صحافة دولية

وول ستريت: ترامب خلق فوضى في سوريا باتت تحرقه

وول ستريت: ترامب يجد نفسه الآن في معركة دبلوماسية وتجارية مع تركيا- جيتي

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، إن الرئيس دونالد ترامب خلق فوضى في سوريا، ولجأ إلى سلاح العقوبات بعدما اكتشف الضرر الذي تسبب به سحب القوات الأمريكية.

 

وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، بالقول: "يا لها من مهزلة، فالتخبط في السياسة الخارجية عادة لا يظهر ضرره إلا بعد أشهر وسنوات، إلا أن سحب القوات الأمريكية المفاجئ من سوريا بدأ يظهر أثره حالا وعلى شاشات التلفزة".

 

وتشير الصحيفة إلى أن "النقاد قالوا إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيغزو شمال سوريا، رغم تحذيرات الرئيس دونالد ترامب، وقد فعل، وقال النقاد إن حلفاءنا الأكراد السوريين سيعقدون صفقة مع النظام السوري للدفاع عن أنفسهم، وقد فعلوا، وقال النقاد أيضا إن سجناء تنظيم الدولة الذين يعتقلهم الأكراد سيفرج عنهم، ويتشتتون لشن الجهاد في المنطقة، وقد حدث ذلك".

 

وترى الافتتاحية أن "ترامب فاقم الفوضى عندما أمر بفرض عقوبات ضد مسؤولين ومؤسسات تركية، ممن (أسهموا في أفعال تركيا التي زعزعت الاستقرار في شمال شرق سوريا)، وتشمل العقوبات إجراءات مالية، ومنعا من دخول الولايات المتحدة، في وقت قال فيه ترامب إنه أوقف المحادثات التجارية مع تركيا، وزاد من التعرفة الجمركية على الفولاذ بنسبة 50%". 

 

وتقول الصحيفة إن "ترامب يجد نفسه الآن في معركة دبلوماسية وتجارية مع تركيا، التي قال إنه يريد تجنبها، ألم يكن من السهل لو أخبر أردوغان في مكالمته الشهيرة قبل أسبوعين، أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي عملية عسكرية ضد الأكراد، وأنها ستستخدم الطيران لمنعها؟ لكان أردوغان قد توقف وواصل التفاوض على المنطقة الآمنة مع الأكراد والولايات المتحدة". 

 

وتعتقد الافتتاحية أن ترامب يزيد من تردي الأوضاع بسبب تبريراته التي لا يأخذها أحد على محمل الجد، فقال: "بعد هزيمة خلافة تنظيم الدولة 100% قررت سحب القوات من سوريا، لتحمي سوريا والأسد الأكراد، ويواجهان تركيا من أجل بلدهما"، وقال في تغريدة يوم الاثنين: "أي شخص يريد مساعدة سوريا لحماية الأكراد أمر جيد لي، سواء كانت روسيا أم الصين أو حتى نابليون بونابرت، وأمل أن يعملوا جيدا، فنحن نبعد 7 آلاف ميل".

 

وتعلق الصحيفة قائلة إن "نابليون قد يضحك على هذه النكتة، لكن العالم كله يسخر من الرئيس الأمريكي، إن الرئيس ترامب حاول في أيامه الأولى إظهار صورة الزعيم القوي من خلال حربه ضد تنظيم الدولة، وضربه بشار الأسد بعد استخدامه السلاح الكيماوي، إلا أن هذه الصورة بهتت عندما بدأ يقول إنه يريد إنهاء الحروب اللانهائية". 

 

وتجد الافتتاحية أن "هذا نوع ساذج من الانعزالية، ورسالة للدول المارقة في العالم بأن أمريكا ليست مهتمة بالتدخل لحماية مصالح حلفائها، وتشعر إسرائيل والسعودية بالغضب، فيما لا تصدق روسيا وإيران وحزب الله أن ترامب تخلى عن التزامات أمريكا تجاه شركائها".

 

وتقول الصحيفة: "لم يعد أمرا صعبا الآن تلخيص استراتيجية ترامب الخارجية في أمرين، وهما العقوبات والتعرفة الجمركية، ويستخدمهما ترامب طوعا وكرها ضد الصديق والعدو، وبصفتهما بديلا عن الدبلوماسية والتهديد العسكري الحقيقي". 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالقول إنه "مع أن ترامب لا يريد سماع هذا الكلام، إلا أن الفوضى السورية تضر به أيضا؛ لأن الجمهوريين الذين دعموه طوال المعركة الروسية باتوا وغيرهم يتشككون في حكمه بصفته القائد العام للقوات المسلحة في عالم يزداد خطورة، ومع اقتراب المحاكمة التي تلوح في الأفق فهو لا يستطيع تنفير أصدقاء جدد".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)