صحافة إسرائيلية

جدل في الصحافة الإسرائيلية حول علاقات تل ابيب بواشنطن

نتنياهو، أوباما، بيريز - (أرشيفية)
تباينت وجهات نظر كتاب الصحافة الإسرائيلية الاثنين حيال العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، ومدى قوتها وقدرتها على الصمود خلال المرحلة القادمة؛ فبينما يعتقد بعضهم أنّ على إسرائيل مراجعة العلاقات بشكلٍ فوري وعاجل؛ بدعوى عدم التعلق بدولة بدأت عليها مظاهر الهرم والضعف، يرى آخرون أن لا وجود لإسرائيل بدون الشراكة الأمريكية وما فيها من دعم معنوي ومادي.

وفي هذا السياق طالب الكاتب الصحفي أمنون لورد "القيادة السياسية في إسرائيل بأن تراجع العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بممارسة ما أسماه "الحياد الإيجابي" تجاه الأزمة الدائرة بين واشنطن وموسكو، مؤكداً أنّ الحياد هو "الوصفة الصحيحة لإسرائيل". 
 
ونقل لورد عن كبار المحللين الأمريكيين في مقالته التي نشرتها معاريف الاثنين 24 آذار/مارس اعتقادهم "بأن الرئيس براك أوباما وإدارته يتعاملون بشكل كارثي في المواجهة العالمية التي يفرضها عليهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
 
وتساءل الكاتب كيف ينبغي لإسرائيل أن تتصرف حيال ضعف وتلبد الإحساس الأمريكي؟. 
 
وأشار الكاتب إلى أنّ الفرضية الأهم بنظرة أمريكا لإسرائيل كانت أن الأخيرة هي قوة عظمى إقليمية، وان المعاملة الودية من واشنطن تجاهها ستكون دوما منوطة ببث الصورة الإسرائيلية لقوة عظمى إقليمية. وقد خلق هذا أحد الشروط للقصور الخطير والتاريخي في أكتوبر 1973. وتحولت هذه النظرة فيما بعد إلى التعاطي مع إسرائيل كجهة خاسرة، وفي أعقاب الحربة اللبنانية الثانية هبطت مكانة إسرائيل في نظر الأمريكيين. 
    
وشدد على أنّ " معادلة العلاقات في السنوات ما بعد 1967 كانت محملة بالمصائب، ومعادلة اليوم هي جديدة وشوهاء". مؤكداً على أنّ هناك تغييرا جدياً يصل إلى "قمع مكانة وقوة دولة إسرائيل". 
 
وحاول الكاتب إثبات صحة ما ذهب إليه بالقول "تبث إدارة أوباما بان صداقتها تجاه إسرائيل محدودة فقط بوسائل دفاع شرعية مثل "القبة الحديدية" والحفاظ على خط الخنادق الأخير في حدود 1967. لا خلاف في أوساط المحللين الاستراتيجيين على أن الولايات المتحدة تركت في الشرق الأوسط فراغا، بل واكثر من ذلك تقبل الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وللتذكير فقط: فان التسكع المبتسم لجون كيري وكاترين اشتون مع ممثلي القوى العظمى الأيديولوجية الأسوأ بكثير من روسيا بوتين: أحد الحجارة الأساس لنظام آيات الله هو الثلاثي المقدس لنفي الكارثة، تشويه اليهود والصهيونية وحملة إبادة دولة إسرائيل. 
 
لا وجود لإسرائيل بدون أمريكا
   
   
وفي ذات السياق قال الصحفي يارون لندن "إنّه لا وجود لإسرائيل بدون أمريكا ولن يكون، وإن الواقع هو أن رئيس الولايات المتحدة يريد الخير لإسرائيل لكنه رئيس دولته وليس عضو في "البيت اليهودي". 

وأكد يارون أن أمريكا هي "الدولة الوحيدة في العالم التي تُمكنها مواردها الطبيعية وقوتها التقنية من أن تعيش في رفاه دون احتياج للآخرين تقريبا. وستتخلص بعد بضع سنين أيضا من الحاجة إلى النفط الرخيص المطمور في أراضي عدد من الممالك المتخلفة في الشرق الأوسط. ويقظتها متعلقة بها فقط وبضعف أمراضها الداخلية وهذا أهم ما يعني الرئيس".

وأضاف يارون في مقالته التي نشرتها يديعوت الاثنين 24 آذار/مارس أنّ "الإرهاب الإسلامي هيّج مواطني بلده وحث سلف أوباما على انفاق مئات المليارات وإضاعة حياة آلاف الجنود الأمريكيين في العراق وفي محاولة فارغة لإقرار الوضع في أفغانستان، لكن الإرهاب من وجهة نظر تاريخية ليس سوى حكة مضايقة في ظهر وحيد القرن. ومحاولة إسرائيل أن تجر الولايات المتحدة إلى القضاء على الصناعة الذرية الإيرانية كانت رهانا حسنا لكن بلا أمل، فليست إسرائيل حاملة الطائرات البرية التي تساعد أمريكا على فرض إرادتها على المنطقة المشاغبة بين باكستان وموريتانيا.

ونوّه إلى "أن الولايات المتحدة تشتري العقول الخلاقة للتقنيين الإسرائيليين وتنقلها إليها فخُمس العلماء الإسرائيليين يعملون في الولايات المتحدة. وكثير من العلماء الرواد في الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة في مجال الحواسيب والذكاء الصناعي إسرائيليون. 

وخلص إلى القول "ليست التطبيقات التي تصيبنا بالدوار سوى نقل تقنيات ممتازة منا إليها. وما كان الذكاء الإسرائيلي ليترجم إلى آلات استخبارات وآلات تدمير من غير مال أمريكا وإرادتها الخيرة وليس لنا وجود بغيرها ولن يكون أيضا في المدة التاريخية القريبة".