صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا وقف ترامب أمام ختم رئاسي مزيف؟

واشنطن بوست: ظهور الصورة سيحرج الرئيس ترامب الحريص على صورته- يوتيوب

تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" عن السبب الذي جعل الرئيس دونالد ترامب يقف أمام ختم رئاسي مزيف يحتوي على شعار روسي.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أمرا لم يكن غير عادي في تقديم الرئيس ترامب يوم الثلاثاء في قمة "ترينينغ بوينت" للطلبة الأمريكيين، لافتا إلى أنه في الكثير من الملامح فإنه عكس الأسلوب الإنتاجي، الذي بات علامة ملازمة في الحملات الانتخابية للرئيس الأمريكي. 

 

وتفيد الصحيفة بأنه بعد عرض شريط فيديو من 12 دقيقة عن صعود ترامب للرئاسة، صدحت الموسيقى، ثم ظهر اسم الرئيس على شاشة عملاقة بخط أحمر، ودخل ترامب مغمورا بالهتافات التي أطلقها المئات من أنصاره الذين احتشدوا في قاعة فندق ماريوت ماركوس في واشنطن. 

 

ويلفت التقرير إلى أن مؤسس "تيرينينغ بوينت" تشارلي كيرك، كان على شماله، لكن الصورة على اليمين التي التقطتها مئات الهواتف لم تكن معروفة.  

 

وتقول الصحيفة إن "الصورة تشبه الختم الرئاسي الرسمي، لكن النظرة الفاحصة لها تظهر تغييرات تهدف للسخرية من ولع الرئيس بلعبة الغولف والاتهامات بعلاقته مع روسيا، ولا يعرف البيت الأبيض أو (ترينينغ بوينت) من أين جاءت هذه الصورة، وكيف ظهرت على الشاشة". 

 

وينوه التقرير إلى أن النسر له رأسان بدلا من رأس واحد، وهي علامة مرتبطة عادة بالسيادة الإمبريالية، ويشبه طيرا على الزي العسكري الروسي، وموجود فقط على العلم الصربي والألباني ومونتينغرو، فيما تبدو مخالب النسر وكأنه ممسك بـ13 مضربا للغولف، وليس 13 سهما. 

 

وتذكر الصحيفة أن قارئا لصحيفة "واشنطن بوست" لاحظ موقعا على الإنترنت يبيع مواد مزيفة، مثل الصورة التي عرضت على الشاشة، وفي واحدة من هذه الصور تقرأ العبارات المكتوبة بالإسبانية على العلم بالنسر "45 دمية".

 

ويستدرك التقرير بأن الختم الرئاسي كان خلف الرئيس، حيث مشى باتجاه المنصة التي حملت الختم، وتكلم عليها مدة 80 دقيقة. 

 

وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم البيت الأبيض للصحيفة، قوله إن المسؤولين لم يشاهدوا الختم المزيف قبل ظهوره على الشاشة، وأحالوا الأسئلة للجهة التي نظمت المناسبة "تيرينينغ بوينت"، التي قالت في رد على سؤال للصحيفة إنها لا تعلم من أين جاء الختم المزيف وكيف انتهى على الشاشة.

 

ويورد التقرير نقلا عن المتحدث باسم الشركة، قوله إن الخطأ ربما جاء من فريق الفيديو والصوتيات الذي يتعامل مع إنتاج الصور، وأضاف: "كان خطأ في اللحظة الأخيرة من فريق السمعيات والبصريات، ولا أستطيع معرفة أين حدث الخلل، لكنه كان في اللحظة الأخيرة، ولا أعرف من فعله، ولا أعرف من أين حصلوا على هذه الصورة". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أنه بحسب "ترينينغ بوينت"، فإن فريق السمعيات والبصريات قام بتنسيق الصور على الشاشة، بما في ذلك الختم الحقيقي واسم الرئيس. 

 

وينقل التقرير عن المتحدث الرسمي للشركة، قوله إن الفريق كان مكونا من عاملين فيها وموظفين في الفندق، حيث كان يحاول تحديد مصدر الخطأ، وقال: "هناك خلل في مكان ما، وأعتقد أنها صورة وضعت على عجل، وكانت الصورة الخطأ"، وعبر عن أسفه لما جذبه الختم المزيف من اهتمام حرف الانتباه عن العدد الكبير من المتحدثين المحافظين في المناسبة. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن فندق ماريوت، قوله إن العاملين لديه لا يقدمون عادة صورا أو أشرطة فيديو للجهة المنظمة، بل إنهم يقدمون المكان والتكنولوجيا، مثل التلفزيون وأجهزة العرض. 

 

وينقل التقرير عن ريتشارد بينتر، الذي خدم في مهمة محامي الأخلاق في البيت الأبيض في الفترة ما بين 2005 و2007، قوله إن طاقم الرئيس عادة ما يتلقى مقدما الصور وأشرطة الفيديو التي تعرض في المناسبات التي يظهر فيها الرئيس، ووصف الحادث بـ"الإهمال". 

 

وأضاف بينتر: "يجب أن تكون متحكما بما ستضعه الجماعة الخاصة وما ستعرضه.. السماح لجهة بعرض شيء على الشاشة دون أن يتحكم به البيت الأبيض يعد حماقة". 

 

وتجد الصحيفة أنه مع أن هناك قانونا في الكونغرس يحرم استخدام الختم الرئاسي بطريقة مزيفة تشير إلى دعم الحكومة أو مصادقتها على شيء، إلا أن بينتر، الذي يحاضر في القانون في جامعة مينيسوتا، قال إن السخرية من الختم محمية بموجب المادة الأولى من الدستور، التي تحمي حرية التعبير. 

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول بينتر إن ظهور الصورة ربما كان مجرد نكتة، لكنه سيحرج الرئيس الحريص على صورته، وأضاف بينتر: "هناك شخص سيواجه مشكلة.. لكنهم ضحكوا عليها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)