مقالات مختارة

يسقط صهاينة العرب أولا!

1300x600

صفقة القرن، التي لم تُبق سوى 15 بالمئة من فلسطين التاريخية، ليست وليدة اليوم، إنها قصة خيانة طويلة.
 
صفقة القرن التي لم تُبق سوى 15 بالمئة من فلسطين التاريخية، ليست وليدة اليوم، إنها قصة خيانة طويلة.
 
يقول صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن صفقة القرن التي أعلنها الرئيس ترامب، ليست وليدة إعلان 27 جانفي 2020، ولا هي من بنات أفكار جاريد كوشنر، ولا ديسون غريبلانت، إنما هي بالضبط وحرفيا، الوثيقة التي عرضها نتنياهو على الفلسطينيين في 2012، وقد تم رفضها في حينه.

اليوم، يتحدث محمود عباس في قمة وزراء الخارجية العرب، أن اليهودي جاريد كوشنر صهر ترامب، هو من هندس الصفقة، وأن ترامب باركها وهو لا يعلم عنها شيئا.

وسواء كان عريقات هو على حق أو محمود عباس، فإن اليهود لا يلعبون أبدا، نتنياهو الذي كتبها أو جاريد كوشنر لا يهم، فالأكيد أن وراءهما الصهيونية العالمية التي تحرك خيوط اللعبة كما تشاء، وهي اليوم تلعب بالإنجيليين الصهاينة في أمريكا، الذين يسيطرون على الحكم والقرار الأمريكي، وتلعب بالصهاينة العرب أيضا، كما يلعب الأطفال بالدمى.

قبل كل ذلك، كانت نكبة 1948 وهزيمة 1967، اللتان شكلتا خلاصة الخيانة والغرور العربيين، بداية مسلسل التهويد الذي تجسد شبرا بشبر في الأرض الفلسطينية المقدسة، أمام أعين الحكام العرب، بعد تغلغل اليهود في مفاصل الإمبراطورية العثمانية في أيامها الأخيرة حتى أسقطوها، وقبل أن ينتقلوا إلى قصور أغلب الحكام العرب، بعد أن هندسوا اتفاقيات سايكس بيكو، ووضعوا خطة إنشاء "الدولة اليهودية الخالصة".

كانت هزيمة 1967، وبعدها ثغرة الديفرسوار في حرب 1973، التي قادت أكبر بلد عربي، كما تقاد الخراف إلى "إسطبل داوود"، نهاية عملية لحلم الجماهير العربية في استرجاع فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، وبالتالي سقوط خيار البندقية، والدخول في لعبة المفاوضات والتسويات وما بات يسمى الآن بالحلول السلمية ومعناها الحرفي هو "الحلول الاستسلامية".

كان اتفاق أوسلو 1993 بين فتح و"إسرائيل" بداية الكارثة، فقد اعتقد الفلسطينيون ومن خلفهم العرب، أن رفع علم فلسطين في الضفة وغزة، وتشكيل كتائب من الشرطة الفلسطينية هو بداية لاسترجاع الحقوق المسلوبة، لكنهم اكتشفوا مع الراحل ياسر عرفات أنهم كانوا واهمين، عندما عرضت أمريكا في زمن كلينتون قبل عشرين سنة، صفقة "كامب ديفيد" الثانية.

وقتها رفض عرفات أن يتنازل عن القدس على الرغم من العرض الأمريكي الذي كان يتحدث عن السيادة فوق القدس للفلسطينيين وسيادة تحت الأرض لليهود، ومعها كامل الضفة الغربية بما فيها الأغوار وغزة.

(الشروق الجزائرية)