سياسة دولية

تعرف إلى أقوى الأحزاب على الخارطة السياسية في باكستان

من هو الحزب الذي سيحكم باكستان في المرحلة المقبلة؟ - جيتي
تبدو النتائج متقاربة جدا في باكستان بين المرشحين المستقلّين المؤيّدين لرئيس الوزراء السابق المسجون حاليا عمران خان، وحزب منافسه نواز شريف الجمعة، إلا ان بطء فرز الأصوات يزيد من الشكوك حول احتمال التلاعب بنتائجها لغير صالحهم.

ويتنافس في باكستان ثلاثة أحزاب رئيسية، والعديد من الأحزاب الأخرى والمستقلين، على 266 مقعدا في الجمعية الوطنية "البرلمان".

وتاليا أبرز الأحزاب المؤثرة في السياسية الباكستانية:

حزب الرابطة الإسلامية (ن)

يعد حزب الرابطة الإسلامية – جناح نواز شريف أبرز المنشقين عن حزب الرابطة الإسلامية الأصلي الذي تأسس في الستينيات بعد انفصال الهند، وكان يرأسه محمد علي جناح لتبدأ رحلة من الانشقاقات لأحزاب فضلت حمل الاسم نفسه، لكن مع حرف زائد بعد الاسم يوضح قائد الجناح المنشق، ويرمز حرف النون لنواز.



تأسس الحزب الجديد في عام 1993، وأوصل نواز شريف إلى منصب رئاسة الوزراء، وتقلب الحزب في سدة الحكم، إلى أن جاء معارضه عمران خان إلى سدة الحكم عن حركة "إنصاف" إلى المنصب خلفا لشاهد خاقان عباسي عن حزب الرابطة، ثم عاد شهباز شريف، شقيق نواز إلى سدة الحكم بعد عزل خان في 2022، الذي مهد لعودة شقيقه من المنفى في لندن.

تتركز قوة الحزب في إقليم بنجاب، وهو أكبر الأقاليم من ناحية عدد السكان.

يحسب للحزب أنه أعلن باكستان قوة نووية عام 1998، رغم أن التأسيس للقوة النووية كان بجهد من حزب الشعب الباكستاني، الذي أسسه ذو الفقار بوتو في الستينيات.

ورجع نواز شريف إلى باكستان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أربع سنوات قضاها في المنفى الاختياري في لندن.

وكان شريف قد غادر باكستان عام 2019 إلى لندن لتلقي العلاج، بينما كان يقضي حكما بالسجن لمدة 14 عاما بتهمة الفساد.



ونواز شريف هو سياسي ورجل أعمال باكستاني، ورئيس وزراء باكستان لثلاث مرات غير متتالية، أول فترة كانت من 1 تشرين الثاني/نوفمبر 1990 إلى 18 تموز/يوليو 1993، والثانية من 17 شباط/فبراير 1997 إلى 12 تشرين الأول/أكتوبر 1999، عندما أطيح به في انقلاب عسكري أبيض قاده برويز مشرف، ثم نُفي خارج بلاده بعد أن حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخطف والإرهاب؛ لأنه رفض السماح لطائرة تقل مشرف بالهبوط في باكستان، كما أدين بتهم تتعلق بالفساد، وحرم من الأنشطة السياسية كافة.

عاد إلى باكستان منهيا منفاه في السعودية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإسلام آباد قرارا يسمح بعودته وأسرته للبلاد.

عاد لمنصب رئاسة الوزراء عقب انتخابه من قبل البرلمان الباكستاني في 4 حزيران/يونيو 2013 بعد نيله 244 صوتا في البرلمان. وبذلك تولى رئاسة الوزراء للمرة الثالثة والأخيرة من 7 حزيران/يونيو 2013م إلى 28 تموز/يوليو 2017.

عندما استقال من منصبه إثر إدانة المحكمة العليا إياه بتهم فساد متعلقة بتسريبات أوراق بنما والتهرب الضريبي والحكم بعدم أهليته للبقاء في منصبه، حُكم عليه في 5 تموز/يوليو 2018 بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم الفساد، ثمّ أُطلق سراحه لأسباب طبية، وسُمح له بالسفر إلى لندن لعدّة أسابيع لتلقّي العلاج.

بعد عودته الأخيرة، قالت المحكمة العليا في باكستان؛ إن منع ترشح نواز شريف، مدى الحياة، أمر غير دستوري، ما فتح باب عودته للسياسة.

حزب حركة إنصاف

في عام 2018 دخل لاعب سياسي جديد إلى ساحة السياسة، بعد أن كان لاعبا وبطلا في ملاعب الكريكت، وهو رئيس الوزراء المعزول عمران خان، عن حزب حركة إنصاف الذي أسسه في عام 1996.

كان تأثير الحزب محدودا بعد سنوات التأسيس، وقاطع الانتخابات في 2008، لكنه في عام 2013 برز بشكل كبير مع 7.5 ملايين صوت وضعته في المركز الثاني من حيث عدد الأصوات، والثالث من ناحية عدد المقاعد في البرلمان.



وفي عام 2018 حصل الحزب على 17 مليون صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات يحصل عليه حزب سياسي في تاريخ باكستان حتى ذلك الوقت، وأصبح خان رئيسا للوزراء لحكومة ائتلافية.



ويقول الحزب؛ إنه الحزب الوحيد "غير العائلي" في باكستان.

عصفت بالحزب انتقادات كبيرة بسبب المشاكل الاقتصادية للبلاد، وانهار الائتلاف، وتم عزل عمران خان بتصويت في البرلمان عام 2022 هو الأول في تاريخ باكستان بحق رئيس وزراء، ليعود حزب الرابطة الإسلامية (ن) إلى واجهة العمل السياسي.

حزب الشعب الباكستاني

تأسس الحزب في عام 1967 على يد ذو الفقار بوتو، خلفته لاحقا ابنته بينظير بوتو، التي أصبحت أول رئيسة وزراء للبلاد، ورأست الحكومة لولايتين الأولى في 1988 - 1990 والثانية من 1993 - 1996.



يمثل الحزب يسار الوسط، وهو علماني ديمقراطي اشتراكي، خرج في محاولة لوقف الديكتاتورية العسكرية للرئيس الأسبق، أيوب خان.

تولى الحزب السلطة في البلاد لسنوات عدة، ووقف في صفوف المعارضة لسنوات طويلة أيضا.



كان الهدف الرئيسي للحزب هو إنشاء مجتمع لاطبقي، وإنشاء برنامج اشتراكي واضح، ويؤمن أن الاشتراكية في البلاد هي الحل لإقامة العدالة الاقتصادية والاجتماعية.

يعد إقليم السند هو معقل الحزب، وله أنصار كثر في الأقاليم الأخرى، لا سيما إقليم بنجاب.