سياسة عربية

دعوات فلسطينية لإلزام "إسرائيل" بالتخلي عن النووي

"إسرائيل" الوحيدة في المنطقة التي تمتلك سلاحًا نوويًّا- أرشيفية
في الوقت الذي كان يحاول فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما طمأنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاتفاق الذي أبرم مع إيران حول برنامجها النووي، فإن الفلسطينيين رحبوا بالاتفاق.

وقالت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، إن "الجهود الدولية التي نجحت في جنيف هي فرصة لتفعيل اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لأخذ دورها في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

ورأى أبو ردينة أن الوصول إلى اتفاق في جنيف هو "رسالة هامة لإسرائيل كي تدرك، أن السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الأوسط (...) إننا نريد شرق أوسط خاليًا من الأسلحة النووية".

دعوة لمراجعة السياسات

 من جهتها، قالت حركة "حماس" على لسان المتحدث باسمها سامى أبو زهري، إن حركته "تدعو إلى وقف سياسة ازدواجية المعايير وتدعو الأطراف الدولية إلى إلزام "إسرائيل" بوقف برنامجها النووي".

وكتب القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك "على دول المنطقة أن تراجع سياساتها واستراتيجياتها المستقبلية خاصة مع العدو الصهيوني وصداقتهم بالولايات المتحدة".


تعزيز دور روسيا.. وعدم الاستعجال

وفي المقابل، قال النائب بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، إن "النجاح الذي تحقق في معالجة الملف النووي الإيراني، يطرح أهمية معالجة مشابهة من خلال الأسرة الدولية للقضية الفلسطينية وإلزام إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة".

ودعا إلى تعزيز دور روسيا في معالجة القضية الفلسطينية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وكسر احتكار رعاية الولايات المتحدة للمفاوضات ووقف التغطية على ممارسات "إسرائيل"، معتبرا أن ذلك هو
الضمان للخروج من حلقة الفشل المتكرر للمفاوضات الثنائية برعاية الولايات المتحدة، والتمهيد لحل هذه القضية.

وقال المحلل السياسي والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية أيمن يوسف، إن هناك استعجالا في ردة الفعل على الاتفاق واتخاذ المواقف، فالغرب والولايات المتحدة الأمريكية تلعب بالتفاصيل وتفسيراتها وفق ما يرون، كما حدث مع العراق خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين، عبر ما يزيد عن  عشر سنوات من الحصار والمفاوضات.

وأوضح يوسف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها معنيون بمصالحهم بداية، ويراهنون على خلق شرخ في إيران ما بين المرشد والرئيس الإصلاحي المنتخب.

لكنه نوه بالوقت نفسه أن نجاح "الصفقة" سيعني تمددا لإيران في المنطقة على حساب العرب، وسيكون تأثيرها أكبر في القضية الفلسطينية، وستكون بديلا محتملا وقويا عن مصر التي تعاني من أزمة داخلية معقدة، إضافة إلى أن منافستها لتركيا ستزداد في المنطقة.

وحذر يوسف من أن التدخل الإيراني في ملفات المنطقة سيساهم في تعقيدها، خاصة الملفين الفلسطيني واللبناني.


انعكاسات على المصالحة الفلسطينية

وعن انعكاسات الاتفاق على ملف المصالحة الفلسطيني وموقف كل من حركتي "فتح" و"حماس"، قال إن حركة فتح والرئاسة الفلسطينية ستحاول قدر الإمكان تجنب إغضاب دول الخليج وعدم التعاطي مع إيران بشكل كبير.

 وأضاف أنه في حال استمر الوضع في مصر على ما هو عليه، وبقاء الحصار على قطاع غزة، فمن الممكن أن ترجع "حماس" علاقتها القوية مع طهران كنوع من التكتيك، وفق بديهيات السياسة المبنية على المصالح المشتركة.

ويرى يوسف بناء على هذه المعطيات، أن ملف المصالحة لن يراوح مكانه.


قلق إسرائيلي

ويرى قطاع كبير من الإسرائيليين أن الاتفاق المؤقت الذي أبرم في جنيف بين إيران والدول العظمى الست في إطار " 5+1"، خطر ولا يصب في مصلحتهم.

وأرجع المحلل السياسي أيمن يوسف، جزءًا من القلق الاسرائيلي، إلى أن دولة الاحتلال قامت وتعيش على خلق الأعداء للحفاظ على وجودها وجلب الدعم والتعاطف الغربي، وإبقاء جيشها ومواطنيها في حالة استنفار دائم.

 وتوقع أن تتعنت دولة الاحتلال خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كنوع من الضغط على الولايات الأمريكية التي ترعاها.

ولم يستبعد قيام الحكومة الإسرائيلية بشن حرب على قطاع غزة أو القيام بأي عمل عسكري كخطوة للهروب إلى الأمام وإفشال
الاتفاق.