قضايا وآراء

رمضان كريم

1300x600
أقبل علينا رمضان بكل بهائه وحلاوته في لمّة العائلة والأحباب والأصدقاء وجمع الشمل. برغم من كل تحديات مرض كورونا اللعين، وبالرغم من وداع الكثيرين ورحيلهم عنا كانوا يعملون في شتى المجالات، وبرغم مرارة الفراق وآلامه، لكن يبدو شهر رمضان له خصوصية في كل مفرداته. من ضمن ما تعودنا عليه - إضافة لمائدة رمضان العامرة بما لذ وطاب من الطعام والشراب يُعطى للفقير قبل الغني - هي مسلسلات رمضان، وهي الجانب الترفيهي والاستراحات الدافئة، بعد طول عناء الصيام والعبادات؛ بطقوسها الروحانية.

ولنركز على جانب المتعة في مسلسلات رمضان. وقد كانت منوطة بالتلفزيون المصري منذ سنين طويلة مسؤولية عما يُنتج من دراما رمضانية في بلدنا.

الملاحظ هذا العام (هذا ليس دفاعا عن أعمال فاشلة أو محاولة الإساءة لصورة شركات الإنتاج) أن هناك إنتاجا هائلا، وفي المقابل هناك تحامل وتنمر على مسلسلات بعينها دون أخرى، كذلك هناك تنمر على ممثلين دون آخرين. ظهرت آثار هذا التنمر في وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها، من فيسبوك وتويتر.. إلى آخره، وهذا ما يُطلق عليه أيضا الواقع الافتراضي.

جَانَب البعض الكثير من الصواب، ولكن الكثير من الآراء كانت حادة وقاسية ومتنمرة. يحمل الكثير من الآراء تجاوزات تصل إلى حد التشهير والاغتيال المعنوي وبلا رحمة ولا شفقة.

امتلأت صفحات السوشيال ميديا بآراء غريبة، لم نألفها من قبل. وبرغم إيماني المطلق بأحقية النقد ومشروعيته، وحق إبداء الرأي في أي شيء وكل شيء، لكن ما رأيته كان انفلاتا وتنمرا وشرا غير مبرر. ما رأيته يحمل في ذهني كثيرا من علامات التعجب والاستفهام على هذه الطريقة غير المبررة. رغم طرحي هذا أقول: هذه فاتورة مساحات الحرية وضروري الحفاظ والدفاع عنها، لكن دون أن تنقلب السوشيال ميديا إلى سيرك يتسابق فيه الجميع إلى إثبات وجود زائف لا يسمن ولا يغني من جوع.

ولهذا، أتمنى أن تختفي هذه الظاهرة سريعا، ظاهرة التنمر اللعينة، ونتحلى بكثير من الصبر والموضوعية في مواجهة ما يسمى بالقبح.

محبتي ورمضان كريم.