قضايا وآراء

السلفية أم السيسية

1300x600

السلفية كلمة جميلة محببة إلى النفس تعني الرجوع إلى سيرة السلف الصالح وتتبع آثارهم، والسير على خطاهم، واتخاذهم قدوة لنا، والسلف الصالح هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعون بإحسان من علماء وزهاد وصالحين.

إن السلفية عقيدة وفكر، إنها إتباع لما جاء به رسول الله صلى الله عليه سلم من الهدى والخير، ومن منا لا يتمنى أن يصبح مثل هؤلاء الذين هداهم الله لطاعته وحسن عبادته، فأصبحوا منارات هدى لكل المسلمين.

زعموا أن رجلاً راكباً على فرسه يرتدي عباءة جديدة وحلة قشيبة، وفرسه مزينة أنيقة، لقي شخصاً يعرفة يسير على الأرض بثياب رثة ممزقة وقد أنهكه التعب، فقال الراكب للماشي: والله إني أحبك، فرد عليه الماشي: كذبت، لو كنت تحبني ما كان لفرسك برقع وليس لي عباءة، ولما سرت أنا على قدمي وركبت أنت. 

أيها السادة: إن من يريد أن يتشبه بقوم يجب أن يعمل مثلهم، فلا يكفي التشدق أننا ننتمي للسلفيين ونسير على خطاهم، ولا نعمل لأجل رفعة هذا الدين وخير المسلمين، ونكتفي بإطلاق لحانا حتى تصبح بيضاء وقلوبنا لا تزال سوداء تنبض بالحقد واللؤم على المسلمين الصادقين العاملين لهذا الدين.

يا أدعياء السلفية: لم يكتف السلف الصالح بالشعائر التعبدية، وإطلاق اللحى وحف الشوارب وتقصير الثوب، وكحل العينيين، بل كانوا مجاهدين عملوا على إصلاح مجتمعاتهم، وتصدوا للفاسدين والظالمين، وصدحوا بكلمة الحق حتى دفعوا أرواحهم ثمناً لإصلاح مجتمعهم، وما قصة سعيد بن جبير الذي تصدى لظلم الحجاج عنكم بمجهولة، وهناك عشرات القصص الأخرى التي برعتم في سردها للناس ولم تستفيدوا منها.

يا أدعياء السلفية: لقد تجرأتم على الله وعلقتم صور الظالمين القتلة داخل المسجد، بل وأخرجتم نساءكم إلى الشوارع يرفعن صور السيسي ويسبحن بحمده.

أيها الأدعياء: لقد أصدرتم الفتاوى بجواز قتل المسلمين وحرقهم، وقلتم إننا نتقرب إلى الله بانتخاب السيسي الذي سيطبق الإسلام، وأفتيتم بجواز سكوت الرجل عن اغتصاب زوجته أو محارمه حتى لا يُقتل، فأي سلفية هذه التي تتحدثون عنها، وأي تشويه للدين هذا الذي تمارسون، فلتكف ألسنتكم عن التحدث باسم السلفية، ولتختاروا لأنفسكم اسما آخر وليكن السيسية.