حقوق وحريات

مزحة عن نتنياهو تكلّف صحفيا فرنسيا عمله.. ما الذي جرى؟

علّق الصحافي عقب القرار: "لا مشكلة في أن أقول إن نتنياهو هو نوع من النازيين.."- إكس
"يُمكن اليوم التنكّر بزي نتنياهو، وهو زي مضمون للتخويف، هل تعرفون من يكون هذا الرجل؟ إنه نوع من النازيين..." هذه هي الجملة التي كلّفت الصحفي الفرنسي غيوم موريس، عمله، حيث تم اتّهامه بـ"معاداة السامية".

وأعلن مكتب المدعي العام، منتصف نيسان/ أبريل عدم اتخاذ أيّة إجراءات في الدعوى المرفوعة ضدّ الصحفي غيوم موريس في القضية. مقرّرا أنه "لا إساءة في المضمون". 

وعلّق الصحفي بطريقته، عقب القرار، قائلا: "لا مشكلة في أن أقول إن نتنياهو هو نوع من النازيين، هذا ما قاله المدّعي العام هذا الأسبوع. هيا بنا، فلنضع هذه العبارة على الفناجين، والكنزات، هذه أول نكتة لي مسموحة بالقانون". 

وفي بداية أيّار/ مايو، نشر غيوم موريس تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" تتضمن بيانا مرفقا، "بخصوص حرية التعبير". يقول فيها: "لأسباب خارجة عن إرادتي، لن أشارك في الحلقتين المقبلتين من برنامج (مساء الأحد العظيم) على فرانس إنتر". 

وأضاف: "استُدعيت من قبل الإدارة لمقابلة للنظر في احتمال فرض عقوبة تأديبية، يُمكن أن تصل إلى حدّ فسخ عقدي، بسبب ارتكاب خطأ فادح".

الأحداث من البداية
أثير جدل واسع، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في فرنسا، نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث قال موريس، هذه الجملة، على أثير إذاعة "فرانس إنتر".

إلى ذلك، توالت الشكاوى على هيئة تنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية في فرنسا، التي اعتبرت "المزحة" التي عبّر عنها الصحفي "تقوّض الممارسة السليمة لمهام إذاعة فرنسا، وكذلك علاقة الثقة التي تجب المحافظة عليها مع جميع المستمعين". فيما وجّهت إنذارا للإذاعة الفرنسية. 

ودعت الهيئة المكلّفة بتنظيم الاتصالات السمعية والبصرية والرقمية في فرنسا، إلى اتخاذ ما وصفته بـ"أقصى درجات اليقظة في التعامل مع الموقف شديد الحساسية المرتبط بالصراع في الشرق الأوسط".
 
وعقب إنذار الهيئة بأيام، تقدمت المنظمة اليهودية الأوروبية بشكوى قضائية ضدّ الصحافي الفرنسي، بتهمة "التحريض على العنف والكراهية القائمة على معاداة السامية".

هل خسر عمله؟
زملاء الصحافي في العمل، أعلنوا الدعم المعنوي والتضامن معه، حيث إنهم منذ إعلان "توقيف موريس عن العمل"، في أولى حلقات البرنامج الذي كان يُشارك فيه، تركوا كرسيّه فارغا.

وعلّقت زميلته في البرنامج بالقول: "غيوم موريس ليس لديه الحقّ بالظهور معنا هذا المساء، إنتر (اسم الإذاعة) أرسلته إلى مدرسة داخلية لتحسين سلوكه". 

النقاش العارم، وصل إلى الجمعية الوطنية الفرنسية، خاصة أن الإذاعة تابعة للدولة، فيما أشار النائب عن حزب "فرنسا الأبية"، دافيد غيرولد، إلى أن "هذه المسألة هي في سياق حديثه عن عدم احترام حرية الصحافة وحرية التعبير في فرنسا في ما يخصّ القضية الفلسطينية". 

وتوجه إلى الحكومة الفرنسية بالقول: "صمتكم حول ما يحصل في غزة جريمة، أنتم تمنعون تجمعّاتنا العامّة، وعندما تقررون التكلّم، تكذبون، عاملتم تظاهرات الطلاب وكأنها دعوات إلى القتل وليست تظاهرات"، مردفا: "غيوم موريس أُوقف عن العمل وفرضت الرقابة عليه من قبل مؤسسة عامة". 


وفي السياق نفسه، دعت نقابة العاملين في الإذاعة، إلى الإضراب، الأحد المقبل، اعتراضاً على ما وصفته بـ"قمع السخرية والفكاهة"، وأيضا ضد "التهديدات التي تتعرّض لها بعض البرامج على أثير الإذاعة".