حقوق وحريات

نائبة بريطانية تكشف عن جوانب من العنصرية في حزب العمال

تحدثت أبوت عن تجاهل ستارمر شكاوى العنصرية- جيتي

تحدثت نائبة سوداء عن العنصرية المتفشية في حزب العمال في بريطانيا، وتخلي الزعيم الحالي للحزب كير ستارمر عن تعيين شخصيات من السود في مناصب عليا في الحزب، بينما فعل ذلك حزب المحافظين مؤخرا.

وأشارت النائبة ديان أبوت إلى ما واجهته من عنصرية داخل الحزب، وقد كشف تقرير أصدره المسؤول في الحزب مارتن فورد عن جانب من هذه العنصرية، حيث رصد التقرير المساعي التي كان يبذلها مسؤولون وقياديون في حزب العمال لمنع الزعيم السابق جيرمي كوربين من الفوز في الانتخابات. ومن بين ما رصده التقرير رسائل مسربة متبادلة بين موظفين ومسؤولين في الحزب، مناهضين للقيادة السابقة، وتتضمن عبارات عنصرية بحق أبوت التي كانت تتولى منصب وزيرة داخلية الظل تحت قيادة كوربين.

وأوضح التقرير أن أبوت كانت موضوع تبادل الآراء التي أعربت عن "اشمئزاز عميق، مستمدة (بوعي أو غير ذلك) من الاستعارات العنصرية، التي لا تشبه الانتقادات للنواب الذكور البيض في الرسائل"، كما تضمنت الرسائل تعبيرات تبرز فيها كراهية المرأة. كما أشار التقرير إلى أن قيادة الحزب فشلت في التعامل مع شكاوى العنصرية.


اقرأ أيضا: كاتبة: هل يتستر حزب العمال البريطاني على العنصرية داخله؟

وقالت أبوت في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت؛ إنها لم تتلق أي اعتذار حتى الآن من جانب ستارمر، رغم ما تضمنه التقرير حول تعرضها للعنصرية. ولم ينف المعنيون بهذه الرسائل ما جاء فيها، لكنهم دافعوا عن أنفسهم بأن هذه الرسائل كان يفترض أن تبقى سرية.


من جهته، عبر كوربين عن دعمه لأبوت، وقال في تغريدة تضمنت رابطا للمقال؛ إن أبوت "أظهرت تعافيا رائعا في مواجهة الإساءة العنصرية. بعد كل ما قدمته لحركتنا، من المشين أن بواعث قلقها قد تم تجاهلها"، مضيفا: "لا عدالة اجتماعية بدون عدالة عرقية".

وربطت أبوت بين ما واجهته من عنصرية داخل الحزب بسعيها لوضع مقاربة جديدة ضمن سياسات الحزب، عندما كانت تعمل تحت قيادة كوربين، للتعامل مع قضايا مثل الهجرة والعنصرية المؤسسية.

وكانت أبوت أول امرأة سوداء تدخل البرلمان البريطاني، لكن القيادة الحالية للحزب تتعامل مع المسألة على أنها "أمر مفروغ منه" الآن، كما تقول.

وفي المقابل، ألمحت أبوت إلى تحول في حزب المحافظين الحاكم بشأن التعامل مع قضية العنصرية ضد السود، حيث تبنى نهجا مختلفا مؤخرا، مشيرة إلى أن الحكومة الحالية تضم سبعة وزراء من أصحاب البشرة الداكنة، كما أنه ليس من بين من تولوا الوزارات الرئيسة (الخارجية، المالية، الداخلية) في الحكومة الحالية رجل أبيض، كما تقول.

وبينما تحدثت أبوت عن ضرورة تحقيق "العدالة العرقية"، انتقدت ستارمر الذي لم يهتم بتخصيص ولو خطاب واحد حول قضية "المساواة العرقية"، مشيرة إلى أنه كان قد تعهد قبل سنتين بالعمل على تقديم مشروع "قانون المساواة العرقية"، لكنه لم يفعل حتى الآن.

وطالبت أبوت بصياغة سياسة "صلبة" للتعامل مع ما وصفتها بالعنصرية المؤسسية، وتحقيق المساواة العرقية في مجالات مثل التعليم والصحة ونظام العدالة الجنائية.

كما أشارت أبوت إلى مثال آخر للعنصرية داخل حزب العمال، وهو يتعلق بقضية النائبة أبسانا بيغوم، وهي أول نائبة مسلمة ترتدي الحجاب في البرلماني البريطاني.
وتتعرض بيغوم لمضايقات ولما تقول إنها مؤامرة يشارك فيها زوجها السابق، مع أعضاء من الجناح اليميني في الفرع المحلي لحزب العمال لاستبعاد ترشيحها في الانتخابات القادمة. ورغم رسائل عديدة وجهتها بيغوم إلى ستارمر لوقف الحملات ضدها، لكنها لم تتلق أي رد.

وألمحت أبوت إلى أن حزب المحافظين يسعى لكسب أصوات السود بالتعيينات الأخيرة في الحكومة، ورأت أنه إذا كان "الجيل الأكبر من السود والملونين قد منحوا دعهم لحزب العمال بشكل متواصل، فإن الجيل الجديد لديه نظرة مختلفة".

 

اقرأ أيضا: اتهامات لزعيم العمال البريطاني بالتواطؤ بمضايقة نائبة مسلمة