صحافة دولية

لوس أنجلوس تايمز: سعوديات يخالفن التقاليد ويطلّقن العباءة

لوس أنجلوس تايمز: المرأة السعودية تخالف التقاليد وتتخلى عن العباءة- جيتي

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا أعده نبيه بولص، تحت عنوان "المرأة السعودية تخالف التقاليد وتتخلى عن العباءة".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مناهل العتيبي (25 عاما)، التي عادت للتو من الصين بعد إكمالها دراستها هناك، عندما بدأت بارتداء ملابسها استعدادا للذهاب إلى مركز اللياقة، فإنها اختارت بدلا من العباءة، التي تعد أمرا مفروضا على كل امرأة في السعودية، بنطال جينز وقميصا، وأمسكت حقيبتها. 

 

ويعلق بولص قائلا إن ما تقوم به قد يبدو أمرا عاديا لا قيمة له، لكنه بالنسبة للعتيبي، التي طالما عبرت عن سخطها من الزي التقليدي، يعد انتصارا شخصيا، مشيرا إلى أنها قالت في تغريدة لها على الإنترنت، نشرتها في 10 أيلول/ سبتمبر: "صحيح أنه من خلال تجربتي مع بعض الدوائر الحكومية على أرض الواقع تأكدت أن مثل هذه الثياب محتشمة وفقاً للذوق العام، لكن أيضا شكراً لكل شخص رفع علي بلاغ بهدف إخافتي، فدونكم ما كنت سأقطع الشك باليقين".  

 

     

 

وتنقل الصحيفة عن العتيبي، قولها في مقابلة مع الصحيفة، إن قرارها التخلي عن العباءة كان "كما لو أنني حصلت على حقي، فتم تقييدك بشيء لم تؤمن به وبدأت الآن تعيش الحياة الحقيقية."

 

ويلفت التقرير إلى أن السعودية فككت نظام وصاية الرجل على المرأة تقريبا، وتحاول إخراج القوانين والتقاليد الاجتماعية التي جعلت المرأة مواطنة من الدرجة الثانية بعيدا عن المجال العام، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي ألغى فيه نظام الوصاية حق الرجل بالموافقة على حصول المرأة على جواز السفر أو العلاج الطبي، إلا أن مواصفات زي المرأة لم يتم تحديدها. 

 

ويفيد الكاتب بأنه في الوقت الذي لا توجد فيه قوانين تميز المرأة التي ترتدي العباءة عن تلك التي تخلت عنها، إلا أن النساء لا يغادرن بيوتهن دونها؛ خوفا من التعرض للتحرش، لافتا إلى أن من قررن التخلي عن العباءة عادة ما يذكرن بقرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أصدر أمرا برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، فيما قمع أي طرف عبر عن معارضة لقراراته. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن محمد بن سلمان، قوله في مقابلة العام الماضي مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية، إن على الرجل والمرأة ارتداء الزي المحتشم، لكن الإسلام لا يشترط لبس العباءة أو غطاء الرأس. 

 

ويجد التقرير أنه مع ذلك فإن هناك الكثير من السعوديين انزعجوا من رؤية امرأة دون غطاء الرأس، مشيرا إلى أن غالبية السعوديات لا تزال ملتزمة بالعباءة. 

 

وينقل بولص عن العتيبي، قولها: "عادة ما أسمع تعليقات تتحدث عني وكأنني عارية، أو يتحدثون معي باللغة الإنجليزية لاعتقادهم أنني أجنبية"، مشيرة إلى أن بعض صديقاتها خفن على حياتها، وكن يخرجن معها. 

 

وتقول الصحيفة إنه مع عدم وجود لوائح تنظيمية، فإنه يمكن لمؤسسة أن ترفض السماح للمرأة السافرة بالدخول لمخالفتها الاحتشام، وهو ما حدث لمشاعل الجالود (33 عاما) المتخصصة بالمصادر البشرية، التي حاولت دخول "رياض بارك مول" في تموز/ يوليو.

 

وينوه التقرير إلى أن الجالود بدأت تدريجيا باستبدال عباءتها بالمعطف قبل أن تتخلى عنها كليا، وبدأت بدخول المطاعم والمقاهي دون أن تتعرض لمشكلة، لكنها عندما وصلت بوابة مركز التسوق وهي ترتدي البنطال والقميص بالإكمام القصيرة قيل إنها لا ترتدي الزي المناسب ولا يمكنها دخول المركز. 

 

ويشير الكاتب إلى أن الجالود أكدت أن ما تفعله غير خاطئ، وأشارت إلى ما قاله ولي العهد في مقابلته مع محطة "سي بي أس"، إلا أنهم لم يهتموا بما قالته، وتم استدعاء الشرطة، لافتا إلى أن مشاعل كتبت تغريدة لإدارة المركز، تقول فيها إن زيها محتشم، وأرفقتها بلقطات فيديو أثارت اهتمام أكثر من 900 ألف مشاهد، وتعليقات معظمها سلبي، بل إن البعض اتهموها بخيانة بلدها. 

 

وتذكر الصحيفة أن أفراد من العائلة المالكة شاركوا في النقاش، واتهمها الأمير سطام سعود بأنها "تبحث عن الشهرة"، وقال إن عدم ارتدائها العباءة في مركز التسوق هو "فعل استفزازي ولا يقبله أحد".

 

وبحسب التقرير، فإن الجالود لم تعد إلى مركز التسوق، وقالت إدارته إنها التزمت بالمعايير التي تشترط الاحتشام، مشيرا إلى أن العتيبي تعرضت لمحاولات المنع من دخول مؤسسات أيضا؛ ليس "لأن هناك أمرا غير قانوني، لكن خوفا من رأي الناس". 

 

وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الجالود والعتيبي لا تزالان تلبسان العباءة للعمل، ولم ينضم إليهما عدد من الرافضات لها، لكنهما تعتقدان أن الأمر مسألة وقت، حيث ستزيل الحكومة الغموض وتفتح المجال أمام "الرأي الشخصي".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)