صحافة دولية

صحيفة: هذه أهداف أمريكا من هجماتها في سوريا

أبرزت الصحيفة المحاولات الأمريكية والإسرائيلية وبعض الدول العربية في زعزعة استقرار سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن أهداف الولايات المتحدة من شن هجمات في سوريا.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجيش الروسي أصدر بيانا، سلط فيه الضوء على بعض العمليات التي قام بها الجيش الأمريكي في سوريا ضد نظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذه العمليات تقوم بتنفيذها "مليشيات" دربتها واشنطن في قاعدة التنف.


وتابعت: "هذه العمليات تشير إلى أن الهدوء لن يعود بسهولة إلى ذلك البلد بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب"، مبينة أنه "منذ بضعة أشهر، أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لكنه تبين أن حوالي 3500 جندي أمريكي يواصلون العمل بالبلاد، خاصة في شرق الفرات".


وأبرزت الصحيفة أن الأمريكيين والإسرائيليين و"الدول العربية المعتدلة" تزعزع استقرار سوريا، سواء في غرب البلاد، أو إدلب، وحتى داخل المنطقة التي استعادها النظام، بحيث يجبرون حكومة بشار على زيادة الضغط والقمع.


وأوردت الصحيفة أن "موسكو اتهمت هذا الأسبوع الأمريكيين بسرقة النفط من كردستان، وتدريب رجال المليشيات المتمردين الذين يقومون بأعمال تخريبية وإرهابية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، في محاولة لإضعاف وتقويض نفوذها، وفي هذه المناسبة، قدم الروس، وهم حلفاء دمشق، تفاصيل حول عمليات زعزعة الاستقرار التي ترعاها واشنطن".

 

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تتحدث عن "مذبحة" في إدلب.. روسيا ترد


وأضافت الصحيفة أن "الوصف الذي قدمته موسكو يشير إلى أن عمليات واشنطن تهدف إلى منع دمشق من استعادة السيطرة على البلد بأكمله، وأن هذه الأنشطة تشمل أيضا شركات عسكرية خاصة تعمل جنبا إلى جنب مع جيش الولايات المتحدة في تدريب الجماعات المسلحة".


ولفتت الصحيفة إلى أن المجموعات المدربة من أمريكا تستخرج النفط من الحقول الواقعة على الجانب الشرقي من منطقة الفرات، وهي أغنى مناطق سوريا في مجال النفط، وبعد ذلك يتم بيع الذهب الأسود في السوق السوداء، وتصديره من إقليم كردستان.


وذكرت أن "موسكو تعتبر ذلك بمثابة سرقة، نظرا لأن النفط مملوك للدولة وليس للمليشيات والجماعات المسلحة العاملة في المنطقة بالتعاون مع واشنطن"، منوهة إلى أنه في شهر تموز/ يوليو ذاته، تبين أن الشخص المسؤول عن بيع النفط المسروق هو رجل الأعمال الإسرائيلي موتي كاهانا".


وبحسب الصحيفة، تكشف مشاركة كاهانا في قطاع النفط، الذي اعترف بصحة المعلومات، عن مدى تغلغل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في سوريا، خاصة في منطقة غرب سوريا، وبالنظر إلى قدرة إسرائيل الهائلة على زعزعة الاستقرار، من السهل أن نستنتج أن الهدوء والسلام لن يصلا إلى الشرق الأوسط أو سوريا خلال فترة معقولة من الزمن.


وبحسب وزارة الدفاع الروسية، يقع استخدام جزء كبير من عائدات تهريب النفط "لدعم الجماعات المسلحة غير القانونية، ورشوة زعماء القبائل المحليين، والتحريض على المشاعر المناهضة للنظام"، سواء في كردستان أو المناطق التي استعادتها حكومة بشار الأسد بعد أكثر من ثماني سنوات من الصراع.

 

اقرأ أيضا: التحالف الدولي يعلن استهداف خلية تابعة لتنظيم الدولة بسوريا


من جهة أخرى، وفقا لموسكو، يقوم الجيش الأمريكي والشركات العسكرية الخاصة بتدريب ما يصل إلى 2700 رجل من مختلف الجماعات المسلحة في قاعدة التنف العسكرية في جنوب شرقيّ سوريا، ويعمل العسكريون في هذه القاعدة بالقرب من الحدود مع الأردن، وأصدروا مرسوما بإنشاء منطقة أمنية على بعد 55 كيلومترا حول التنف.


والجدير بالذكر أن قاعدة التنف بدأت في العمل منذ سنة 2015، حيث أوضحت واشنطن أنها أُنشئت لمحاربة تنظيم الدولة، على الرغم من أنها كرّست نفسها فيما بعد لتدريب المعارضين، وبحسب بعض المصادر، تكمن الأهداف الأساسية للقاعدة في تجنب أي اتصال بّي بين إيران ولبنان، وبعد فترة التدريب، يتم نقل رجال المليشيات بطائرات هليكوبتر شرقيّ نهر الفرات.


وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة بإرسال رجال المليشيات "الأكثر عنفا" المدربين في التنف إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، من أجل "زعزعة الاستقرار، ومنع تعزيز نفوذه".


وعلى ضوء ذلك، أكد الجنرال الروسي، سيرجي رودسكوي، أن "الأهداف الرئيسية للمليشيات التي دربها جيش الولايات المتحدة تكمن في القيام بعمليات التخريب وتدمير منشآت النفط والغاز والبنية التحتية والهجمات ضد قوات النظام السوري".


ونقلت الصحيفة أن الروس يؤكدون أن "هذه المجموعات عملت في مدن السويداء وتدمر والبوكمال"، حيث قاموا بأعمال تخريبية وانتهاكات أمنية، لا سيما في المنشآت الحيوية للنظام، عن طريق شن عمليات القصف ضد أنابيب الغاز، وخطوط الأنابيب، والسكك الحديدية التي تنقل الفسفاط شرقيّ مدينة حمص، فضلا عن عمليات القتل في المدن المذكورة، وفي دمشق ودرعا.