مقابلات

قيادي في حزب الترابي ينتقد إعلان الطوارئ ويتمسك بالإصلاح

قيادي في المؤتمر الشعبي السوداني يؤكد أن حزبه اختار الإصلاح من الداخل (عربي21)

وصف مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني نادر السيوفي، إعلان حالة الطوارئ في البلاد، بأنه إجراء يعطل الحريات ويوقف المسار السياسي لحل المشكل، وقال إن حزبه "سيعقد اجتماعاً لأجهزته العليا لمراجعة الأوضاع السياسية والاقتصادية واتخاذ ما يلزم بشأنها"، نافيا بشدة أن حزبه يشهد تمردا وانقلابا على قيادته بسبب مواقفها ومشاركتها في الحكومة.

وتحدث السيوفي في مقابلة مع "عربي 21"، حول موقف تنظيمات الإسلاميين في الخارج من الأوضاع في السودان، ورأى أن الإسلاميين الذين في حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الراحل حسن الترابي، ليسوا معزولين، وقال: "الإسلاميون دعوا لعدم استخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين وإلى ضرورة التزام البشير بالعهود والمواثيق والدستور الذي ينص بإنهاء دورتيه الرئاسيتين في 2020". 

ونأى السيوفي بالمؤتمر الشعبي عن تحمل أي مسؤولية في التطورات الأخيرة المتصلة بمواجهة الحراك الشعبي، وأكد أن حزبه اختار منهج الإصلاح من الداخل بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وتاليا نص الحوار:

س ـ ما الذي يخشاه حزب المؤتمر الشعبي من اتخاذ موقف أكثر جرأة في قضية التحالف مع حزب المؤتمر الوطني ودعم الرئيس البشير، هل هي مخاوف من إعادة سيناريو إبعاد جميع الإسلاميين من لعب دور في مستقبل السودان السياسي، أم تستند المسألة على تحليل الوضع بأنه لا يصل لمرحلة خطورة إسقاط النظام؟

ـ المؤتمر الشعبي ليس متحالفاً مع المؤتمر الوطني، بل هو حزب مشارك سياسياً، ولديه تمثيل رمزي في الحكومة تنفيذياً وتشريعيا بعد مؤتمر الحوار الوطني.

المؤتمر الشعبي اختار طريق الإصلاح السياسي والتغيير السلمي من الداخل وذلك على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي أجمعت عليها الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي ألقت السلاح، وهو يعد بمثابة خارطة الطريق بالنسبة لنا، إذ تطرقت المخرجات فيه لكافة قضايا وهموم أهل السودان.

 

الاسلاميون طالبوا بعدم إستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين وعدم ترشيح البشير للرئاسة


نعم تباطأت الحكومة في تنفيذ المخرجات ولكننا من منصة المشاركة نتحرك بحرية في نقد ما يستدعي النقد وتقديم النصح والمبادرات وطرح البدائل.
 
س ـ كيف ينظر حزبكم إلى الإجراءات التي اتخذها مؤخرا الرئيس البشير بما فيها إعلان حالة الطوارئ؟ ولماذا يبرر حزبكم لهذه الإجراءات رغم أنه ظل يدعو في وسائل الإعلام للحريات؟

 ـ نحن لا نبرر هذه الإجراءات فلدينا موقف مبدئي معارض للطوارئ، لأننا نرى أنه ليس هنالك ما يستدعي إعلان حالة الطوارئ، فلسنا في حالة حرب أو انتشار للأوبئة أو نمر بجوائح اقتصادية، فضلاً عن أن إعلان الطوارئ يعلق وثيقة الحقوق الأساسية ما يعطل الحريات ويوقف المسار السياسي وهو ما نحتاجه الآن للحوار والتوافق الوطني بدلاً من الحالة الصفرية التي نعيشها الآن بين بعض فئات المعارضة والحكومة.

 

علاقة حزبنا بالاسلاميين في الخارج قوية ولسنا مثل الاسلاميين في المؤتمر الوطني


ولكننا في المقابل رحبنا ببعض ما جاء في قرارات الرئيس كتكوين حكومة كفاءات وطنية والحوار الذي لا يستثني أحدا ومخاطبة هموم ومشاغل الشباب في السودان وإشراكهم في العملية السياسية، وإعلان الرئيس وقوفه على مسافة واحدة من القوى السياسية المؤيدة والمعارضة وطلبه من البرلمان تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المقترحة والتي تتيح له فرصة الترشح لولاية رئاسية جديدة. 

س ـ ما هو تقييم حزبكم لمواقف المجتمع الدولي والإقليمي لما يجري في السودان؟ وهل هذه المواقف مفيدة للأوضاع المأزومة في السودان؟

ـ المجتمع الدولي مهتم باستقرار الأوضاع في السودان لأهمية موقع السودان ودوره المهم في مصالحات دولة جنوب السودان وحدّه من الهجرة غير الشرعية عبر حدوده الغربية إلى ليبيا ومنها لأوروبا، فضلاً عن دوره الكبير في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة.
 
