سياسة دولية

وزير خارجية تركيا: موقفنا تغير من التطبيع بعد "طوفان الأقصى".. وهذا ما سنفعله

فيدان: الدول الإسلامية فضلت حل مشكلة غزة بأدواتها الدبلوماسية والإنسانية- الأناضول
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الموقف التركي تغير تماما في ما يتعلق بمسألة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال فيدان في مقابلة مع قناة الجزيرة، بثت مساء السبت، إن "الدول الإسلامية فضلت حاليا حل المشكلة بشأن غزة باستخدام كافة الأدوات الدبلوماسية والإنسانية المتاحة لديها"، موضحا أن "أنقرة ترفض الحديث عن وضع قطاع غزة ما بعد الحرب قبل وقف إطلاق النار".

وقال الوزير التركي إن "نظرتنا الاستراتيجية للمنطقة ما زالت ثابتة، والمنطقة بحاجة للاستقرار والتنمية الاقتصادية، والطريق إلى هذا يمر بإيجاد حل للقضية الفلسطينية وبالتحديد حل الدولتين وإنهاء هذه المشكلة تماما".

وحول ما تشهده غزة حاليا أكد أن "السياسة التركية قائمة على مبدأين هما وقف عاجل لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا".

وأشار إلى أنّ تركيا في حرب غزة الأولى والثانية لعبت دورا في الوساطة، وأردف: "الآن في الحرب الثالثة رأينا أنه إن لم نكثف جهودنا لحل الدولتين بالتوازي مع وقف إطلاق النار فإننا سنشهد حربا رابعة وخامسة وسادسة".




وعن قمة الرياض العربية والإسلامية، أكد فيدان "قطع تركيا مع الدول الإسلامية مسافات هامة واتخاذ قرارات مهمة هناك"، معتبرا قمة الرياض "انعطافة في ما يتعلق بإظهار روح التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية".

وقال وزير الخارجية التركي إن "إخوتنا في المنطقة يسألوننا - وهم على حق في سؤالهم: اجتمعتم وتحدثتم ماذا سيحدث؟ ومتى سيتوقف نزيف دم الشعب الفلسطيني؟ المساعدة متى ستأتي؟ وهذه أسئلة مهمة. وهنا نقطة أخرى مهمة، هي اجتماع الدول الإسلامية، واكتشاف القدرات في تعاونها وتركيزها على نقطة واحدة، وأنا أرى إمكانات كبيرة هنا".

وأكد أنّ "الدول الإسلامية اختارت استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والإنسانية التي بيدها من أجل إيجاد حل للمشكلة".

وشدد على "ضرورة التواصل مع الدول خارج المنطقة من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا والمحيط الهادئ من أجل إيقاف القتل عبر الأمم المتحدة وغيرها من المنابر الدولية".





وأوضح فيدان: "تناولنا مع الدول الإسلامية قطع العلاقات مع ’إسرائيل’، وهم يهدفون لاتخاذ قرارات جماعية من أجل إيقاع تأثير أكبر للعقوبات".

وأكد "ضرورة تحقيق الوحدة بين الدول الإسلامية والتركيز على إمكانياتها في التعاون"، مشددا على أن "أنقرة لا تتفق مع واشنطن في دعمها المطلق لـ’إسرائيل’ ورفضها وقفا دائما لإطلاق النار".

وتطرق وزير الخارجية إلى مجموعة العمل للدول الإسلامية المكونة من سبع دول، هي تركيا وإندونيسيا ونيجيريا والأردن ومصر وقطر والسعودية. وبين أن "ممثلي ووزراء خارجية هذه الدول سيعقدون قريبا اتصالات في العديد من عواصم الدول".

وعن طبيعة عمل اللجنة السباعية أوضح فيدان أنها "تمثل 57 دولة، ستتابع تطبيق القرارات التي اتخذت من قبل القمة العربية والإسلامية إلى جانب عملها كـ"لوبي" على الساحة الدولية، لمشاركة رؤية الدول العربية والإسلامية مع الدول المعنية".

وأكد الوزير التركي أنّ "مصر تفعل ما بوسعها، وتبذل جهودا كبيرة من أجل إيصال المساعدات القادمة إلى ميناء رفح، إلى داخل غزة".

وأوضح أن "وجود توقف وبطء في دخول المساعدات إلى غزة يتعلق بالمسائل التي تحتاج فيها مصر إلى التنسيق مع ’إسرائيل’ ".

وشدد على ضرورة العمل الإسلامي المشترك في اتخاذ الخطوات حيال ما تتعرض له غزة، وذلك من أجل خلق تأثير أقوى وأجدى من تحرك الدول الإسلامية منفردة.

وفي رده على سؤال حول المعوقات التي تقف أمام تركيا في تشكيل تكتل يضم الدول التي تقاطع دولة الاحتلال كدول أمريكا اللاتينية وفي مقدمتها البرازيل وجنوب أفريقيا والنرويج وإيران والدول العربية كالجزائر وقطر والكويت وعُمان والأردن والعراق وغيرها.. قال الوزير التركي: "لا يوجد أي عائق، وهذا موجود على أجنداتنا".
 
وبين أن بحث تطبيق هذا المقترح "تم في الاجتماع الذي استضافت فيه عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان زوجات قادة دول وحكومات من كافة أنحاء العالم بإسطنبول".

واستدرك بأن "الأولوية هنا تبدأ من تشكيل منبر من الدول العربية والإسلامية الجارة لفلسطين ثم ليمتد الأمر ليشمل دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وبقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".




وأكد فيدان أن "لقاءه مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن كان صريحا وأبلغه بطلبات تركيا، من وقف الظلم الحاصل في غزة وإيصال المساعدات دون انقطاع ورفض تركيا القاطع لتهجير أهالي غزة".

وعن علاقة تركيا بحركة حماس، أكد فيدان أنه "ليس شرطا أن يتوافق الموقف التركي مع الدول الغربية، وتركيا لا ترى ’حماس’ حركة إرهابية بل تراها حركة تحرر".

وعن ملف الرهائن والتنسيق مع قطر بهذا الخصوص، أوضح الوزير التركي "وجود تنسيق متقدم المستوى بهذا الخصوص".

ووصف فيدان السلاح النووي الإسرائيلي بأنه "سر واضح" للجميع وأنّ "إسرائيل" طورت من قدراتها في ظل عدم توقيعها لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وبدعم من الدول الغربية.

والمشكلة الأكبر بهذا الخصوص بحسب فيدان، هي "التهديدات التي يطلقها بعض الساسة المجانين في ’إسرائيل’ عن استخدام هذه الأسلحة".

وحل مشكلة الأسلحة النووية بحسب فيدان "يتلخص في إزالة كافة الأسلحة النووية من المنطقة أو امتلاك دول لها من أجل أن تحمي نفسها".

وفي نهاية اللقاء، ترحم الوزير التركي على الشهداء في غزة وأكد وقوف تركيا إلى جانب أهالي غزة، ومواصلتها علاج الجرحى.

ومنذ 44 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت 12 ألفا و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 سيدة، وأكثر من 30 ألف مصاب، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.