صحافة إسرائيلية

إقبال عناصر استخبارات الاحتلال على الدراسات الشرق أوسطية

ستبدأ الجامعة العبرية مشروعا خاصا بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي المعروف باللغة العربية ياسم (المخابرات)- أرشيفية

قال كاتب إسرائيلي إن "أجهزة المخابرات الإسرائيلية توجه عناصرها بقوة للانخراط في دراسات الشرق الأوسط بالجامعات الإسرائيلية، ما يثير خلافا بين المهام الأكاديمية التي يقوم بها هؤلاء، وتلك المهام المتعلقة بتكليفات أمنية واستخبارية، ويشكل تهديدا استراتيجيا على الدراسات الشرق أوسطية ذات البعد العلمي البحثي الأكاديمي".


وأضاف يوني ماندل، في مقاله بموقع "محادثة محلية"، الذي ترجمته "عربي21" أن "أقسام دراسات الشرق الأوسط بالجامعات الإسرائيلية تركز أبحاثها لطلابها على تاريخ المنطقة، ومميزاتها السيكولوجية، واللغة المتداولة، وثقافتها، ما يدفع عناصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للانخراط بهذه الأقسام بصورة ملحوظة للتعرف على تلك الجوانب المدنية العربية، ولكن من وجهة نظر أمنية استخبارية واستراتيجية". 


وأكد أن "الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات العسكرية وأجهزة الأمن ودوائر تقدير الموقف ومكتب رئيس الحكومة، جميعهم يعتبرون هذا التخصص الأكاديمي جبهة قتالية إسرائيلية، ولا بد من الانخراط فيها".


وأشار إلى أن "إقبال رجال الأمن والاستخبارات الإسرائيلية على الدراسة في أقسام الشرق الأوسط بدأ قبل قيام إسرائيل في العام 1948، من خلال الجامعة العبرية ومعهد الدراسات الشرقية داخلها، لكنه آنذاك كان يعاني من غياب الباحثين العرب أو اليهود الناطقين بالعربية، وبدأت هذه الأقسام في الجيل الثاني من الدولة تربط دراساتها الأكاديمية بالجانب الأمني الموجه".

 

اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي يستقبل 2019 بصورة سوداوية عن الشرق الأوسط

وأوضح أن "الأمر يعود للعام 1956 حين أرسل مستشار رئيس الحكومة ديفيد ين غوريون للشؤون العربية شموئيل ديفون رسائل لعدد من مسؤولي الدولة، يطالبهم بزيادة تكليف كوادرهم بالانخراط في الدراسات العربية في المعاهد التعليمية بسبب النقص الخطير في هذه الكفاءات الناطقة بالعربية داخل الوزارات الحكومية وصفوف الجيش والمخابرات".


وأكد أن "هذه الرسائل والتكليفات وصلت إلى كل من: وكيل وزارتي التعليم والخارجية، وجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان".


وأضاف أنه "مع بدء العام الدراسي القادم فستبدأ الجامعة العبرية مشروعا خاصا بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي المعروف باللغة العربية باسم (المخابرات)، هدفه تخريج العديد من كوادره الأمنية، وعددهم 140 جنديا سيدرسون الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط".


وأشار الكاتب إلى ملاحظة هامة، تتمثل في ما "سيلقيه إقبال أفراد الاستخبارات الإسرائيلية من ظلال سلبية على الطلاب العرب الذين يدرسون في ذات القاعة الدراسية، وهم يرون زملاء إسرائيليين لهم يلبسون البزة العسكرية، ويأخذون معهم ذات المحاضرات، ما قد يحد من حرية التعبير لدى الطلاب العرب، ويقيد أداءهم الأكاديمي". 


وأكد أن "الطالب العربي في هذه الحالة سوف يفكر مرتين قبل الذهاب للدراسة في هذه الأقسام التي يقبل عليها جنود وضباط الاستخبارات الإسرائيلية، وسوف يفكر ثلاث مرات قبل الإدلاء برأيه بأي قضية محل نقاش داخل القاعة الدراسية، خشية المتابعة الأمنية".