مقالات مختارة

آثار الحكيم وعمرو خالد وشارون الإخواني وحكاية ‘الاسلام الجميل’؟

1300x600
يتأوه الطفل، الذي يظهر في الفواصل، في ‘الجزيرة’، ويتلوى من على صليب الجوع: انا جوعااااااان. الخشب لا يؤكل، والضمير الانساني لحم خنزير. هذا حال الشعب السوري، سوريا غدت مخيماً. بالمختصر: ‘الشعب السوري في اليوم العاشر’.

كنت أعتقد، ربما آمل أن يقوم فنانون، مثقفون كبار بعمل شيء، كأن يضربوا عن الطعام في ساحة عالمية؛ ‘تقسيم’، ‘هايد بارك’، ‘بيكاديللي’.. لم تعد من ساحات عامة في الوطن العربي، فالثورات العربية اغتيلت، وتنزف، عادت الانتخابات التي توصف ‘بالعرس الديمقراطي’. وعاد العريس الفحل، الوحيد، الجذاب، الذي يفتن الحسناوت والقبيحات ويرتدي بدلة ‘السبايدرمان’ العربي، العسكرية!

انتخابات معروفة النتيجة، السيسي بات رسولاً للإسلام، بعد خاتم الأنبياء، كما يقول شيخ أزهري، و’الإسلام الجميل’ تجسده سيدة مصرية ترقص أمام أحد مراكز الاستفتاء أو ‘الاستغباء’. الوصف للفنانة صابرين!

آثار الحكيم،التي رفعت شكوى انتخابية لأنها ضبطت قاضياً بالجرم المشهود، وهو التخابر مع الله في الصلاة، لو كان يرقص رقصة الإسلام الجميل، لفرحت مثل صابرين. كنت أظن أنّ الدستور الجديد يتسع للموحدين والوثنيين، فمصر ليست الجزيرة العربية، التي تطرد المشركين!

قبل سنتين كان العرب يستبشرون بمقولة ‘العشرة المبشرين بجدة’، وهاهو حمدين صباحي، المناضل القومي المعروف، الذي غازل الانقلاب، لا يجد اسمه في كشوف الناخبين! لعله لم يكن إنقلابيا كاملاً، فهو ما زال يعتبر حماس منظمة وطنية. لن يستطيع هذا الناصري منافسة ‘السبايدرمان’، مع أنه تصاغر كثيراً أمامهم حتى يكسب الكرسي، و’الدنيا تؤخذ غلابا’. 

عبد الرحيم علي (في برنامج الصندوق الأسود) أثخن حمدين بالضرب والطعن في الظهر، وعاد إلى تاريخه القديم وتحالفه مع الإخوان، وكشف عن ‘خيانته’، ومثّل بجثته السياسية، سيحرقون حمدين صباحي، ويرمون رماده الرمزي في النيل، الذي يصب في بحيرة الدستور المصري. 

طبعاً الإسلام الجميل تجسده السيدة الراقصة، والشيخ أحمد كريمة، الذي حلّ ضيفاً عند مذيع جزائري، دفع رباعي، فصيح في قناة ‘الميادين’، المذيع يثرثر كثيراً، يخطب، ويخطف الحديث من ضيوفه، فهو مذهول من ذرابة لسانه، وكان قد استضاف أستاذ الشريعة الإسلامية في الأزهر الشريف، وعلاء أبو النصر، أمين حزب البناء والتنمية. وكان العدل أن يستضيف واحداً من الإخوان في المنفى، المهم أن ‘أبو النصر’ لم يكن ضعيفاً، وكشف القناع عن كريمة، فغضب مدير البرنامج ودافع بشدة عن الشيخ ‘المعصوم’، ‘الميادين’ قد تكون قناة الأقليات الدينية، ومنهم أقلية ‘الإسلام الجميل’؛ إسلام صابرين وأحمد الطيب، و لي جمعة، وبانجو، ومدرسة المشاغبين؟!

أما المجلس الذي أخرج الأيتام في البرد للغناء للسيسي، فأصبح اسمه ‘المجلس القومي للطفولة والأمومة والعسكر’.

يشكو صديقنا الشاعر أحمد زكريا أن صفحته على ‘الفيس بوك’ اصفّرت من وقع القناة، وشعار الكيماوي، وإشارة رابعة، ويروي الزميل الباسل سليم عزوز هذه الطرفة منقولة: مذيعة من أمام إحدى اللجان بتسأل العامل البسيط.. انت جاي النهارده تقول ايه يا حاج ؟ قالها جاي أقول نعم للانقلاب! قالت له مينفعش كده يا حاج.. انقلاب ايه؟ انت واخد حاجة قبل ما تيجي؟ قالها… بطانية وسروال!! نسمي السيسي البردان إذاً، بطل معركة البطاطين.

