صحافة عربية

استقالة بهاء الدين وشماتة بالإخوان وتضارب أرقام

الصحافة المصرية -عامة
غلب على الصحافة المصرية الصادرة اليوم الجمعة 17 كانون الثاني/يناير 2014 تضارب الأرقام والنسب المئوية التي تسابقت إلى إعلانها كنتائج أولية للاستفتاء يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين على الوثيقة الدستورية التي وضعتها لجنة الخمسين المعينة، فيما اعتبرت صحف عدة أن النتائج تخول السيسي في ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة، وذلك في وقت أظهرت فيه صحف أخرى روح الشماتة بجماعة "الإخوان المسلمين"، ونقلت إحداها نية نائب رئيس الوزراء زياد بهاء الدين تقديم استقالته عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، وأكدت صحف أخرى صدور قرار جمهوري خلال أيام بالدعوة إلى انتخابات رئاسية قبل البرلمانية، عكس "خارطة الطريق".
 
استقالة جديدة.. ودعوة لإقالة الحكومة
 
انفردت صحيفة "الشروق" بما نسبته إلى مصادر وصفتها بأنها سياسية مطلعة من نية نائب رئيس مجلس الوزراء زياد بهاء الدين في تقديم استقالته عقب إعلان نتيجة الاستفتاء، مشيرة إلى أنه يرغب في ترك منصبه منذ الهجمة التي تعرض لها بعد موقفه من قانون التظاهر.
 
وذكرت الصحيفة أن عددا من السياسيين حاول إقناع بهاء الدين بعدم الاستقالة قبل الاستفتاء، حتى لا يتعرض لهجوم شرس، وكي لا يقارن موقفه بموقف محمد البرادعي. لكن محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
-الذي ينتمي إليه زياد بهاء والدين، ورئيس الوزراء حازم الببلاوي- علق على الاستقالة بالقول: "لو أراد بهاء الدين أن يستقيل، فهذا يعني أن فلسفته في إدارة المرحلة الانتقالية مختلفة مع ما يحدث".
 
وفي سياق غير بعيد عن الحكومة، دعا هاني سري الدين في جريدة "التحرير" إلى ضرورة تغيير الحكومة الآن، وتخفيض عدد الوزارات من 36 إلى 20 ، وذلك لمساعدة الرئيس القادم، "نظرا للحاجة إلى ضخ دماء جديدة في التشكيل الوزاري، وخلق حالة من الحراك السياسي الإيجابي، وكرسالة بالاستمرار في التغيير"، حسبما قال، مشيرا إلى أن الوزارة الحالية ستكون عبئا على الرئيس القادم، وأنه لن يستطيع تغييرها في غياب البرلمان.
 
ويبدو أن الريس المعين لم يتلق تهنئة سوى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لذا أبرزت الصحف تهنئته "للشعب المصري على نجاح الاستفتاء"، بحسب "المصري اليوم".
 
أوكازيون الأرقام المتضاربة
 
استمر تضارب أرقام المؤشرات الأولية للاستفتاء، التي أعلنتها الصحف اليوم، في ظل تأكيد أن النتائج الرسمية ستعلنها اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات غدا، وفيهذا الإطار جاء مانشيت الأهرام يقول: "المؤشرات 98% قالوا نعم للدستور". وذهبت الجريدة إلى أن نسبة التأييد للدستور تراوحت بين 98% و100% في اللجان الفرعية وفقا للمؤشرات الأولية لنتائج الفرز.
 
لكن جريدة "الأخبار" ذهبت في مانشيتها إلى أن: "97% قالوا نعم".. وأن 20 مليونا شاركوا بالتصويت..فيما واصلت جريدة الجمهورية "أوكازيون" تضارب الأرقام فجاء مانشيتها: "اكتساح".. "96,7%" قالوا "نعم" للدستور.. والنتيجة النهائية غدا".
 
رقم ال (98%) للمؤيدين مالت إليه أيضا جريدة "الشروق" إذ ذكرت أن نسبة التصويت ب "نعم" في الاستفتاء بلغت 98% وفق رصد "الشروق" لمؤشرات النتائج الأولية في اللجان العامة والفرعية..مشيرة إلى أن هناك 21 مليون "نعم" للدستور"..مقابل 10 ملايين لدستور الإخوان.
 
