ملفات وتقارير

الخلافات الداخلية تعصف بقوات سوريا الديمقراطية.. ما مصيرها؟

قوات "قسد" تشهد خلافات داخلية بين مكونيها الكردي والعربي- جيتي

كشفت مصادر إعلامية غربية، عن حالة من الانقسام داخل صفوف قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد"، مؤكدة وجود نوايا لدى بعض التشكيلات المقاتلة ضمن صفوفها، بالانسحاب منها.

وجاء في تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، أن مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم الدولة سشتهد مزيدا من انسحاب التشكيلات العربية من صفوف "قسد".

وذكر التقرير أن حميدي دهام الجربا، زعيم عشيرة شمر، الذي يقود مليشيات "قوات الصناديد" العاملة تعمل تحت مظلة "قسد"، يتواصل مع نظام بشار الأسد، للخروج من تحالفه مع القوات الكردية.

ولا يقتصر الأمر على الجربا، حيث أكد الموقع انتقال شيوخ عشائر عرب من منبج إلى مناطق سيطرة النظام، بعد اقتراب قوات النظام السوري المدعومة من روسيا إلى المدينة.

 

اقرأ أيضا: عقيد منشق عن "قسد" يوضح لـ"عربي21" ما بعد "الباغوز"


وبحسب مصادر، فإن إعلان الولايات المتحدة عن سحب قواتها من سوريا، دفع بالمكون العربي إلى التشكيك بجدوى التحالف مع "قسد"، ذات الغالبية الكردية.

ونقلا عن باحث مقيم في الولايات المتحدة، أوضح "المونيتور"، أن الحماس لـ"قسد" في بعض المناطق كان نابعا من حقيقة أنه "مشروع أمريكي، وليس مشروعا كرديا"، مشيرا إلى أن العشائر ليست متماسكة كما تبدو الصورة، وتتجذر فيها الانقسامات في اتجاهين متعاكسين، حيث يرغب الزعماء الأكبر سنا في العودة إلى النظام، بينما يقاوم الجيل الشاب هذه العودة.

وفي تعليقه على ذلك، أكد مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش لـ"عربي21"، أن "قسد" تبدو أمام مأزق كبير متعلق ببقاء شرعيتها على ما هي عليه بعد أن نزع منها القضاء على تنظيم الدولة الذرائع التي كانت تبرر استمرارها.

تحالف اضطراري

وقال الحبش، إن بعض العشائر العربية التي تحالفت مع "قسد" كانت مضطرة للتحالف مع الأخيرة، بسبب عدم قدرتها على مواجهة التنظيم، وكذلك "قسد" المدعومة أمريكيا.

وأضاف، أنه ومع انتهاء كابوس "تنظيم الدولة" فإن التشكيلات العربية لن تواصل تحالفها مع "قسد" إلى ما لانهاية، وخصوصا أن انتهاكات المليشيات الكردية تزداد بحق الأهالي، وخصوصا التجنيد الإجباري إلى جانب الفساد المالي والإداري.

 

اقرأ أيضا: هل تتجه "قسد" إلى الاستفراد بالنفط السوري دون نظام الأسد؟


وأشار الحبش في هذا السياق إلى اتهام "قسد" قيادات عربية كانت متحالفة بالفساد، وذلك تمهيدا لإسكات الأصوات المعترضة على سياساتها.

وكانت قيادة "قسد" قد أصدرت، قبل أيام، أمرا باعتقال عدد من مقاتلي "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها، في المناطق الخاضعة لسيطرتها في ريف ديرالزور، بتهمة التعامل مع فصائل "الجيش الحر"، وتعاطي المخدرات، والعمل على ترويجها في ‏محافظة ديرالزور.

سياسات عنصرية

وعزا المحلل السياسي فواز المفلح، الخلافات هذه بين "قسد" ومكوناتها العربية إلى السياسات العنصرية التي تمارسها قيادات المليشيات الكردية.

وقال المفلح لـ"عربي21"، معلوم أن الخلافات بين قيادات "قسد" الكردية، والمليشيات العربية التي قاتلت معها قادمة ومتوقعة.

يذكر أن العقيد المنشق عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، طلال سلو، كان قد توقع في تصريح سابق لـ"عربي21"، أن "تدخل قوات قسد في مرحلة صراع داخلي على أساس قومي، بين المكون العربي والكردي، وذلك بعيد إعلان القضاء على تنظيم الدولة في منطقة شرق الفرات".

وأرجع سلو ذلك إلى عدم امتلاك المكون العربي المتحالف مع "قسد" لشأن إدارة مناطقه، بسبب مصادرة ذلك من قيادات جبال قنديل، وعلق بقوله: "هذا الأمر لن يدوم السكوت عنه طويلا، خصوصا من أبناء العشائر العربية".