حقوق وحريات

هكذا تعيش عائلة الشاطر داخل المعتقلات المصرية.. نجلته تتحدث

طالت الحملة الأمنية القاسية لنظام الانقلاب عائلة الشاطر التي تتكون من سبع بنات وثلاثة ذكور- جيتي

كشفت نجلة خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، عن معاناة أفراد أسرتها المعتقلين، وما يواجهونه من إجراءات عقابية وتعنت أمني، ومنع حقوقهم الدستورية والقانونية.

سارة خيرت الشاطر، تحدثت لـ"عربي21" عن أوضاع والدها، وزوجها علي عبدالرحمن ثروت، وأخيها الأصغر حسن، وأختها عائشة وزوجها الحقوقي محمد أبوهريرة؛ المحبوسين جميعا على ذمة قضايا مسيسة.

وأطلقت سارة صيحة تحذير لإنقاذ أسرتها من التعنت الأمني، معلنة عن مخاوفها لما وصلت إليه الحالة الصحية لوالدها وأختها عائشة المضربة عن الطعام رفضا لحبسها احتياطيا، وكيف يتم عقابها بسبب ما تم نشره إعلاميا عن وضعها الصحي والحقوقي.

وحول الموقف القانوني لأختها عائشة، قالت سارة الشاطر: "لا يوجد موقف قانوني لها ككل المعتقلين، حيث يتم ممارسة عقاب الحبس الاحتياطي بحقها، وأصبح من الطبيعي جدا أن يكمل المعتقلون أكثر من عامين بالحبس الاحتياطي بالمخالفة لنص القانون".

وأشارت إلى أن أخاها حسن، محبوس احتياطيا على ذمة قضية مسيسة منذ ثلاثة أعوام، "وعادي جدا أن تقوم السلطات الأمنية والقضائية بمد حبسه احتياطيا دون اعتبار للقانون".

وأوضحت أن عائشة تقترب الآن من العام ونصف العام رهن الحبس الاحتياطي، مثلها في ذلك مثل جميع القضايا الملفقة للمعتقلين، "حيث لا توجد تهم محددة بعينها".

وعن مدى تحسين وضع عائشة وتوفير العلاج لها إثر النشر الإعلامي عن معاناتها، أكدت شقيقتها أنه "على العكس تماما، زادت السلطات الأمنية تعنتا ضدها وتعسفا معها وتضييقا عليها عقب النشر عن أزمتها الصحية".

وكشفت سارة عن مخاوفها من استمرار التنكيل بعائشة، مؤكدة أنها "ممنوعة من الزيارة منذ اعتقالها، حيث لم نتمكن من زيارتها ابدا، كانوا يسمحون لنا أحيانا بإدخال الطعام والملابس والدواء لها في البداية؛ ولكن بعد النشر الإعلامي تم منع دخول أي متعلقات لها بشكل نهائي مع منع زياراتها".

وأكدت نجلة الشاطر أنه "نتيجة للمواقف المتعنتة ضد عائشة، أصبح الوضع الصحي لها سيئا جدا، وخاصة مع ما تعانيه من سوء للأحوال الصحية، ووضعها في زنزانة انفرادية طولها 170 سم، وعرضها أقل من متر، وليس فيها دورة مياه، وكانت مدهونة باللون الأسود، وليس فيها إضاءة".

وعن وضع والدها؛ رجل الأعمال والرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين، وأخيها حسن، قالت إنه "لا يُسمح لنا بزيارتهما، كما أن زوجي معتقل، وزوج أختي معتقل أيضا، ويعانيان المعاملة السيئة نفسها".

وأوضحت سارة الشاطر، أن "أي معتقل منتسب لعائلة الشاطر أو من أبناء الشاطر، تمنع عنه الزيارة بشكل قاطع، وبمجرد ما يتم معرفة أن له علاقة بعائلة الشاطر، يتم سلب جميع حقوقه القانونية والدستورية".

