سياسة دولية

كاتب اسرائيلي يعتبر أبو مازن "اليهودي الأخير"

تسفي راتشليفسكي في هآرتس يصف أبو مازن بأنه "اليهودي الأخير" - أرشيفية




قال الكاتب والمحلل الاسرائيلي تسفي راتشليفسكي في مقاله الأخير بجريدة هآرتس إنه يمكن وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"اليهودي الأخير" بسبب موقفه المعارض لتحويل إسرائيل إلى "دولة يهودية" بدلا من "دولة اسرائيل"، حيث يعتقد الكاتب أن مشروع تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية هو بمثابة "تهديد وجودي" لملايين اليهود الذين حلموا بدولة تكفل لهم حق تقرير المصير الذي أقره"إعلان الاستقلال" الإسرائيلي ببناء دولة تضمن المساواة لجميع مواطنيها بدون اعتبار للدين أو العرق أو النوع، فموقف ابومازن هو العائق الوحيد الذي يقف الآن أمام هذا المشروع على حد قول الكاتب.







وأوضح الكاتب أن الدولة اليهودية التي يسعى اليها بنيامين نتنياهو ونافتالي بينيت وإيلي بن داهان هي النقيض التام للحلم الذي قامت عليه دولة اسرائيل، فالدولة اليهودية التي يحاول نظام نتنياهو فرضها بالقوة لم تعد دولة ديمقراطية، ومكونها اليهودي لم يعد يعبر عن الجوانب الإنسانية التي عكسها إعلان الاستقلال. فاليهودية في إسرائيل الآن لم تعد تشير فقط إلى الدين أو العرق، ولكنها أصبحت تعبر عن الهوية العرقية والدينية للدولة.







ويؤكد الكاتب أن التصريحات العنصرية لنائب وزير الشئون الدينية إيلي بن داهان بأن "روح اليهودي أرقى بكثير من روح غير اليهودي" لا تعبر عن رؤيته الشخصية فقط، فهي تعبر عن أيديولوجية النظام الذي عينه في هذا المنصب. ففي أي دولة ديمقراطية لا يستطيع وزير أو نائب وزير أن ينطق بهذه التصريحات وإلا سيتم عزله من منصبه، ولا حتى في دولة إيران تحت حكم روحاني، ولكن هذا ممكن في دولة إسرائيل فقط. 







ويشير الكاتب إلى أن أكثر من نصف طلبة المرحلة الابتدائية في إسرائيل يلتحقون بالمدارس الدينية والمتشددة، ولكن الآن أصبحت المدارس غير الدينية أيضا في قبضة منظمات تهدف إلى رفع الـ"وعي اليهودي" لدى الطلاب. 







وإذا كانت دولة إسرائيل قد تأسست لإنقاذ اليهود من التمييز العرقي والديني، فإن من المرعب أن يكون التهديد الأكبر لدولة اسرائيل من الداخل الآن هو النظام الإسرائيلي نفسه الذي يكرس التمييز العرقي والديني.



 



ويعرض الكاتب لبعض الأمثلة على التمييز العنصري الذي يمارس داخل إسرائيل مثل منع الزواج من غير اليهود، وعدم منح الجنسية لمن لا يتصل نسبه بالعرق اليهودي، وعدم اعتبار غير اليهود مواطنين في العاصمة تل ابيب، وعدم منح ملكية الأراضي إلا إذا تم الكشف عن العرق أو الدين، واحتجاز اللاجئين السياسيين الهاربين من التطهير العرقي بدون محاكمات.







ويضيف الكاتب في حديثه عن أبو مازن أنه يشبه إلى حد كبير أجداد الملايين من اليهود الذين بنوا هذه الدولة هربا من الاضطهاد العرقي، وانه لا يشبه حكام اسرائيل الحاليين الذين يتهمهم الكاتب بتجاهل مطالب الشعب والبحث عن المكاسب الشخصية. 







ويوجه الكاتب بـ"نداء أخير" إلى معسكر الكنيسيت اليساري المكون من يائير لبيد وتسيبي ليفني وإسحق هيرتسوج داعيا إياهم إلى "إسقاط النظام" من خلال التخلي عن نتنياهو وإيقاف ما أسماه "الكارثة" والانضمام إلى أبو مازن وإيقاف مشروع الدولة اليهودية، قائلا إن نظام نتنياهو لا يشكل الأغلبية في الكنيسيت بمفرده، وإنه لن يستطيع البقاء إذا تخلى عنه الجميع.