أمن الدولة، غير أن القضاء العسكري حفظ الشكاية وتوعد بملاحقته قانونيا بسبب عدم حضوره وتعلله بالسفر خارج تونس.

 

اقرأ أيضا: نداء تونس تتهم رئيس الوزراء بـ"تنفيذ انقلاب".. والأخير يرد

ودعا عضو مجلس شورى حركة النهضة زبير الشهودي الرياحي إلى إثبات انتمائه للوطن وثقته في القضاء التونسي، وذلك بالعودة لتونس وتصفية وضعيته القانونية قبل إبداء آرائه في الشأن السياسي الداخلي.


واعتبر الشهودي في تصريح ل"عربي21" أن اختيار الرياحي لمنبر إعلامي أجنبي وإماراتي تحديدا للتعبير عن مواقفه السياسية لا يخدمه شخصيا، ويمس من طبيعة مسؤوليته كسياسي تونسي يدعي أنه يريد الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالية قرارها.


وأكد الشهودي أن النهضة تريد مشهدا سياسيا وحزبيا معافى وسليما، من خلال أحزاب قادرة على منافسة النهضة بشكل جدي في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، خدمة للمناخ الديمقراطي في البلاد.


أزمة تعصف بنداء تونس


ويعيش نداء تونس أزمة سياسية خانقة على إثر تعثر المشاورات المتعلقة بالتحضير لأول مؤتمر انتخابي يعقده الحزب منذ تأسيسه، وسط اتهامات تلاحق نجل السبسي والمقربين منه بالاستفراد بالقرار داخل الحزب.


وترى قيادات من مؤسسي الحزب الذين غادروه منذ سنوات، أن دخول شخصيات أمثال سليم الرياحي وغيره أثرت سلبا على سمعة الحزب، وأفقدته ثقة أنصاره وعمقت الانشقاقات داخله.


وفي هذا الإطار أعلنت مجموعة من القيادات المؤسسة لنداء تونس عن مبادرة إصلاحية لتعديل مسار الحزب وتشكيل قيادة جديدة تعد للمؤتمر الانتخابي متهمين القيادات الحالية بعدم الحياد.


وأكد القيادي المؤسس في نداء تونس وأحد الداعين لهذه المبادرة عبد الستار المسعودي في تصريح ل"عربي21" أن مجموعة من القيادات المؤسسة والتي وصفها بالغيورة على تاريخ الحزب تسعى لإنقاذ آخر ما تبقى في الحزب ومحاولة تجميع شتاته.


واتهم المسعودي نجل السبسي والمحيطين به بعرقلة انجاز المؤتمر الانتخابي الأول للحزب والتصرف بمنطق شخصي وبراغماتي ضيق، وإقصاء القيادات المؤسسة والقواعد المكونة للحزب.

 

اقرأ أيضا: الغنوشي يقر بوجود "قطاع طرق" يحاولون إجهاض تجربة بلاده

وحذر من تغول حركة النهضة التي وصفها بالحزب السياسي الوحيد المنظم والحاضر لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية، في ظل ضعف أغلب الأحزاب الليبرالية وفي مقدمتها نداء تونس.

وأوضح أن خطة الأمين العام لنداء تونس التي أسندها نجل السبسي لسليم الرياحي غير موجودة أصلا في النظام الداخلي للحزب، بل تمت في إطار ترضية وحسابات ضيقة بين نجل السبسي والرياحي على إثر انصهار حزبه في حزب نداء تونس.


وشدد على أن الرياحي دخل لحزب نداء تونس بمنطق الغنيمة في إطار تقربه من رئيس الجمهورية ونجله، من أجل توفير حماية وسند سياسي له على إثر الملاحقات القضائية التي طالته.


وأقر المسعودي بتضرر صورة نداء تونس وتراجع ِشعبيته بين أنصاره سابقا بسبب دخول عناصر وصفها بالفاسدة تتعلق بها قضايا في الابتزاز والرشوة والتحيل ولاتزال تتمسك بالحصانة وتتقرب من السبسي ونجله.