وأشارت إلى أن المعتقلين من عائلتها "يُمنع عنهم أبسط حقوقهم الإنسانية ومتطلباتهم الشخصية المصرح بها قانونا والمسموح بها للجنائيين، بداية من الدواء والطعام والملابس، والبطاطين بشكل خاص ممنوعة تماما".


وقالت: "أخي حسن، خلال 3 سنوات لا نعرف إن كان لديه بطانية أم لا، حتى زوج أختي أحمد ثروت عبدالحميد الرفاعي، الذي أتم 6 سنوات في محبسه لا نعرف عنه شيئا، وكذلك زوجته لا تعرف عنه شيئا، ومنذ 3 سنوات لم تره".

وأضافت: "الكلام نفسه ينطبق على أبي؛ فنحن لم نره منذ 4 سنوات منعنا فيها عن زيارته نهائيا، وكنا نطمئن عليه في أثناء جلسات المحاكمات الملفقة، كنا نراه من خلف العازل الزجاجي بقفص المحكمة الذي يمنع الصوت تماما، ولم يكن لنا إلا لغة الإشارة كي نطمئن عليه ويطمئن علينا، وهو الأمر الذي ضنوا به علينا أيضا مؤخرا".

وختمت بقولها: "الوضع سيئ جدا.. الحمد لله رب العالمين".

من مبارك إلى السيسي

وبدأت أزمة عائلة الشاطر، في عهد حسني مبارك، حيث تم اعتقاله ومصادرة أمواله عدة مرات وقضى في سجون مبارك نحو 12 عاما، لكنه عاد لواجهة الأحداث إثر ثورة يناير 2011، وقدمته جماعة الإخوان المسلمين مرشحا لها بالانتخابات الرئاسية عام 2012، لكن تم استبعاده لاحقا ليترشح بدلا منه الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي فاز برئاسة البلاد كأول رئيس منتخب ديمقراطيا.

ورغم أن الشاطر الذي يصفه الإعلام بالرجل القوي لم يعين بأي منصب رسمي خلال عام حكم مرسي؛ إلا أنه إثر انقلاب عسكري قاده قائد الجيش عبدالفتاح السيسي منتصف 2013، كان الشاطر من أوائل قيادات الإخوان الذين تم اعتقالهم في 5 تموز/يوليو 2013، إلى جانب شقيقه.

 

اقرأ أيضا: مركز حقوقي: عائشة الشاطر تتعرض للقتل العمد في محبسها

وطالت الحملة الأمنية القاسية لنظام الانقلاب عائلة الشاطر التي تتكون من سبع بنات وثلاثة ذكور؛ واحدا تلو الآخر، ففي 28 آب/ أغسطس 2013، تم اعتقال نجله الأكبر سعد.

وفي 6 كانون الأول/ ديسمبر 2014، تم اعتقال زوج نجلته أحمد ثروت عبدالحميد الرفاعي من مطار القاهرة في أثناء عودته من قطر.

وبعد نحو عامين، عاود أمن الانقلاب استهداف عائلة الشاطر، ففي شباط/ فبراير 2017، تم اعتقال حسن الشاطر الابن الأصغر لنائب مرشد الإخوان، إلى جانب أحمد درويش، زوج خديجة نجلة الشاطر.

وفي العام نفسه حققت النيابة المصرية مع بنات خيرت الشاطر، بتهمة "تمويل جماعة الإخوان"، كما تم إخلاء سبيل بهاء الدين الشاطر، صاحب سلسلة محلات "زاد"، ابن عم القيادي خيرت الشاطر، وزوج إحدى بناته.

ولم تنج الناشطة الحقوقية عائشة الشاطر وزوجها المحامي الحقوقي محمد أبوهريرة من تلك الحملة، ففي الأول من تشرين الأول/ نوفمبر 2018، تم اعتقالهما ضمن عدد من النشطاء والحقوقيين وأسر قيادات الإخوان.

وطالت آخر حملات الاعتقال بحق أسرة الشاطر زوج نجلته سمية الداعية خالد أبو شادي، في 11 حزيران/ يونيو 2019.