لكن جريدة "المصري اليوم" ذكرت أن نسبة المؤيدين تصل إلى أكثر من 95% فقط بنسبة مشاركة بلغت 40%.. وعلى الرغم من أن النتيجة الرسمية لم تُعلن بعد إلا أن الجريدة صدرت بمانشيت يقول:" دستور 30 يونيو يحكم مصر".. وعناوين تقول: "المصوتون ب"نعم" ضعف مؤيدي دستور "مرسي".. وموسى للإخوان: عودوا للعملية السياسية.. والجماعة تقول: "لا" بدماء طلبة الجامعات.
 
وشاركت جريدة "الوطن" في الأوكازيون المنصوب فذكرت في مانشيتها أن "المؤشرات النهائية: "نعم" 96%.. والمشاركة 39,6%.. عدد الناخبين يقترب من 21 مليونا مقابل 17مليونا في 2012.. "نعم" تكتسح معاقل الإخوان، خاصة  كرداسة وحلوان والحوامدية وحتى قرية "العدوة" مركز رأس الرئيس المعزول محمد مرسي، بحسب "الوطن".
 
أما صحيفة "الوفد" فزعمت أن النتائج الأولية للاستفتاء -بدون لجان الوافدين والخارج وشمال سيناء- تشير إلى "أكثر من 18 مليونا و659 ألف"نعم" للدستور.. نسبة الحضور تتجاوز 26% (في الصفحة الثالثة ذكرت الصحيفة أن نسبة الحضور تحاوزت 50%)، والموافقة 98,13% والرفض 1,87%".
 
وأشارت "الوفد" إلى ضبط 444 اعتبرتهم بلطجية استخدمهم الإخوان لإفساد الاستفتاء.
 
"الشعب" تسبح ضد التيار
 
لكن جريدة "الشعب" المعارضة شددت في عناوينها المثيرة اليوم على أن "دستور الدم باطل"، وأن أكثر من 90% من الناخبين قاطعوا الاستفتاء، وأن الانقلاب عاد إلى أزهى عصور التزوير.. وأن أمريكا تبارك العرس الدموي، وترفع الحظر عن إرسال السلاح، وأن: "13 شهيدا وعشرات المصابين.. قربان الشعب من أجل الحرية"، وأن تقارير حقوقية رصدت أن 8% نسبة من شاركوا فقط.. وأنالشعب قاطع الاستفتاء بكثافة.
 
وكتب رئيس التحرير مجدي أحمد حسين أنه :"انتصر الشعب في معركة إسقاط الدستور المزور.. ويستعد للمواجهة الكبرى في 25 يناير.. الاصطفاف كما كان.. كل قوى الشعب ضد كل مكونات نظام مبارك.. لن تحكمنا الدبابات.. وسنظل نحاصركم بالملايين حتى تسقطوا..سنصبر على الموت حتى ينضم إلينا شرفاء الجيش.. أمريكا تكشف عن وجهها القبيح وتنضم إلى عرس التزوير الدموي".
 
نتائج الاستفتاء تفويض للسيسي
 
في إطار الدعاية الانتخابية للفريق السيسي، نشرت جريدة "المصري اليوم" تقريرا بصفحتها الأولى يقول: " ومن الحب ما أبطل الأصوات.. قلوب ل "السيسي" على أوراق الاستفتاء".. ذكرت فيه أن أصواتا باطلة كانت تعبر عن مشاعر الناخبين، وأنهم فضلوا التعبير عن حبهم للفريق السيسي برسم قلوب على اختيار "نعم" للدستور، وبجوارها اسم السيسي..أو كتبوا عبارات تعبر عن ولههم به، مثل : "السيسي حبيبي".
 
في الاتجاه نفسه جاء مانشيت "اليوم السابع" بقول: "الكرة في ملعب السيسي.. مليونية في التحرير لترشيح السيسي رئيسا واحتفالات ضخمة بإقرار الدستور وذكرى ثورة يناير.. سياسيون: الاستفتاء كان تصويتا على شعبية وزير الدفاع.. ومصادر: الجيش مستمر في تأمين المواطنين والشوارع وأحبط مخططات لإحراق اللجان بالقاهرة الكبرى".
 
