كتاب عربي 21

زلزال الاتفاق السري الذي هز الطاولة السداسية بتركيا

على ماذا اتفق الرجلان سرا؟- جيتي
هزت تصريحات رئيس حزب النصر، أوميت أوزداغ، بشأن توقيعه اتفاقا مكتوبا مع رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح تحالف الطاولة السداسية للانتخابات الرئاسية الأخيرة، كمال كليتشدار أوغلو، الأوساط السياسية التركية عموما، وأحزاب التحالف المعارض على وجه الخصوص.

الرجل المعروف بعنصريته ومعاداته للاجئين السوريين والأفغان، قال إن كليتشدار أوغلو تعهد لحزب النصر الذي يرأسه، بثلاث حقائب وزارية بينها الداخلية، بالإضافة إلى رئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية، حين طلب دعم الحزب له في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية. ونفى الناطق باسم حزب الشعب الجمهوري، فائق أوزتراك، صحة تصريحات أوزداغ، إلا أن كليتشدار أوغلو ذاته أدلى فيما بعد بتصريحات تؤكد بشكل قاطع أن هناك اتفاقا سريا بينه وبين أوزداغ، مضيفا أنه "لا يصح أخلاقيا أن يفصح عن مضمونه".

تأييد رئيس حزب الشعب الجمهوري صحة تصريحات أوزداغ دون التطرق إلى تفاصيل الاتفاق وضع الناطق باسم حزبه في وضع حرج، كما أغضب حلفاءه في الطاولة السداسية، لأنه يعني بكل بساطة أنه كان يخدع رؤساء الأحزاب الخمسة، ويوزع الحقائب الوزارية والمناصب الرفيعة في اتفاقات سرية دون علمهم، على الرغم من أن أحزاب التحالف أعلنت أن القرارات المهمة سيتم اتخاذها بالتوافق في حال فاز مرشحه برئاسة الجمهورية.

الاتفاق الذي أبرمه كليتشدار أوغلو مع أوزداغ يطرح أسئلة كثيرة لعل أهمها هو: "إن كان مرشح تحالف الطاولة السداسية تعهد لحزب النصر الذي حصل في الانتخابات البرلمانية على ٢.٢ في المائة من أصوات الناخبين، بثلاث حقائب وزارية ورئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية في مقابل دعمه له، فيا ترى بماذا تعهد لحزب اليسار الأخضر الذي حصل على ٨.٨ في المائة من الأصوات في ذات الانتخابات؟"،

حلفاء رئيس حزب الشعب الجمهوري انتقدوا الاتفاق السري المذكور، وجاء الرد الأقوى على تصريحات أوزداغ وكليتشدار أوغلو من الناطق باسم حزب المستقبل، سركان أوزجان، الذي قال إنه "من الجيد أنهم -أي تحالف الطاولة السداسية- لم يفوزوا في الانتخابات الرئاسية"، في إشارة إلى رفضهم لتولي أوزداغ منصب وزير الداخلية، كما أصدر ذات الحزب الذي يرأسه أحمد داود أوغلو؛ بيانا شدد فيه على أن الاتفاق السري الذي تم التوصل إليه دون علمهم وموافقتهم "لا قيمة له سياسيا ولا أخلاقيا".

أوزداغ بدوره رد على الانتقادات التي صدرت من قادة أحزاب الطاولة السداسية، قائلا إنهم كانوا على علم بتعهدات كليتشدار أوغلو، كما وصف وصول الأحزاب الصغيرة إلى البرلمان على ظهر حزب الشعب الجمهوري بـ"غير أخلاقي". وبغض النظر عن كون رؤساء الأحزاب الخمسة على علم بالاتفاق أو لا، فإن رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشينار سبق أن صرحت أن حزب الشعب الجمهوري يمكن أن يوزع نصيبه من الحقائب الوزارية كما يشاء.

الاتفاق الذي أبرمه كليتشدار أوغلو مع أوزداغ يطرح أسئلة كثيرة لعل أهمها هو: "إن كان مرشح تحالف الطاولة السداسية تعهد لحزب النصر الذي حصل في الانتخابات البرلمانية على ٢.٢ في المائة من أصوات الناخبين، بثلاث حقائب وزارية ورئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية في مقابل دعمه له، فيا ترى بماذا تعهد لحزب اليسار الأخضر الذي حصل على ٨.٨ في المائة من الأصوات في ذات الانتخابات؟"، علما بأن هذا الأخير حزب موال لحزب العمال الكردستاني وأن كليتشدار أوغلو حصل على نسب عالية للغاية من أصوات المؤيدين له، كما أن بعض قادة حزب اليسار الأخضر الذي تم تأسيسه قبيل الانتخابات نظرا لاحتمال حظر حزب الشعوب الديمقراطي من قبل المحكمة الدستورية، طالبوا كليتشدار أوغلو بالكشف عن تعهداته التي قطعها في اجتماعه معهم في مقابل دعمهم له في الانتخابات الرئاسية.

حرب التصريحات بين أوزداغ وحلفاء كليتشدار أوغلو تستمر كهزات ارتدادية لزلزال الاتفاق السري الذي حطم الثقة في كليتشدار أوغلو. وكان هذا الأخير يحلم بتوسيع التحالف المعارض في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها بعد أشهر، إلا أن مهمته أصبحت الآن أصعب من ذي قبل، بالإضافة إلى أنه يعاني من تمرد على رئاسته لحزب الشعب الجمهوري

تصريحات أوزداغ حول اتفاقه السري مع كليتشدار أوغلو هزت حزب المستقبل الذي يرأسه أحمد داود أوغلو وحزب الديمقراطية والتقدم الذي يرأسه علي باباجان، وأحرجهما أكثر من غيرهما؛ لأن المؤيدين للحزبين يرفضون تولي شخصية مثل أوزداغ حقيبة الداخلية. كما أن الحزبين قالا لمؤيديهما حين طلبا منهم أن يصوتوا لكليتشدار أوغلو، إن مرشح تحالف الطاولة السداسية لن ينفرد في اتخاذ قرارات مهمة في حال فاز في الانتخابات الرئاسية، بل سيرجع إليهم للحصول على موافقتهم، إلا أن الاتفاق السري الذي أبرمه رئيس حزب الشعب الجمهوري مع رئيس حزب النصر أظهر أن كليتشدار أوغلو لو فاز برئاسة الجمهورية لكان سينفرد في قراراته، وأن حزب المستقبل وحزب الديمقراطية والتقدم لن يقدرا على فعل شيء لمنع تسليم ثلاث حقائب وزارية ورئاسة جهاز الاستخبارات الوطنية إلى حزب النصر، غير التذمر والندم، بعد تمكين مرشح تحالف الطاولة السداسية من التربع على كرسي رئيس الجمهورية.

حرب التصريحات بين أوزداغ وحلفاء كليتشدار أوغلو تستمر كهزات ارتدادية لزلزال الاتفاق السري الذي حطم الثقة في كليتشدار أوغلو. وكان هذا الأخير يحلم بتوسيع التحالف المعارض في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها بعد أشهر، إلا أن مهمته أصبحت الآن أصعب من ذي قبل، بالإضافة إلى أنه يعاني من تمرد على رئاسته لحزب الشعب الجمهوري، كما أن رؤساء الأحزاب الأخرى سيجدون صعوبة بالغة في إقناع الناخبين المؤيدين لأحزابهم بضرورة التحالف مع حزب يرأسه زعيم سياسي لا يمكن الوثوق فيه على الإطلاق.

twitter.com/ismail_yasa