تحول أحمد خيري من مذيع إلى بطل اعلان تجاري، وكاد أن ينام في الاستوديو من نعومة البطاطين ‘المشحوتة’ من الدولة، التي فيها يتطاول بعض العرب بالبنيان، ليطلعوا على الغيب. دولة ناطحة السحاب مذعورة من الثورات ‘الإسلامية’، ومن الصعود التركي، وواقعة في حب ‘الإسلام الجميل’ على طريقة الاعلام المصري: عيش، مهلبية، علمانية، ليبرالية، بدلة عسكرية. وذروة سنام ذلك؛ رقصني يا جدع!

تبينّ من برنامج ‘الاتجاه المعاكس′: أنّ الشعب السوري يهوى السفر و فنزويلا والفلافل، منذ فجر الحركة التصحيحية يهوى الخروج في المظاهرات من أجل المطر، والنزوح إلى المخيمات من أجل لقاء الأحبة والأهل وراء الأسلاك الشائكة، الشعب السوري يهوى أيضاً سجن تدمر و صيدنايا من أجل تعلم اللغات الأجنبية، ويهوى الموت تحت التعذيب من أجل الحور العين، للحلقة خلاصتان: إحداهما أنّ شريف شحادة أثبت دعوى ماهر شرف الدين بإظهار صور زعيمين لا ثالث لهما، الثانية هي أنّ ‘الاتجاه المعاكس′ يجب أن يتجه من الإثارة إلى المعلومات، ولا مانع من الجمع بين الضرتين.

المولد النبوي

نعود إلى ‘الإسلام الجميل’، والببلاوي الذي حمد ‘الطبيعة’ لأنها تقف معاهم في يوم الاستفتاء وإلى عطية منصور (هكذا يسميه الساخر حمزة زوبع) الذي فصل في المعركة بين قوى النور وقوى الظلام. 

احتفل ولي الله النوراني ‘أبو حمالات’ بالمولد النبوي، الذي بدأ مع ‘العهد الفاطمي’ واستشهد بولي الله الصالح توفيق الحكيم، ومثله إسلام ياسر البرهامي الجميل، الذي يشهد ‘لا إله إلا الله’ بالبنصر الانتخابي المحمر بالفوسفور المصري سريع الإزالة، لا بالسبابة، ويتوقع كثيرون أن يجد اسمه في جدة مع صباحي وبن علي وليلى الطرابلسي، فجدة ستتحول إلى منفى محرومين من الاستفتاء.. المقدس.

شارون أو نحرق جبل صهيون!

جنازة عادية مألوفة للقائد الصهيوني، الذي شارك في حروب العرب جميعها، والذي بقي ينازع سكرات الموت عقداً. عاش شارون ثماني سنوات في الحاضنة يرضع السكر من المصل، ثم مات.

اسرائيل لم تعلن الحداد أربعين يوماً، لم تكلف المؤسسات الحكومية بزيارة ضريح ‘القائد الرمز′ والتبرك به، لم تتحول مقبرته إلى مزبلة لباقات الزهور، وبحيرة شمع، حاولت أن ارصد تعليقات ظريفة عن موته، فوجدت عبارات عادية مثل: لم توزع الضاحية البقلاوة، شارون مات لكن أحفاده يحكمون كثيراً من الأقطار العربية.. شارون هو المرشد العام للإخوان المسلمين، حسب مظهر شاهين! 

بات شارون حمامة حرب، وفي إسرائيل حمامات حرب يتعبون بعد شهر من الذبح والدماء. إسرائيل تعيش ربيعاً لم يسبق له مثيل بفضل اغنياء العرب والسحاب والسكود والشبيحة، إسرائيل فيها أيضاً إسلام جميل.. والا إيه!؟

ربيب القرود

تنطبق على ممثلي الانقلاب في الفضائيات المصرية والعربية آية ‘وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون’، اعتقد أن أبرعهم هو هاني طرزان، الذي لم أفهم سر غضبه، عند ذكر محمد القدوسي اسم ‘القارون’ المصري حسين سالم!! لاحظت أنّ إعلاميي الانقلاب يثورون عند أسماء القارورين مثل سوايرس وسالم! يركبهم عفريت ويدخلون في الحيطة من الباب الخلفي. وهو ما ينطبق على مجدي حمدان أيضاً، أما مجدي شندي، الإعلامي الذي خلقه الله باسماً، مثل حمدين صباحي، فقد أثبت أنه شجاع ولا يخاف من السيسي، فقد كتب مقالاً في غابر الأزمان قائلاً لوزير نزع الملابس الداخلية: سنحاكمك، طبعاً أمام القضاء المصري الشامخ ومستشاره الذي يقود قوى النور ضد قوى الظلام.

عمرو خالد يجنن وهو يستفتي بديمقراطية وشفافية وإسلام جميل و’الصباع′ الفوسفوري المضيئ: تحيا أوكرانيا!