مقالات مختارة

تعذيب النساء في العراق

1300x600
تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي صدر يوم الخميس الماضي حول تعرض آلاف النساء في العراق للتعذيب والإهانة على يد حكومة المالكي وصمة عار في جبين العرب جميعا، لأن المرأة العربية عرض، ورحم الله المرأة التي خرجت لها جيوش المعتصم تشق الأودية والجبال والسهول حتى ترفع الغبن عن عرض مسلمة تعرضت للإهانة في بلاد الروم، فقد أفادت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان في تقريرها ان آلاف النساء العراقيات معتقلات بشكل غير قانوني ويتعرضن للتعذيب وأشكال اخرى من سوء المعاملة بما في ذلك الاعتداء الجنسي.

ويستند التقرير الى شهادات معتقلات وأقاربهن ومحامين ومسعفين ووثائق المحكمة ولقاءات مع مسؤولين مما يضفي عليه مصداقية كبيرة وقد ذكر التقرير ان «السجينات العراقيات ومعظمهن من الطائفة السنية يتعرضن للضرب والركل والصفع والصعق بالصدمات الكهربائية والاغتصاب في حين تم تهديد أخريات بالاعتداء الجنسي وأحيانا على مرأى من الأقارب الذكور ـ لمزيد من الإهانة والإذلال ـ بل أكد التقرير على ان كثيرا من النساء تعرضن للاعتداء الجنسي الفعلي أمام الأزواج والإخوة وحتى الاطفال في بعض الأحيان وأن كثيرا من هؤلاء النسوة أصبن بعاهات جسدية او أعدمن بعد ذلك بتهم تتعلق بتسترهن على مسلحين أو على أقاربهن».

هذه الاهانات المتعمدة للنساء العراقيات من أهل السُنة امام ازواجهن وأبنائهن وإخوانهن ربما لم تحدث في تاريخ العراق من قبل وهي ليست من شيم العرب اهل النخوة والمروءة والرجولة، فالمرأة دائما مصانة ولا تتم إهانتها بأي حال، وهؤلاء النسوة كلهن اعتقلن من اجل الضغط على عوائلهن من الرجال حتى يعترفوا بأنهم يعملون ضد حكومة المالكي، ولا توجد أي تهم مباشرة لأي منهن فكل ما يجرى لهن كما جاء في التقرير هو من اجل ان يكشفن عما يقوم به أزواجهن او أبناؤهن او إخوانهن، لكن ما يجرى لهن يكشف ليس عن انعدام المروءة والرجولة عند من يقوم بذلك من رجال حكومة المالكي فهذه انعدمت من زمن ولكن عن انعدام الانسانية وعن الحقد الطائفي اللعين الذي وصل بهم الى السادية البهيمية اللعينة.

وقد كان بعض جنود القذافي يفعلون هذا فابتلاهم الله بمن جاء ففعل فيهم أبشع مما فعلوا لأن هذه الجرائم البشعة الخالية من الانسانية لا يمكن ان تستقيم الحياة إن أمن فاعلها بل يسلط عليه دائما من ينتقم منه وإلا فسد الكون «ولولا دفع الله بعضهم ببعض لفسدت الأرض».

كثير من جنود القذافي الذين قاموا بهذه السلوكيات غير الانسانية من بقي منهم على قيد الحياة لا يجد الآن ملجأ بل هو مشرد في بلاد الدنيا لا سيما من مس منهم عرضا من أعراض الناس. وأذكر أني في حواري مع أحد قادة الثورة الليبية سألته عما تداولته الانباء عن ملاحقة بعض جنود القذافي وقتلهم اينما كانوا؟، قال: هؤلاء مسوا أعراضنا ومن مس عرضنا لا أمان له في أي مكان كان. وبالتالي فهؤلاء الذين يعتدون على أعراض حرائر العراق لن يكون لهم أمان في أي مكان كانوا والأيام دول، وهذه الجرائم البشعة لا تسقط بالتقادم لذلك فإنهم يفتحون بابا من الجحيم للثأر لن ينتهي ولو بعد عقود.

(الوطن القطرية)