سياسة دولية

انقسام في الشارع الإيراني حول عملية "نبع السلام" التركية

هاجم الإعلام الإيراني تركيا على خلفية العمليات شرق الفرات - جيتي

شهد الشارع الإيراني انقساما واسعاً حول عمليات "نبع السلام" التي تخوضها تركيا بجانب قوات المعارضة السورية في شرق الفرات بسوريا، ووصل هذا الانقسام والتباين من الشارع والنخب الإيرانية إلى البرلمان والساحة الرياضية في إيران.


وعلى عكس موقف النظام الإيراني من عمليات "نبع السلام"، دافع النائب قاضي بور، ممثل مدينة أرومية، في البرلمان الإيراني عن العملية التركية، وهاجم منتقدي تركيا وأردوغان خلال كلمته في البرلمان قائلا: "لماذا نعتبر مسلحي الأكراد في ايران إرهابيين ولكن عندما تدخلت تركيا ضدهم في سوريا ندافع عنهم؟".


وطالب قاضي بور بالقضاء على الإرهابين الذين ينتمون إلى الأحزاب المسلحة الكردية بسوريا وهتف داخل البرلمان الإيراني بعد مشادة كلامية مع النواب الأكراد: "الموت للإرهابيين، الموت للإرهابيين بسوريا ."


يذكر أن تصريحات قاضي بور الذي ينتمي إلى الأقلية التركية الأذرية في ايران جاءت ردا على تصريحات النواب الأكراد في البرلمان الإيراني الذين هاجموا تركيا على خلفية العملية العسكرية.


ومن بين المواقف المؤيدة لتركيا موقف لاعب نادي "تراكتور  سازي" الإيراني، مهدي بدر، وهو من الأقلية التركية الأذرية.


ونشر مهدي بدر عبر حسابه الرسمي على الانستغرام، صورة للعلم التركي، وصورة للجنود للأتراك المشاركين في عمليات "نبع السلام" تعبيرا عن دعمه وتأييده للعملية التركية في سوريا ."

 

اقرأ أيضا: "فيصل القاسم" يعلق على تحرك نظام الأسد بعد العملية التركية

وأبعد الاتحاد الإيراني لكرة القدم، اللاعب مهدي بدر، عن اللعب في الدوري الإيراني مؤقتا حيث اعتبر دعم بدر لعمليات نبع السلام تصرفا غير رياضي .


وقال صالح كامراني، رئيس الحزب المركزي التركي المعارض، ومدير تلفزيون  ANT من أذربيجان لـ"عربي21"  إن الأقلية التركية في إيران لها موقف مؤيد وداعم لعمليات نبع السلام في شرق الفرات حيث أن هذه المناطق أصلا ذات أغلبية عربية وتحاول "التنظيمات الإرهابية" تصادرها باسم الأقلية الكردية بسوريا ، بحسب تعبيره


وأضاف: "هناك إرادة غربية خارج عن الإقليم تحاول ضرب العلاقات التاريخية والدينية المشتركة بين الشعبين التركي والعربي حيث أن قوة ومتانة هذه العلاقة ستكون صمام الأمن لمستقبل شعوب المنطقة ولكن هناك من يريد استغلال الوضع القائم بسوريا لاستهداف المنطقة العربية برمتها لذلك وحدة العرب والأتراك في هذه المرحلة تعتبر  ضرورة استراتيجية - تاريخية على حد تعبيره ."


وأصدر الحزب المركزي التركي الأذري في ايران بيانًا رسمياً لتأييد عمليات نبع السلام التركية في شرق الفرات بسوريا .


يذكر أن الأتراك الأذريين والأتراك التركمانيين يشكلون نسبة كبيرة من سكان إيران، ويقدر عددهم بأكثر من 25 مليون نسمة في عموم إيران.


وتصدى النشطاء الأتراك في إيران بشكل كبير للدعاية الإيرانية حول عمليات "نبع السلام" التي يحاول الإعلام وصفها بأنها هجوم تركي وإرهابي على الأقلية الكردية بسوريا.


وحول هذا الأمر قال كامراني بأنه إذا كانت الدولة الإيرانية حريصة على الأكراد في سوريا، فلماذا تعتقل وتسجن المئات منهم في إيران، وتنفذ بحقهم أحكام بالإعدام.