سياسة عربية

قتال بالسودان رغم الهدنة.. واقتحام الملحقية السعودية (شاهد)

يتواصل القتال بين الطرفين منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي- جيتي
يتواصل القتال في السودان بين القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، رغم الإعلان عن تمديد الهدنة مساء الثلاثاء.

ومساء الثلاثاء، أعلن جنوب السودان اتفاق الطرفين المتناحرين في السودان على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام اعتبارا من غد الخميس، رغم أن زيادة الضربات الجوية في منطقة الخرطوم تقوض الهدنة المفترض أن تكون قائمة حاليا.

ومنذ اندلاع الصراع في منتصف نيسان/ أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، فإن تعهدات سابقة لوقف إطلاق النار، تراوحت مدتها بين 24 و72 ساعة، شهدت حدوث انتهاكات.

وقالت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان إن جهود وساطة قادها الرئيس سلفا كير أفضت إلى اتفاق بين طرفي الصراع على هدنة لفترة أطول تبدأ من الخميس وحتى الـ11 من الشهر الجاري، إلى جانب اختيار ممثلين للمشاركة في محادثات سلام.

وأفاد شهود يوم الثلاثاء بشن المزيد من الضربات الجوية على مدينتي أم درمان وبحري.

وذكرت قناة الجزيرة أن طائرات الجيش السوداني استهدفت مواقع قوات الدعم السريع وأنه كان من الممكن سماع دوي نيران مضادة للطائرات من الخرطوم.

وتقصف طائرات الجيش وحدات الدعم السريع داخل الأحياء السكنية بمنطقة العاصمة. وامتد الصراع أيضا إلى منطقة دارفور بغرب السودان حيث انبثقت قوات الدعم السريع من مليشيات قبلية قاتلت إلى جانب القوات الحكومية لسحق معارضين في حرب أهلية طاحنة قبل 20 عاما.

ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع في ما يبدو.

وأفادت وزارة الصحة السودانية يوم الثلاثاء بوفاة 550 شخصا وإصابة 4926.


إجلاء متواصل
تعمل الحكومات الأجنبية على إنهاء عمليات الإجلاء التي أعادت من خلالها الآلاف من رعاياها. وقالت بريطانيا إن رحلتها الأخيرة ستغادر بورتسودان على البحر الأحمر اليوم الأربعاء، وحثت من تبقى من البريطانيين الراغبين في المغادرة على التوجه إلى هناك.

وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في أزمة إنسانية وأجبر نحو 100 ألف على الفرار عبر الحدود إلى دول مجاورة في ظل شح الطعام والمياه.

وتوقفت شحنات المساعدات في بلد كان يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الخارجية. وينذر الصراع كذلك بكارثة أوسع نطاقا في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة تدفق لاجئين.

وتحاول الأسر السودانية النازحة الخروج من البلاد، وشق البعض طريقهم سيرا على الأقدام تحت لهيب الشمس الحارقة عبر مناطق صحراوية، وقطعوا مئات الكيلومترات للوصول إلى حدود تشاد أو جنوب السودان.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 800 ألف قد يغادرون في نهاية المطاف. وعبر أكثر من 40 ألفا الحدود إلى مصر خلال الأسبوعين الماضيين، لكن بعد انتظار لأيام في الحر الشديد ودفع مئات الدولارات لخوض رحلة طولها ألف كيلومتر شمالا من الخرطوم.

وساطات دولية
تتواصل الجهود الدولية لوقف الحرب في السودان، إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري ناقشا تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس الثلاثاء.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن الوزيرين اتفقا على "مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر في ما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان".

والثلاثاء قالت وزارة الخارجية المصرية، إن القاهرة جددت دعوتها لطرفي الصراع في السودان إلى تثبيت الهدنة الحالية وعدم خرقها لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وبدء حوار جاد لحل الخلافات.

جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفير دفع الله الحاج علي مبعوث قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بالقاهرة .

اقتحام الملحقية السعودية

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن "اقتحام مجموعة مسلحة مقر ملحقيتها الثقافية في العاصمة السودانية الخرطوم وتخريبها، والاستيلاء على بعض الممتلكات".

جاء ذلك بحسب بيان للخارجية السعودية، لم يوجه اتهاما لأحد، فيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الواقعة.

وقالت وزارة الخارجية في البيان، إن "مبنى الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم، تعرض صباح الثلاثاء إلى اقتحام من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض ممتلكاتها، وعطّلت أنظمة وخوادم الملحقية".

وأعربت الخارجية السعودية عن "استنكار المملكة بأشد العبارات اقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم".

ودعت السعودية، وفق البيان، إلى "احترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة".

وجددت الخارجية، "دعوة المملكة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين وللمدنيين السودانيين".