سياسة دولية

أردوغان يعلق على "صفقة القرن".. واتهام لدول خليجية بدعمها

شهدت العاصمة التركية أنقرة وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية رفضا لـ"صفقة القرن"- الأناضول

علق الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان الأربعاء، على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتفاصيل "صفقة القرن"، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

وقال أردوغان خلال تصريحات إن "خطة السلام المزعومة التي أعلن عنها ترامب، لن تخدم السلام ولن تجلب الحل"، مشددا على أن "صفقة القرن" خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين، وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي.

 

وشدد أردوغان أن القضية الفلسطينية تعتبر واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية لتركيا.

ولفت إلى أن بلاده تناضل وفي كافة الأصعدة من أجل إنشاء دولة فلسطينية على حدود ما قبل حزيران/ يونيو 1967.

وبيّن أن تركيا إبان توليها رئاسة منظمة التعاون الإسلامي، أبدت حساسية كبيرة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس التي تعتبر أولى القبلتين للمسلمين.

وأردف "نسعى جاهدين لتخفيف العبء على إخواننا في قطاع غزة الذي حولته الإدارة الإسرائيلية إلى أكبر سجن مفتوح في العالم".

وبيّن أن المسلمين مازالوا لا يتحركون في إطار تضامن مع قضايا الأمة، وأن تشتتهم شجع الظالمين أكثر.

وشدد بالقول "ألا يمكن للعالم الإسلامي البالغ عدده 1.7 مليار أن يمنع الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا بمختلف أنحاء العالم، بدءا من ميانمار إلى فلسطين، ومن تركستان إلى إفريقيا، وإن الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الروهينغا في أراكان أمام مرأى ومسمع العالم بأسره ليست سوى واحدة منها".

يأتي ذلك بعد وقت قصير، من اتهام الرئاسة التركية لبعض الدول الخليجية بتقديم دعم لخطة ترامب، البعيدة كل البعد عن المساواة والعدالة، مطالبة هذه الدولة بالرد على تساؤلات العالمين العربي والإسلامي.

 

وذكرت الرئاسة التركية في بيان لها، أن "إعلان خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، تستوجب من دول المنطقة، أن تعمل على حل مشاكلها دون تدخل خارجي".

 

بدوره، أوضح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، أن "القدس لا تتبع لإسرائيل ولا يحق لطرف ثالث تقرير منحها لأحد"، معتبرا أن "إعلان ترامب ليس إلا محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال والمستوطنات الإسرائيلية".

 

وتابع ألطون في تغريدة على موقع "تويتر": "إنها خطة غير قابلة للتطبيق، وتسعى لسحق طلبات الفلسطينيين، وإرضاء إسرائيل"، داعيا العالم أجمع إلى الوقوف في وجه اعتراف الولايات المتحدة بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

 

وأكد أن الولايات المتحدة "تسعى لمنح القدس بالكامل لإسرائيل من خلال خطة السلام المزعومة"، مشددا على أن اتخاذ قرار بشأنها دون توافق الطرفين المعنيين، لن يساهم إلا في جلب الفوضى إلى المنطقة.

 

من جانبه، اعتبر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، أن "خطة السلام المزعومة تعد الفلسطينيين بآلية لتشكيل إدارة تحت الاحتلال وبتوجيه من إسرائيل"، مؤكدا أنه "سيواصل السعي من أجل إقادة دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية وعاصمته القدس".

 

وأشار الحزب إلى أن "خطة السلام المزعومة هي خطة احتلال تتجاهل كافة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني".

 

وبالموضوع ذاته، علق الرئيس التركي السابق عبدالله غل على إعلان "صفقة القرن"، قائلا: "تتجاهل خطة ترامب السيادة والسلامة الإقليمية للفلسطينيين".

 

ووصف غل في تغريدة بموقع "تويتر" ما جرى في البيت الأبيض الليلة الماضي، بأنها "لعبة"، مؤكدا أن الخطة الأمريكية تتجاهل أيضا قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والنظام.

 

 

 

 

وفي سياق متصل، شهدت العاصمة التركية، أنقرة، مساء الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، رفضا لـ"صفقة القرن" المزعومة، التي أعلن عنها الرئيس، دونالد ترامب، مدعيا أنها لتسوية القضية الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا: موقف صادم للقاهرة والرياض وأبو ظبي والدوحة من "الصفقة"


وبحسب مراسل الأناضول، فقد جاءت الوقفة تلبية لدعوة وجهتها العديد من المؤسسات الإغاثية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، حيث احتشد المحتجون أمام السفارة للتنديد بالخطة الأمريكية.


وحرص المحتجون على رفع لافتات عليها عبارات مناصرة للقدس من قبيل "القدس إسلامية"، و"سلام على القدس"، و"نحن يقظون من أجل فلسطين"، ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.


وفي كلمات لهم خلال الوقفة ألقى عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني كلمات أكدوا من خلالها رفضهم للصفقة المزعومة، وأنها "جاءت لتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى الذي وضع للتنفيذ قبل قرن من الزمان في منطقة الشرق الأوسط".


وشددوا على أن هذه الخطة المزعومة تجاهل تام لإرادة الشعب الفلسطيني، وأنهم سيواصلون نضالهم للحيلولة دون تنفيذ الصفقة المذكورة.

 

وفي وقت سابق، شهدت مدينة إسطنبول التركية وقفة مماثلة أمام القنصلية الأمريكية، واحتشد المحتجون للتعبير عن رفضهم للصفقة، ووقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني.