اقتصاد دولي

هل ينهار الاقتصاد الأمريكي بعزل ترامب؟.. اقتصاديون يجيبون

زيادة المخاطر على خلفية إجراءت عزل ترامب رفعت أسعار الذهب ودفعت أسواق الأسهم للهبوط- الأناضول

أثار إعلان الكونغرس الأمريكي، فتح تحقيق رسمي لعزل الرئيس دونالد ترامب، ارتباكا في الأسواق الدولية، وحالة من القلق والترقب لنتائج الإجراءات التي أعلنتها  رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية، نانسي بيلوسي.


ورغم عدم ترجيح أن تؤدي هذا الخطوات إلى عزل ترامب، بحكم سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، إلا أن هذه التطورات تخلق، بحسب خبراء الاقتصاد الدولي، حالة من الضبابية وعدم اليقين داخل الأسواق العالمية، وتضيف إليها مخاطر جديدة تتأثر بها الأسواق سلبا.


وندد ترامب، ليل الثلاثاء، بالإجراءات التي أعلنتها بيلوسي، قائلا عبر حسابه على "تويتر": "يوم بمثل هذه الأهميّة في الأمم المتحدة، كثير من العمل وكثير من النجاح، لكن الديمقراطيين قرّروا إفساد كل شيء (...) حملة مطاردة نتنة. أمر سيئ جدا لبلدنا".


ومع توقعات زيادة المخاطر في الأسواق على خلفية إجراءت عزل ترامب، ارتفع الذهب لأعلى مستوياته في نحو 3 أسابيع، أمس الثلاثاء، وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية عند ختام تعاملات الثلاثاء، لتسجل معظمها أكبر خسائر يومية في شهر مع التطورات السياسية وعدم اليقين التجاري.


ووفقا لرويترز، فقد صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.65% إلى 1531.80 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول، بعدما سجل أعلى مستوياته منذ الخامس من سبتمبر/أيلول عند 1535.60 دولار.

 

وارتفعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 0.6%، لتبلغ عند التسوية 1540.20 دولار للأوقية.

 

اقرأ أيضا: ترامب يرد على فتح بيلوسي تحقيقا بهدف عزله.. هذا ما قاله

وسجلت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول أكبر هبوط في 9 أشهر، وهو ما زاد القلق بشأن الاقتصاد العالمي في ظل قتامة الآفاق الاقتصادية للبلاد وسط حرب تجارية بين واشنطن وبكين.


وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.53% ليضيف المؤشر إليه -142.22 نقطة، ويستقر عند إغلاقه على مستوى  26,807.77، فيما هبط مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.84% بما يعادل -25.17 نقطة، ويستقر بنهاية تداولاته على مستوى 2,966.61.


وتراجع أيضا مؤشر مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر بلغت نسبته -1.39% بما يعادل -108.57 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,710.04.


وكشفت بيانات اقتصادية اليوم عن ارتفاع أسعار المنازل في الولايات المتحدة بأقل وتيرة في 7 سنوات، في حين تراجعت ثقة المستهلكين الأمريكيين بأكثر من التوقعات.


وسبق أن ربط ترامب، عزله -في حال تم ذلك- بانهيار الاقتصاد الأمريكي، قائلا في مقابلة له على "فوكس نيوز" إن الاقتصاد الأمريكي "سينهار" في حال تم عزله، مضيفا: "أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جدا".

 

اقرأ أيضا: ترامب يربط عزله بانهيار الاقتصاد الأمريكي.. كيف ذلك؟ (شاهد)

ودائما ما يتحدث ترامب، عن نجاحه في خلق وظائف وتحقيق انجازات اقتصادية منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، متسائلا: "لا أعرف كيف يمكن عزل شخص قام بعمل رائع؟".

 

 

 

 

وقال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية، أحمد عوض، إن إجراءات عزل ترامب ستزيد من هشاشة الاقتصاد الأمريكي والاقتصادي العالمي، إلى جانب مجموعة من العوامل الأخرى مثل عودة التشاؤم حول ملف المفاوضات مع الصين، وتزايد حدة المواجهة الأمريكية مع إيران.


واستبعد عوض، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن ينهار الاقتصاد الأمريكي بعزل ترامب، (كما يزعم ترامب)، متوقعا أن يحدث موجة مؤقتة من الارتباك والاضطراب داخل السوق الأمريكي وفي بعض الأسواق العالمية إذا تم العزل، لكنها لن تستمر طويلا، خاصة إذا جاءت بعده إدارة أكثر عقلانية.


وأضاف: "منطقي جدا أن تؤثر أخبار عزل ترامب على الأسواق العالمية، لأن النظام الاقتصادي العالمي أصبح أكثر هشاشة في التأثر بالمعطيات والأحداث الجيوسياسية".

 

اقرأ أيضا: بيلوسي تعلن فتح تحقيق مع ترامب يمهد لعزله.. وبايدن يؤيد


وأردف عوض قائلا: "قد يؤثر عزل ترامب إيجابا على الأسواق العالمية والأمريكية، لأن غياب ترامب قد يخفف من حجم التوترات العالمية، (كالحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتوتر الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وعدد من دول العالم، التي ساهمت في ضغط النمو العالمي)، يتبعها مرحلة أكثر استقرارا".


وحول حديث ترامب عن تحقيق إنجازات اقتصادية، أشار عوض إلى أن الاقتصاد الأمريكي لم يشهد فترة رفاهية، خلال عهد ترامب، باستنثاء العام الأول فقط من حكمه، والمؤشرات كلها تتجه بالاقتصاد الأمريكي ناحية الركود وارتفاع الأسعار وتراجع حجم الصادرات خاصة بعد حرب الرسوم االجمركية لمتبادلة مع الصين وبعض البلدان الأخرى.


ومن جانبه، أكد عضو الاحتياطي الفيدرالي السابق، ويليام دادلي، السياسات التجارية للرئيس ترامب تمثل أكبر خطر على الاقتصاد الأمريكي، وليس السياسات النقدية للبنك.


وقال ويليام دادلي، في تصريحات صحفية، إن ترامب يتبع سياسات تجارية محفوفة مع المخاطر مع حلفاء الولايات المتحدة التجاريين، كما أنه يلقي اللوم دائما على الاحتياطي الفيدرالي بأنه المتسبب في تدهور الاقتصاد الأمريكي.