وذكرت الصحيفة أن هناك 21 حزبا سياسيا و9 حملات أخرى داعمة لترشح السيسي تتبنى تنظيم هذه المليونية يومي 24 و25 كانون الثاني/ينايرالجاري بميدان التحرير.وهي الحملة التي تتعارض مع دعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" لتنظيم مظاهرات احتجاجية في هذه الذكرى بالميدان في التاريخ نفسه.
 
في السياق ذاته، نشرت "الوطن" تقريرا بعنوان: "قوى إسلامية تحشد ل "25 يناير" لمطالبة "السيسي" بالترشح للرئاسة. ذكرت فيه من تلك القوى: الطريقة العزمة الصوفية، وبعض أنصار التيار السلفي كالشيخ أسامة القوصي، وحركة "تمرد الإسلامية"، و"التحالف الإسلامي"، وكلاهما كيان غير موجود على أرض الواقع.
 
كما نقلت الصحيفة عن موقع "بلومبرج" الإخباري الأمريكي قوله إن دول الخليج تريد السيسي رئيسا لمصر، وإن العاهل السعودي الملك عبدالله حذر كيري وزير الخارجية الأمريكي من التخلي عن مصر.
 
انتخابات رئاسية قبل البرلمانية
 
أشارت "الأخبار" إلى أن انتخابات الرئاسة ستجري خلال شهر، وأن اللجنة اللعليا ستحدد شروط الترشح.
 
فيما تساءلت "الوطن": ماذا بعد الاستفتاء على الدستور؟ وأجابت: "تعديلات على قانون الانتخابات الرئاسية.. والرئيس المنتخب يعد قانون الانتخابات البرلمانية وانتهاء مستقبل تنظيم الإخوان الإرهابي".
 
وصدرت جريدة "الدستور" بمانشيت يقول: "قرار جمهوري خلال ساعات بالدعوة لانتخابات رئاسية.. وتصريحات عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين: الشعيب يثق بالفريق السيسي..والمزاج المصري لا يحتمل قائدا غيره". وأشارت الصحيفة إلى أن وفدا رفيع المستوى من الكونجرس سيصل إلى القاهرة غدا يضم رئيس لجنة المعونة العسكرية في المنطقة العربية.
 
شماتة في الإخوان المسلمين  
 
أظهرت جريدة "الأخبار" شماتة واضحة بجماعة الإخوان المسلمين إذ قالت في عناوينها : "الشعب يكتب شهادة وفاة دستور الإخوان". وأضافت: "العالم يهنيء مصر. ويعترف: الاستفتاء ضربة قاضية ل"الجماعة". .
 
وقريب من ذلك ما ذكرته جريدة "الأهرام المسائي" إذ قالت: "ثورة نعم تحرر شرعية 30 يونيو من قبضة الإرهاب.. الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني تشيد بعزيمة الشعب وإرادته في "الإعدام السياسي" للإخوان.. يونس مخيون رئيس حزب النور: المؤشرات كشفت زيف الجماعة".
 
ولم يتورع اللواء أركان حرب حسام سويلم عن صف الإخوان في جريدة "الوفد" بأنهم: "دجالون في فكرهم وعقيدتهم".. فيما طالبهم كمال الهلباوي نائب رئيس لجنة الخمسين -في الجريدة نفسها- بالابتعاد عن السياسة.
 
وغير بعيد صدرت "التحرير" بمانشيت يقول: "مصر تسقط الإخوان ب 97%.. مؤشرات شبه نهائية لنتيجة الاستفتاء: 21 مليونا صوتوا ب "نعم" للدستور.. ومصدر ب "العليا": المشاركة43%..وخبراء: المصريون فوضوا السيي للترشح للرئاسة في صندوق الاستفتاء".
 
غياب الشباب.. ومهاجمة "النور"
 
على صعيد الشباب، نقلت جريدة "الوفد" عن سعد الدين إبراهيم مدير مركز "إبن خلدون" قوله: "إن المؤشرات الأولية تشير إلى تصويت  نحو 27 مليون مصري على الدستور، بنسبة 55%"، لكنه أقر بانخفاض نسبة الشباب الذين شاركوا في الاستفتاء، بسبب إحساسهم بأن الثورة قد سرقت منهم،كما قال.
 
