ملفات وتقارير

الاحتلال يرفض إصدار جوازات سفر "مقروءة آليا" للفلسطينيين

يحتل جواز السفر الفلسطيني المرتبة الـ88 عالميا ويسمح لحامله بدخول 38 دولة فقط دون تأشيرة- جيتي

في إطار سياسة الاحتلال الإسرائيلي بالتضييق على الحرية والتنقل، كشفت السلطة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز منذ ثلاثة أشهر، المعدات الخاصة بجواز السفر المقروء آليا والمعروف اختصارا (البيومتريك) حسب المواصفات العالمية.


ويعتمد جواز السفر "البيومتري" على بصمة العين، ويتضمن شريطا ممغنطا أسود، يظهر معلومات مفصلة عن حامله فور تمرير الجواز على الحاسوب في المطارات، الأمر الذي يساهم في تقليل وقت الانتظار، وتسهيل حركة المسافرين في المطارات العالمية، وجاء تعميم هذا النوع من جوازات السفر بطلب من منظمة الطيران المدني الدولي لأسباب أمنية متعلقة بالحد من الجريمة والتزوير.


وكشف مدير عام الجوازات في السلطة الفلسطينية، سلطي الريموني، أن "دولة فرنسا قدمت قبل عامين منحة للسلطة الفلسطينية لتغطية إصدار هذا النوع من جوازات السفر، وقد جرى شحن المعدات الخاصة لإصداره في أيار/ مايو الماضي عبر ميناء أسدود، ولكن الجانب الإسرائيلي رفض إدخال هذه المعدات للأراضي الفلسطينية دون الكشف عن أسباب هذا المنع".


أزمة في جوازات السفر


وأضاف الريموني لـ"عربي21" أنه "جرى الانتهاء من كافة الإجراءات المتعلقة بطباعة مليوني جواز سفر بيومتري، عبر تفريغ بيانات المستفيدين في الحاسوب الحكومي تمهيدا لطباعتها، إلا أن منع إدخال المعدات حال دون إتمام هذا الإجراء بصورة نهائية".


ونوه الريموني إلى أن "رئيس الحكومة محمد اشتية فور تسلمه مهامه في نيسان/ إبريل الماضي، طلب بوقف إصدار جوازات السفر التقليدية إلى حين طباعة جواز البيومتري، وهو ما تسبب في تراكم طلبات المواطنين للحصول على جوازات السفر، وهو ما دفعنا إلى مطالبة إسرائيل بشكل عاجل بإدخال 800 ألف دفتر لجواز السفر، لإنهاء قضية جوازات السفر المتراكمة".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يقصف موقعا للمقاومة بغزة ويزعم اعتراض صواريخ


ويحمل الفلسطينيون بموجب اتفاق أوسلو نوعين من جوازات السفر، الأول صادر عن السلطة الفلسطينية ويحمل شعارها ويمنح للمواطنين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة ويستثنى منه سكان القدس، أما اللاجئون في سوريا ولبنان والأردن والعراق فيمنحون وثائق سفر.


واتجهت السلطة الفلسطينية بعد حصولها على اعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة عضو مراقب في العام 2012، إلى إصدار جواز سفر يحمل اسم دولة فلسطين بدلا من السلطة الفلسطينية، ولكنها تراجعت عن هذه الخطوة خشية عدم اعتراف إسرائيل بهذه الوثائق الجديدة.


ويتحكم الاحتلال الإسرائيلي بحركة الفلسطينيين من خلال نشر ما يزيد على 140 حاجزا عسكريا، تقطع أواصل المدن والقرى في الضفة الغربية، في حين ذكرت منظمة (بيتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية أن "أشكال المضايقات الإسرائيلية تتنوع، بين رفض سفر المواطنين عبر حاجز اللنبي الفاصل بين الأردن وفلسطين". 


ويحتل جواز السفر الفلسطيني المرتبة الـ88 عالميا، ويسمح لحامله بدخول 38 دولة فقط دون تأشيرة، ليس من بينها أي دولة عربية.


انتهاك القانون الدولي


وفي السياق ذاته، يشير خبير القانون الدولي والأمين العام السابق للمجلس التشريعي، نافذ المدهون، أن "جواز السفر هو بمثابة وثيقة رسمية تعريفية تمنحها الحكومات للمواطنين كتعبير عن الحماية والرعاية لحامله، ولكن في الحالة الفلسطينية لا يمكن تعميم هذا التعريف، نظرا لما أفرزه اتفاق أوسلو من تحكم إسرائيلي مطلق في إصدار رقم الوثيقة الخاصة بجواز السفر، إضافة إلى الدفاتر المخصصة لطباعة البيانات لحامليه، كما تتحكم إسرائيل بمنح أو رفض إصدار أي جواز سفر لمن تعتبرهم خطرا على أمنها القومي، وهذا ينفي صفة السيادة التي يمنحها جواز السفر الفلسطيني".


وأكد المدهون لـ"عربي21" أن "القيود الإسرائيلية بمنع إدخال المعدات الخاصة لجواز البيومتريك، لا يمكن تفسيره سوى بغياب أي ضغط قانوني مارسته السلطة على الطرف الإسرائيلي للعدول عن قراره، حيث يعد ذلك مخالفة لاتفاقيات جنيف الرابعة الخاصة بمنح المواطنين كافة حقوقهم المدنية من قبل الدولة المحتلة".