ملفات وتقارير

نائب محافظ يعتذر بعد زعمه عن مناطق محظورة على غير المسلمين ببريطانيا

يرفض سوناك وحكومته وصف التصريحات بالعنصرية أو الإسلاموفوبيا- الأناضول
تقدم نائب عن حزب المحافظين في بريطاني باعتذار، بعدما زعم أن هناك مناطق تقطنها غالبية من المسلمين لا يُسمح لأحد آخر بدخولها، وهي التصريحات التي أثارت غضبا من نواب وأعضاء بلديين من الحزب الحاكم والمعارضة، واتهامات بالإسلاموفوبيا وتغذية الانقسام في المجتمع البريطاني.

وكان النائب بول سكالي قد زعم، خلال مقابلة مع إذاعة "بي بي سي"، أن هناك مناطق في لندن وبرمنغهام محظور على أحد دخولها، وذلك في سياق تعليقه على تصريحات نائب محافظ آخر، وهو لي أندرسون، الذي زعم أن عمدة لندن المسلم صادق خان خاضع لسيطرة الإسلاميين، في حين زعمت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان أن بريطانيا كلها تحت سيطرة الإسلاميين.
وعبّر سكالي، الذي خدم سابقا كوزير دولة للندن، عن "الأسف" لاستخدم هذه اللغة في سياق حديثه عن أن الناس "قلقون بشكل متزايد حول كيفية تغيّر أحيائهم"، زاعما أن هناك "مناطق ممنوع الدخول إليها".

وكتب عبر حسابه على منصة إكس: "لاحقا للضجة أمس، أنا آسف لاستخدم اللغة التي يمكن أن يساء فهمها، في وقت نحتاج فيه لتشجيع الأصوات المعتدلة للتحدث علنا من أجل مجتمعاتنا المتنوعة".


وقال سكالي أيضا في مقابلة مع إذاعة "بي بي سي- لندن" إنه يأسف بسبب كلماته التي يمكن أن تغذي "نظريات المؤامرة" التي يروجها اليمين المتطرف حول المسلمين، كما أشار إلى أنه "محطم" بسبب الردود عليه.

كما كتب سكالي مقالا في صحيفة التلغراف يرفض فيه اتهامه بالإسلاموفوبيا، وقال إنه لعقود كان داعما للمجتمعات الإسلامية، كما رفض مزاعم أندرسون تجاه خان.

وكان سكالي قد أشار بالتحديد إلى منطقة تاور هامليتس في شرق لندن، حيث زعم أن شبانا مسلمين سيّروا في السابق دوريات في شوارعها، وسكاركهيل في برمنغهام. وقال إن هذا يعود بشكل رئيس إلى أن "الناس يستخدمون -يسيئون بأشكال مختلفة- لدينهم؛ فليس من تعاليم الإسلام تبني ما يقوله بعض هؤلاء الناس".
وانتقد عمدة ويست ميدلاندز، آندي ستريت، وهو من حزب المحافظين، تصريحات سكالي، وكتب على منصة إكس: "أمر جديد عليّ، وأشك في أن الناس الجيدين في سباركهيل يزعمون أن هناك مناطق ممنوع الدخول إليها".

وقالت النائبة العمالية عن إحدى دوائر برمنغهام، جيس فيليبس، إنها تتوقع من سكالي "اعتذارا عن هذا الهراء التام".

من جهتها، قالت عضوة حزب المحافظين، البارونة سعيدة وارسي، إنها لا تعرف من أي جاء سكالي بهذا الزعم، وأوضحت أنها "صُدمت" بسبب هذه التصريحات، مضيفة: "صُدمت أكثر لأنها جاءت من بول". وذكرت أنها تعرف سكالي جيدا وأنه عادة ينتنمي لتيار الوسط.

وفي مقاله في التلغراف، قال سكالي إنه سمع عندما كان وزيرا للندن لأربع سنوات حتى التغيير الوزاري الأخير في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ بعض زملائه يستخدمون وصف "لندستان، وآخرين يزعمون أن الإسلاميين يحكمون بريطانيا. كلاهما غير مقبول، وكلاهما تم تجاهله على نطاق واسع من قبل الكثير جدا من الناس في حزبي وفي أماكن أخرى؛ ممن يجب أن يعرفوا أكثر".

واعتبر سكالي أنه بالهجوم عليه بعد تصريحاته الأخيرة فقد "خسر صوت معتدل آخر"، في إشارة إلى نفسه، حيث يصف نفسه بأنه داعم للمجتمعات الإسلامية في بريطانيا لعقود.

وأضاف: "ذلك ليس بالضرورة إسلاموفوبيا ممنهجة، الخوف غير العقلاني من الإسلام، لكنه الخوف من اتخاذ قرار طويل الأمد من أجل مستقبل أكثر إشراقا لمصطلح رائج".

واعترف سكالي بأن تصريحاته هو وزميله لي تمثل "تنميطا سيئا يمكن أن يشعر معه أربعة ملايين مسلمين في المملكة المتحدة، وخصوصا 1.3 مليون في لندن، بالإساءة التي يمكن تفهمها".

وكان وزير الهجرة توم بيرسجلوف قد دعا سكالي للاعتذار عن تصريحاته وسحبها، وقال: "لا أستطيع تبني هذا التصور"، موضحا أن مثل هذه التصريحات تعرقل جهود دمج مجتمعات المهاجرين.

ورغم تعليق عضوية أندرسون، وتأكيد أعضاء في حكومة ريشي سوناك أنه "أخطأ"، فإنهم يرفضون وصفه بالعنصرية أو الإسلاموفوبيا، وهو ما يطرح تساؤلات عن السبب الحقيقي لتعليق عضويته.

وكرر بيرسجلوف في حديث لمحطة سكاي نيوز تصريحات سوناك حول أندرسون، وقال: "لا أعتقد شخصيا أن لي عنصري، ولكن ما قاله ليس مقبولا، ما كان ينبغي أن يقول ذلك".
وفي ظل المؤشرات بتصاعد الإسلاموفوبيا داخل حزب المحافظين، صدرت دعوات حتى من داخل الحزب؛ لتعيين محقق خاص للتحقيق في هذه الظاهرة داخل الحزب، في حين قال الوزير السابق رحمن شيشتي لمحطة سكاي نيوز، إن سوناك "أجرى حساباته"، ووجد أنه ليس بحاجة لأصوات المسلمين في "أغراضه السياسية".

من جهته، تساءل الإعلامي البريطاني بيرس مورغان عن سبب عدم وصف سوناك لتصريحات أندرسون بأنها عنصرية أو مدفوعة بالإسلاموفوبيا، وقال في مقدمة حدة حلقات برنامجه "Uncensored": "هي عنصرية بالفعل"، مشيرا إلى ارتفاع مستويات الكراهية ضد المسلمين في الشهور الأخيرة.