سياسة دولية

دراسة: تغطية صحفية سلبية تجاه كوربين وإيجابية لجونسون

تميل معظم الصحف لصالح اليمين- أ ف ب

كشفت دراسة حديثة أن حزب العمال البريطاني بزعامة جيرمي كوربين؛ يواجه تغطية سلبية من جانب الصحافة في البلاد خلال فترة الحملة الانتخابية، مقابل تغطية إيجابية لصالح حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون.

وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة لافبرا البريطانية؛ إلى أن هجوم الصحافة على كوربين وحزبه يتصاعد مع اقتراب الانتخابات المنتظرة الأسبوع القادم.

وأجريت الدراسة التي رصدت ما نشرته الصحافة المطبوعة على مدى ثلاثة أسابيع، في الفترة ما بين 7 و27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ولم تتناول الدراسة الصحافة الالكترونية، مثل الإندبندنت التي لم تعد تصدر بنسخة ورقية.

واعتمدت الدراسة على وضع معيار قيمته "-1" لكل مقال أو مادة سلبية (مضرة) تجاه أحد الأحزاب، و"+1" لكل مادة إيجابية (يمكن أن تفيد الحزب).

وبناء على هذا المقياس، كانت النتيجة بالنسبة لحزب العمال -75.79 في الأسبوع الثالث من الحملة الانتخابية نزولا من -71.96 في الأسبوع الثاني و-71.17 في الأسبوع، ما يشير إلى تصاعد الحملة ضد الحزب مع مرور الوقت باتجاه يوم الاقتراع.

وفي المقابل، فقد حصل حزب المحافظين على +15.87، نزولا من +17.86 في الأسبوع الثاني، و+29.98 في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية.

كما حصل حزب الديمقراطيين الأحرار على -11، نزولا من +6 في الأسبوع الثاني، و-15 في الأسبوع الأول.

ولاحظ الباحثون، وفق الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة الإندبندنت، أن حزب العمال نال النصيب الأكبر من الأعمدة في الصحف خلال فترة الدراسة، لكن "يجب عدم الافتراض بأن هذا يمثل ميزة سياسية للمعارضة"، نظرا لأن معظمها جاء في سياق سلبي بالنسبة لها.

وأشار الباحثون إلى أن كوربين وجونسون حصلا على القسم الأكبر من التغطية الإعلامية، مع 27.7 في المئة لكوربين، و25.9 لجونسون، في ظل تراجع التغطية بالنسبة للأحزاب الأخرى.

ولاحظت الدراسة أن سياسة الأحزاب بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ظل المادة الرئيسية للتغطية الإعلامية، لكن هذه القضية تراجعت قليلا رغم بقائها في المركز الأول، بينما صعدت قضايا أخرى على سلم الأولويات في التغطية الصحفية، مثل معاداة السامية التي يتهم بها حزب العمال والإسلاموفوبيا بالنسبة لحزب المحافظين، إضافة إلى قضية الضرائب.

وكان كبير حاخامات بريطانيا، أفرايم ميرفيس، قد هاجم في مقال له بصحيفة التايمز، كوربين، وقال إنه "غير مؤهل للمناصب الرفيعة في البلاد"، واتهمه بمعاداة السامية.

من جانبه، قال المجلس الإسلامي البريطاني أنه "من الواضح لكثير من المسلمين أن حزب المحافظين يتسامح مع الإسلاموفوبيا، ويسمح للظاهرة بالتجذر في المجتمع، وقد فشل في وضع معايير ضرورية لاقتلاع هذا الشكل من العنصرية من جذوره".

وبعد رفض متكرر، اضطر كوربين الثلاثاء للاعتذار بشأن الاتهامات بمعاداة السامية، لكنه أكد أن الحزب يتعامل مع الشكاوى بهذا الشأن بجدية.

وفي المقابل، لم يوف حزب المحافظين بتعهداته السابقة بإجراء تحقيق حول الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين داخل الحزب، كما رفض جونسون الاعتذار عن أوصاف أطلقها سابقا بحق النساء اللواتي يرتدين البرقع.

ويشار إلى أن الصحف لها الحرية في اختيار طريقة التغطية السياسية أو الانحياز لاتجاه معين، في حين على المحطات التلفزيونية الالتزام بقواعد الحياد والتوازن السياسي، وتخضع لمراقبة "الأوفكوم".

ورغم ذلك، فقد وجه إعلاميون إلى جانب مرشحين في حزب العمال؛ اتهامات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالانحياز إلى جانب جونسون.

وبحسب متابعة "عربي21"، فإن غالبية الصحف الرئيسية تميل لصالح جونسون، ولليمين عموما (مثل التايمز، والديلي ميل، والتلغراف، والصن)، باستثناء صحيفة الغارديان التي تميل باتجاه اليسار، وبنسبة أقل صحيفة الإندبندنت التي لم تعد تصدر ورقيا.

 

ويشار إلى أنه، ورغم الحملة الإعلامية المتصاعدة ضد كوربين، فإن الفارق بين المحافظين والعمال في استطلاعات الرأي قد تقلص بنحو النصف هذا الأسبوع، مقارنة بأسبوع مضى.

 

وفي أحدث استطلاع، حصل المحافظون على 41 في المئة، مقابل 35 في المئة للعمال، أي بفارق ست نقاط. وقبل ذلك بأسبوع كانت الفارق 13 نقطة.

 

اقرأ أيضا: أوبورن: لماذا تتحيز BBC للمحافظين في انتخابات 2019؟