سياسة دولية

مسلمون في بانغي: قتلونا على مرأى من الفرنسيين

بانغي
اشتكى مسلمون في العاصمة بانغي من "فضائع" ارتكبتها بحقهم ميلشيا مسيحية تدعى "مناهضو بالاكا"، متهمين القوات الفرنسية التي وصلت إلى البلاد لحفظ الأمن بعدم التدخل لوقف حدوث مثل هذه الفظاعات. 

في السياق، قال في بشير (48 عاما) إنه اضطر لمغادرة منطقة "فوه" ذات الغالبية المسيحية في بانغي إلى حي "الكيلو 5"، الذي تقطنه غالبية مسلمة، على وقع هجمات من "مناهضو بالاكا".

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أضاف بشير - الذي رفض ذكر الاسم الثاني له - "عندما بدأت الاضرابات، هاجم أفراد من مناهضي بالاكا المسلمين في المنطقة، تم تدمير منزلي وأحد المساجد".

وأشار إلى أنه كان شاهد عيان على مقتل 4 أشخاص بينهم شقيقه الأصغر، قبل أن يتمكن من الفرار.

وأضاف والدموع تملا عينية: "تلقيت خلال هذه الهجمات ضربة منجل أصابت رقبتي".

في مارس/ آذار الماضي، انحدرت أفريقيا الوسطى - الغنية بثروتها المعدنية - إلى دوامة جديدة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح متمردو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003.

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 400 ألف شخص - ما يقرب من عشرة في المئة من سكان البلاد البالغ تعدادهم 4.6 مليون نسمة - اضطروا للنزوح من منازلهم  نتيجة أعمال العنف.

وتأكد مقتل المئات في العاصمة بانغي وحدها خلال الأيام القليلة الماضية كضحايا للعنف الطائفي بين "سيليكا" و"مناهضو بالاكا".

وقال يحيى أبو بكر، وهو رئيس لجنة تشرف على المسجد المحلي في حي "الكيلو 5"، إن ما لا يقل عن 108 من المسلمين قتلوا في أعمال العنف الأخيرة وتم تشييع جثامنيهم من مسجده.

واضاف: "قطع مناهضو بالاكا أطراف الكثير من الناس، ورأيت بعضهم وقد قطعت أعضائهم التناسلية".

وقال أبو بكر: "نحن نريد السلام"، مضيفا: "نحن مستعدون للدعوة إلى ذلك، لكن مناهضو بالاكا هم من يبادرون بالاستفزاز عن طريق قتل المسلمين وتدمير المساجد ".

وفي مكان ليس ببعيد عن المسجد، كان عدد من المسلمين المشردين داخليا، منهكمين في تشييد مأوى لهم. 

وقالت سلمى: "أربعة من أطفالي قتلوا هم ابنان وابنتان"، لافتة إلى أن أعمارهم تراوحت بين عامين وعشرة.

وأضافت سلمى - التي رفضت ذكر الاسم الثاني لها - "لقد قتلوا أبي وأمي أيضا".

في هذه الأثناء، مرت قافلة للقوات الفرنسية في الحي المسلم، وهو ما قابله رجل الأعمال المسلم عمر حسين بازدراء.

وصاح قائلا: "هؤلاء مثيري الشغب".

ومبررا موقفه، أضاف: "لقد قتل الناس أمام الجنود الفرنسيين دون أن يفعلوا شيئا".

وأوضح ساردا أحد المواقف التي قال إنه شاهدها بنفسه: "خلال الاضطرابات، قرر بعض الناس حمل سكاكين للدفاع عن أنفسهم من أعمال النهب وهجمات مناهضو بالاكا، لكن  الفرنسيين نزعوا سلاح هؤلاء وتركوهم تحت رحمة الغوغاء".

وتابع: "قتل الغوغاء الناس بأكثر طريقة وحشية متصوره، بينما وقف الفرنسيون كمتفرجين؛ فكيف يكون هذا حفظ سلام؟!".
قائد القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى، الجنرال فرانسيسكو سوريانو، اعترف بوجود "سوء فهم" عن قواته .

وقال في تصريحات للصحفيين في القاعدة الفرنسيةالمتواجدة قرب مطار بانغي: "عملياتنا هنا ليست جزئية"، مؤكدا: "نحن نأخذ بعين الاعتبار كلا الطرفين".

لكن حسين رفض تصريحات سوريانو، قائلا: "نحن لا نثق في الفرنسيين" متسائلا: "كيف يتركون الناس يذبحون، ويكتفون بالمشاهدة؟!".