فيما اعتبر وائل عبدالفتاح -في مقاله بجريدة التحرير بعنوان "رسائل الاستفتاء ..الخدعة والمكايدة" أن: "غياب الشباب عن الاستفتاء أقوى رسالة منذ 30 يونيو"،  مشيرا إلى أن الشباب يمثلون أكثر من 60% من المجتمع.
 
لكن جريدة "الدستور نقلت في صفحتها الثالثة على لسان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي تأكيده أن "ما يروج بشأن عدم مشاركة الشباب في الاسفتاء تضليل للرأي العام، بدليل أن عملية الاستفتاء تم تأمينها بواسطة 400 ألف من رجال وشباب الجيش والشرطة".
 
وعلى صعيد الانتقادات الموجهة لحزب النور، تساءلت جريدة "الشروق" عن لغز غياب الناخبين عن صناديق مرسى مطروح (أحد معاقل الحزب)، وفسرته بأنه يرجع لأربعة أسباب: تأثير صقور السلفيين، وصراعات قيادات الدعوة السلفية، وفشل المصالحة، وضعف قدرة العُمد على الحشد".
 
وكان جاذبا للانتباه ما كتبه علاء عريبي في جريدة الوفد تحت عنان :"السلفيون خدعونا وساندواالإخوان"..
 
ومن ناحيتها، اعتبرت "التحرير" أن "النور حضر في المؤتمرات..وغاب في التصويت".
                                                  
مذبحة للقضاء ..وتأديب لقضاة
 
انفردت جريدة "اليوم السابع" ب "التبشير" بمذبحة جديدة للقضاة بتقرير نشرته بعنوان: "التفتيش القضائي يطهر القضاء من الإخوان بعد الاستفتاء.. كشف مبدئي  يضم 172 قاضيا بينهم زوج باكينام الشرقاوي ونجلا "مكي".
 
ومن الأخبار ذات الدلالة التي نشرتها الصحف المصرية اليوم في هذا السياق قرار الرئيس المؤقت عدلي منصور بنقل قاضي التحقيق السابق في قضية الطيارين الذي كان أحال المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق وآخرين إلى الجنايات لاتهامهم في وقائع فساد بوزارة الطيران المدني..نقله إلى وظيفة إدارية بوزارة القوى العاملة والهجرة. فضلا عن صدور قرار جمهوري آخر بنقل القاضي السابق بمحكمة بورسعيد مينا وجيه حنا إلى ووظيفة إدارية بوزارة التنمية الإدارية، دون الكشف عن دوافع هذا القرار.
 
معاشات التضامن.. ومصير المهندسين
 
من الأخبار المهمة التي أبرزتها صحف الجمعة أيضا: ما جاء من زيادة معاش الضمان الاجتماعي.."لمواكبة نتائج الاستفتاء على الدستور"، بحسب جريدة "الأهرام" إذ قررر مجلس الوزراء زيادة قيمة معاش الضمان الاجتماعي بنسبة 50% من أول كانون الثاني/يناير الحالي، على أن يستفيد من هذه الزيادة مليون ونصف المليون مواطن من الأسر الأكثر فقرا في مصر.
 
كما أبرزت الصحف أن نصف مليون مهندس يحسمون اليوم مصير نقابتهم إذ يشاركون في جمعية عمومية غير عادية لبحث سحب الثقة من النقيب وأعضاء مجلس النقابة (الإخوانيين). بحيث يكتمل النصاب بحضور الربع، وبعد ساعتين تنعقد الجمعية بحضور 300 مهندس فقط.
 
تحرير عمالي.. وإحراق مواطن
 
ومن الأخبار الطريفة التي وجدت طريقها إلى النشر بصحف الجمعة، نبأ تحرير ثالث قيادي عمالي اختطف في سيناء بعد أن جمع بعض المستشارين العماليين بوزارة القوى العاملة بصفة شخصية  مبلغ 150 ألف جنيه مصري (نحو عشرين ألف دولار أمريكي) لدفع الفدية المطلوبة لتحرير زميلهم محمد عيسى بعد أن سدد زملاء سابقين له مبلغ  450 ألف جنيه (نحو ستين ألف دولار أمريكي )؛ لتحرير أنفسهم أيضا من الاختطاف.
 
فيما أشارت "الجمهورية" إلى خبر قيام مواطن بإحراق نفسه في ميدن التحرير احتجاجا على أزمة تعرض لها في الأردن إذ زعم عدم حصوله على مستحقاته المالية هناك.