ملفات وتقارير

اليمن في 2019.. أحداث صعبة وانقلاب جديد

لم يختلف عام اليمن كثيرا عن سابقه في ملفات عديدة - جيتي
أوشك عام 2019 على الرحيل، بعد 12 شهرا من الأحداث الصعبة جراء الحرب التي تجرع اليمنيون فيها الويلات والأوبئة والنزوح منذ 5 سنوات.

لم تختلف أحداث هذا العام وتفاصيله كثيرا عن العام الماضي 2018، الذي كان صعبا جدا على اليمنيين، فقد شهد تطورات دراماتيكية ومثيرة، كان أبرزها، الانقلاب المسلح الذي قاده ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بدعم من دولة الإمارات.

وهناك تشابه كبير بين هذا العام والعام السابق (2018)، في "بلوغ الأزمة بين الحكومة اليمنية المعترف بها، ودولة الإمارات ذروتها"، في أعقاب دعم الأخيرة ومشاركتها في انقلاب عدن، وقصفها للقوات الحكومية في منطقة العلم على أبواب المدينة الجنوبية، والذي أسفر عن سقوط 300 عسكري بين قتيل وجريح.

وترصد "عربي21" أبرز الأحداث والمواقف التي عاشها اليمن خلال هذا العام الذي شارف على الرحيل.

يناير/ كانون الثاني

في 10 يناير، نفذ الحوثيون هجوما نوعيا، استهدف عرضا عسكريا لقوات الحكومة اليمنية بطائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من القادة والجنود بينهم رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية بوزارة الدفاع، اللواء، محمد صالح طماح، ونائب رئيس أركان الجيش اليمني ونائبه صالح الزنداني، الذي توفي متأثرا بجراحه بعد أقل من شهر.

وفي 24 من شهر يناير، أعلن السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، عبدالله السعدي، استقالة رئيس البعثة الأممية لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة (غربي البلاد)، الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، بعد شهر من تسلمه مهام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بموجب اتفاق ستوكهولم الذي وقعته الحكومة اليمنية والحوثيين في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018.

وفي التاريخ ذاته، تفجر الوضع عسكريا بين مسلحين قبليين ومسلحي جماعة الحوثي، في مديرية كشر بمحافظة حجة المحاذية للحدود مع السعودية، شمال غرب اليمن.

ومع احتدام المعارك بين الطرفين، وجهت اتهامات للحكومة الشرعية والتحالف العسكري بقيادة السعودية بخذلان القبائل في قتالهم ضد مسلحي الجماعة.

فيما وجهت الحكومة اليمنية المعترف بها، في 30 يناير، انتقادات حادة لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمواقفهما من جماعة الحوثيين، التي وصفتها بـ"المتراخية" وغياب الحزم تجاه تعنتها من تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي رعته المنظمة الدولية لوقف القتال في الحديدة، غربي البلاد.

فبراير/ شباط

 في الثاني من فبراير، توفي نائب رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء، صالح الزنداني، في العاصمة أبوظبي، متأثرا بإصابته في هجوم نفذه الحوثيون على قاعدة العند أكبر قاعدة للجيش جنوبي البلاد) بطائرة مسيرة انتحارية، في 10 كانون ثاني/يناير 2019.

وفي 5 من الشهر ذاته، كشفت "عربي21" نقلا عن مصدر يمني خاص، عن طلب تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية توضيحا من السعودية استضافتها للداعية الإسلامي الشهير، عبدالمجيد الزنداني، الذي يرأس هيئة علماء اليمن، في أراضيها منذ عامين تقريبا، والمدرج من قبل الأولى في قوائم داعمي الإرهاب.

وفي منتصف شباط/ فبراير، فجر ظهور وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، بجوار رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر وارسوا، جدلا واسعا وموجة غضب عارمة في البلاد، والذي انعقد لمناقشة التهديدات الإيرانية، ووصف ذلك بأنه “سقوط مخز".

 وأواخر شهر فبراير، شن وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، هجوما عنيفا، على التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقال إن هناك خللا في العلاقة مع حكومته، وذلك على هامش لقاء عقده مع دعاة ورجال دين في مدينة عدن، جنوب البلاد.

