اقتصاد عربي

"عربي21" تكشف تفاصيل زيارة وفد رجال أعمال ليبي إلى فلسطين

الوفد الليبي يخطط لعقد شراكات مع رجال أعمال فلسطينيين في مجالات الصناعة والزراعة- وفا
يواصل وفد اتحادات القطاع الخاص الليبي، زيارته إلى مدينة رام الله، بالضفة الغربية المحتلة، لليوم الثالث على التوالي، في أول زيارة لوفد اقتصادي ليبي إلى الأراضي الفلسطينية منذ سنوات طويلة.

وكشف رئيس اتحاد الغرف التجارية الليبية، النائب محمد الرعيض لـ"عربي21" أن الوفد الذي يرأسه دخل إلى الضفة الغربية مرورا من الأردن عبر معبر الملك حسين، الثلاثاء، بعد تسهيلات أجرتها السلطة الفلسطينية، والتقى في رام الله بالرئيس محمود عباس، ورئيس الحكومة محمد اشتيه، ومسؤولين آخرين.

وأكد الرعيض أن الوفد تلقى دعوة العام الماضي من رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتيه لزيارة الضفة الغربية، والاطلاع على الفرص الاستثمارية فيها، وبناء على ذلك، جرى التنسيق مع الجهات الفلسطينية المختصة التي رتبت زيارة الوفد، مشددا على أن هناك زيارات متواصلة للمحافظات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة يقوم بها وفد رجال الأعمال، بهدف الاطلاع على قطاع الصناعات المختلفة، وبحث فرص الاستثمار مع المسؤولين الفلسطينيين ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص.




وأبدى الرعيض إعجابه بتطور القطاعات الصناعية والزراعية والتكنولوجية الفلسطينية، رغم ظروف الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "تفاجأنا بحجم التقدم في القطاع المصرفي والزراعي والصناعي(..) الضفة عبارة عن دولة بما تعنيه الكلمة من ناحية تطور أنظمة الصناعة والزراعة والقطاع المالي والمصرفي، وقطاع الاتصالات".


وتابع: "فلسطين تصدر منتجاتها إلى أكثر من 80 دولة في العالم رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي، فهي تصدر المنتجات الزراعية كالتمور والزيوت والخضار، إلى جانب كميات كبيرة جدا من الأدوية، حيث يوجد فيها أكثر من 17 مصنعا للأدوية".

وشدد الرعيض على أن الوفد الليبي دعا نظيره الفلسطيني لزيارة ليبيا وإقامة معرض "صنع  في فلسطين" في العاصمة طرابلس. وذلك بين شهري أيار/ مايو، وحزيران/ يونيو، مؤكدا دعوته رجال الأعمال الفلسطينيين إلى المشاركة في إقامة مصانع في ليبيا وذلك "لأن لديهم خبرة فنية عالية".

وقال الرعيض إن "النظام البنكي في فلسطين متقدم جدا، فالبنوك تمنح قروضا بنسبة مئة في المئة للشركات والمستثمرين".

وأضاف: "بالرغم من الظروف التي تعيشها البلاد، إلا أن وارداتها سنويا تبلغ 17 مليار دولار ما بين تصدير صناعات ومنتجات زراعية وخدمات أخرى، في حين أن ليبيا يبلغ دخلها 20 مليارا فقط، وينحصر في قطاع النفط".

خطط التعاون

وحول أفق التعاون الليبي الفلسطيني، قال الرعيض: "نخطط لاستيراد سلع وصناعات فلسطينية لأنها ذات جودة عالية وأسعار معقولة، وننوي عقد شراكات داخل ليبيا لأن دخول الأراضي الفلسطينية لن يكون سهلا على المستثمرين الليبيين، وسيكون الاستثمار في ليبيا أقل مشاكل من الناحية الفنية".

واستطرد: "نشجع رجال الأعمال الفلسطينيين على الاستثمار في ليبيا في مجالات مختلفة كصناعة الأدوية والأثاث والصناعات الجلدية، وليبيا لديها ميزات من حيث رخص الطاقة سواء الكهرباء أو الوقود، وليس فيها ضرائب، وهذه ميزة نستطيع من خلالها تصنيع منتجات ذات جودة عالية وبأسعار منافسة".

ولفت إلى خطط مستقبلية للاستفادة من قطاع الزراعة الفلسطينية مضيفا: "لدى الفلسطينيين خبرة غير عادية في قطاع الزراعة، ولديهم منتجات زراعية ذات جودة عالية، وليبيا في حاجة ماسة إلى هذه الخبرات حيث لا زالت الزراعة في بلادنا عشوائية، وتقوم بها العمالة الوافدة وهي بعيدة عن الخطط المستدامة والمواصفات الصحية".

يشار إلى أن رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتيه، التقى الأربعاء بالوفد الليبي، وبحث معه إمكانية تأسيس شركة مشتركة فلسطينية ليبية، واستثمار مشترك في العديد من المجالات.