لذلك يسعى المجتمع الدولي للهبوط الناعم للنظام الحاكم ولا يتدخل في الأزمات الحالية بصورة واضحة وجلية، أما المجتمع الإقليمي فيسعى فيه الكل لضمان ولاء السودان للمحاور المتصارعة بالمنطقة.
 
يمكننا القول إن مواقف المجتمع الدولي والإقليمي لا تقدم الكثير لحل مشاكل وأوضاع السودان المأزومة، إذ تنطلق مواقفهم من مصالحهم الذاتية فقط ولم يتم تقديم مبادرة جادة حتى الآن لحل الأزمة السودانية. 

س ـ ما مدى صحة أن إسلاميي السودان باتوا معزولين دوليا وإقليميا ولا يجدون أي مساندة من الإخوان في الخارج؟

ـ إذا كنت تقصد المؤتمر الوطني فإن نهج حكومته غير مرضيّ عنه وسط الإسلاميين، وقد عبروا عن ذلك علناً بالدعوة لعدم استخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين وإلى ضرورة إلتزام رئيس الجمهورية بالعهود والمواثيق والدستور الذي ينص بإنهاء دورتيه الرئاسيتين في 2020.

 

بعض عضوية الحزب تريد الخروج من المشاركة والنزول للشارع وإسقاط النظام، والحزب سيتخذ موقفا قريبا


أما نحن في المؤتمر الشعبي فصلاتنا مبسوطة ومتواصلة مع كل أطياف الإسلاميين إقليمياً ودولياً وتعد أطروحات مؤسس الحزب الشيخ الراحل حسن الترابي ملهمة للكثيرين ومحط اهتمام متزايد في الدوائر الفكرية والحزبية بل والجامعات، وقد شاركنا قبل بضعة أشهر في مؤتمر علمي بنيجيريا أقامته إحدى الجامعات النيجيرية عن أفكار ورؤى الشيخ الترابي.

س ـ انتظر المراقبون مبادرة من حزبكم تحمل مقترحات تغيير واضحة لكافة الأطراف، لكن خطاب الأمين العام للحزب الذي وجهه إلى الرئيس البشير لم يعبر عن هذا الطموح، ما السر في ذلك؟

 ـ الحمد لله؛ فقد اكتمل مشروعنا لحل الأوضاع المأزومة بالبلاد والذي ظللنا نعمل في تجهيزه لفترة طويلة، وسندفع به للرئيس والقوى السياسية المختلفة في القريب العاجل ونأمل أن يساهم في حل الأزمة السودانية. 

س ـ يعتبر نقاد تباطؤ المؤتمر الشعبي في اتخاذ مواقف إزاء هذا الوضع والاستمرار في دعم الحكومة، أحد أسباب تمرد مجموعة من أعضاء الحزب على القيادة والانخراط بشكل منفرد في حراك الشارع.. ما صحة وجود "انقلاب" داخل حزبكم وتكوين أمانة ظل بديلة؟

ـ ليس هنالك تمرد على القيادة وليس هنالك قيادة ظل بديلة، حقيقة ما جرى أن بعض أعضاء الحزب يريدون الخروج من المشاركة والنزول إلى الشارع وإسقاط النظام ومعظمهم من الشباب، ولكننا في قيادة الحزب ملتزمون بقرار الهيئة القيادية للحزب بالمشاركة والإصلاح سلمياً من الداخل خوفاً من انهيار البلاد، بيد أننا سنعقد اجتماعاً للأجهزة الأعلى في الحزب لمراجعة الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد واتخاذ مايلزم بشأنها.
 
س ـ ما حقيقة أن الحزب يفتقد البوصلة السياسية الهادية بعد رحيل زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي، بل إن البعض يعتقد أن الحزب بات ضمنيا في اتحاد مع حزب المؤتمر الوطني بعد سنوات من مفاصلة الإسلاميين الشهيرة عام 1999؟

 ـ بلا شك أنه شكل رحيل زعيم الحزب المفكر الراحل الكبير الشيخ الترابي فقداً كبيراً للحزب وللسودان بل للساحة الإسلامية كلها، لكن بحمد الله وتوفيقه استمر الحزب متماسكاً معتصماً بالشورى والقيادة الجماعية بفضل وجوده القوي في الساحة السياسية وكوادره النوعية وعمله في كافة القطاعات الحية بالمجتمع. استطاع الحزب بذلك تجاوز العديد من المصاعب وما زال الحزب يعمل برؤية واضحة وبتناغم ومؤسسية وفق استراتيجيات واضحة. 

أخيرا، لسنا في اتحاد ضمني مع المؤتمر الوطني ومشاركتنا رمزية، فمثلاً نشارك في البرلمان بخمسة أعضاء من عضوية البرلمان التي تصل إلى خمسمائة عضو، لا نسعى للوحدة مع الوطني أو توحيد الإسلاميين بالسودان فهمنا هو وحدة أهل السودان والحفاظ على البلاد من الانقسامات والتشظي.

 

إقرأ أيضا: ناشطة سودانية تدعو الإسلاميين للانخراط في الثورة والاعتذار

 

إقرأ أيضا: ناشطة سودانية تدعو إلى إسناد شعبي للحراك الثوري