مارس/ أذار

في الأول من مارس، استضافت سلطنة عمان لقاء بين وزير خارجية المملكة المتحدة، جيرمي هنت، وقيادات بارزة في جماعة الحوثي، لبحث جهود إنقاذ اتفاق ستوكهولم المتعثر منذ أكثر من شهرين.

وخلال الأسبوع الأول من هذا الشهر، اندلعت احتجاجات واسعة مناهضة لدولة الإمارات ودورها في مدينة عدن، جنوبا.

وقام المحتجون بإغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في المدينة الساحلية، وسط صدامات مع قوات موالية للدولة الخليجية.

وفي 29 من هذا الشهر، حقق الحوثيون تقدما ميدانيا في محافظة الضالع، جنوب اليمن، وأحكموا سيطرتهم على عدد من المواقع التابعة للجيش الوطني في جبهتي مريس وقعطبة، شمال المحافظة، بينها جبل "ناصة" الاستراتيجي.

إبريل/ نيسان

شهد هذا الشهر، حدثا مهما في اليمن، حيث نجح مجلس النواب اليمني، بعقد أولى جلساته في مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن حضرموت (شرق البلاد)، جرى فيها، اختيار رئيس جديد للبرلمان، خلفا لرئيسه الحالي "يحيى الراعي" الموجود في صنعاء، ويقوم بإدارة جلسات للنواب الموالين للحوثيين وجناح حزب المؤتمر المتحالف معهم.

مايو/ أيار

في منتصف مايو، وجه الحوثيون ضربة قوية للسعودية، بعد عملية نوعية استهدفت منشأتين تابعتين لـ"ارامكو" لنقل النفط إلى ميناء ينبع، غرب المملكة، اعترفت الرياض بالعملية الحوثية.

أعقب ذلك بأيام، إعلان متحدث عسكري حوثي بأن الهجوم على منشأتي "أرامكو" السعودية ما هو إلا "بداية لعمليات ستستهدف 300 هدف حيوي وعسكري في المملكة والإمارات واليمن".

وفي الرابع والعشرين من الشهر ذاته، أعلن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، عدم قبوله استمرار مبعوث الأمم المتحدة إلى بلاده، مارتن غريفيث، في عمله.

جاء ذلك في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نظرا للتجاوزات التي قام بها منذ توليه مهامه.

يونيو/ حزيران

وفي 18 يونيو، أحبطت قوات يمنية محاولة اقتحام مسلحين موالين للإمارات بميناء حولاف في جزيرة سقطرى، الواقعة في المحيط الهندي قبالة السواحل اليمنية الجنوبية.

يوليو/ تموز

في الثالث من يوليو، بدأت القوات الإماراتية سحب معداتها العسكرية من جبهة صرواح غربي مدينة مأرب، شمال شرق اليمن، وفقا لما صرح به مصدر أمني لـ"عربي21" وقتئذ.

وفي الخامس من الشهر ذاته، حذر وزير النقل في الحكومة اليمنية المعترف بها، صالح الجبواني، من انفجار الأوضاع عسكريا في مدينة عدن (جنوبا)، بسبب ما وصفها تصرفات خرقاء يقوم بها ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا.

أغسطس/ آب

في الرابع من أغسطس، أطلق زعيم جماعة "أنصار الله" في اليمن، عبدالملك الحوثي، تهديدات جديدة ضد السعودية، توعدها بمزيد من التصعيد، فيما حذر دولة الإمارات من استمرار بقائها في اليمن، بعد إعلان انسحابها في الشهر الماضي.

وفي 10 من الشهر ذاته، نجحت قوات انفصالية تابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من دولة الإمارات، في تنفيذ انقلاب مسلح ضد الحكومة اليمنية الشرعية في مدينة عدن، جنوبا، وبسطت سيطرتها على المقار الأمنية ومعسكرات الجيش، عقب انهيارها، بعد معارك استمرت لأيام.

فيما حملت الخارجية اليمنية أبوظبي تبعات ما وصفته "الانقلاب على الشرعية في عدن".

وأواخر آب/ أغسطس، تمكنت قوات الجيش اليمني، من إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الانفصالية المدعومة من أبوظبي، بعد 4 أيام من المعارك العنيفة بينهما.

وأحكمت القوات الحكومية سيطرتها على كل المرافق والمعسكرات التي كان يسيطر عليها الانفصاليون.

وفي 29 آب/ أغسطس، شن الطيران الحربي الإماراتي، غارات استهدفت قوات الجيش الوطني في محافظة أبين، جنوبا، بعد إلحاقها هزيمة ثانية بالانفصاليين الجنوبيين المدعومين من أبوظبي، ما أسفر عن سقوط 300 عسكري بين قتيل وجريح، وانسحاب القوات الحكومية من أحياء في عدن، كانت قد سيطرة عليها.

وفي أعقاب القصف الإماراتي لقوات الجيش، والذي وصفته الخارجية اليمنية بأنه سافر، صدر بيان عن مجلس الوزراء اليمني، طالب بطرد الإمارات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقطع العلاقات معها.

كما تقدمت الخارجية اليمنية، بطلب رسمي لمجلس الأمن لعقد جلسة حول ما وصفته بالقصف السافر على القوات الحكومية من طيران أبوظبي.

سبتمبر/أيلول

في 19 سبتمبر، لقي قائد القوات السعودية المتواجدة بمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، العميد، بندر العتيبي، مع اثنين من أفراد حراسته، مصرعهم، في انفجار عبوة ناسفة في مدينة شبام، بوادي المحافظة.

أكتوبر/ تشرين الأول

 في الثالث من أكتوبر، شهدت محافظة أرخبيل سقطرى (مجموعة جزر واقعة في المحيط الهندي قبالة خليج عدن) تمردا مسلحا قاده قائد الشرطة بإيعاز من أبوظبي، عقب الإطاحة به من منصبه، وتعيين بديلا عنه.

وفي 28 من هذا الشهر، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية، إعادة تموضع قواته في مدينة عدن والمنافذ البرية والمائية في المدينة الواقعة جنوب اليمن، تحت قيادة المملكة، فيما شكر جهود الإمارات.

وفي 30 أكتوبر، نجا وزير الدفاع اليمني، محمد المقدشي، من محاولة اغتيال، جرت عبر هجوم صاروخي استهدف مقر وزارة الدفاع في معسكر صحن الجن، شرق محافظة مأرب، شمال شرق البلاد.

نوفمبر/تشرين الثاني

في الخامس من نوفمبر، جرت مراسيم التوقيع على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية وما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتيا، في العاصمة السعودية، وذلك لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده الأخير في مدينة عدن، جنوبا، في 10 آب/ أغسطس الماضي.

 وفي 13 نوفمبر، تعرض مقر وزارة الدفاع اليمنية في محافظة مأرب، (شمال شرق) لهجوم ثان مجهول، أسفر عن مقتل 4 قادة عسكريين وعدد من الجنود.

وفي 19 من هذا الشهر، هاجمت الحكومة اليمنية، إيران، بعد تسليمها المقار الدبلوماسية اليمنية لحلفائها في الحوثيين في طهران، وتسلم أوراق اعتماده سفيرا للجماعة لديها.

ووصفت الخطوة الإيرانية بأنها "خرق للاتفاقيات الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية بين الدول".

وفي 30 نوفمبر، كشفت "عربي21" عن خطة إماراتية لتقسيم محافظة تعز (جنوب غرب)، عبر فصل "المناطق الواقعة على امتداد الساحل من المخا وحتى ذوباب وباب المندب، مرورا بمديريات موزع والوازعية ومديريات الحجرية في المحور الجنوبي الغربي للمحافظة ووضعها في نطاق إداري جديد تحت اسم "إقليم المخا".

ديسمبر/كانون الأول

ويعد الحدث الأبرز في هذا الشهر، التعثر الذي يواجهه اتفاق الرياض، بعد فشل تنفيذ بنوده، وفقا للخارطة الزمنية المحددة في الاتفاق، وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالمسؤولية عن ذلك.

وأمس الأحد، 22 ديسمبر، أعلنت جماعة الحوثي، بحثها التعاون في المجال العسكري مع إيران.

جاء ذلك في لقاء جمع إبراهيم الديلمي، المعين من الحوثيين سفيرا لدى طهران، مع وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، وفقا لوكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للجماعة.

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ أيلول/ سبتمبر 2014.

ومنذ آذار/ مارس 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.

وجعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.