صحافة دولية

الغارديان: السيسي يواجه نفس التهم التي وجهها لمرسي

السيسي يعلن "خارطة الطريق" بعد الانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب - أرشيفية
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها: "دارت مصر دورة كاملة مع تنصيب جنرال عسكري جديد في منصب رئيس الدولة بعد انتخابات قاصرة وإشكالية" مضيفة أنه "كل ما أؤمل بتحققه عندما تمت الإطاحة بنظام مبارك عبر سلسلة من الاحتجاجات العامة غير المسبوقة في عام 2011 – تحقيق الديمقراطية وإمكانية توصل الإسلاميين واللبيراليين والمحافظين اتفاقات تاريخيا، وتفكيك الدولة البوليسية المنتفخة- كلها الآن تحولت لرماد".

 وترى الصحيفة أن ما حدث هو أن "جنديا متعلق بتقاليد العسكرية التي ينتمي إليها جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، يتقدم نحو العرش، مع أنه لا يتمتع بالموقع والميزة التي تمتع بها الرئيسين الاثنين من الثلاثي العسكري"، الذي حكم مصر منذ ثورة يوليو 1952".

وعلقت الصحيفة بالقول: "لا يوجد أي سبب للشك في اعتقاد أن المشير عبد الفتاح السيسي يقوم بواجبه، أو أنه متأكد أنه بدون اليد القوية التي وعد بها فستنزلق مصر نحو التدهور الذي لا يمكن إصلاحه"، وفق الصحيفة.

 وأضافت: "بدعم كبير من الإعلام الذي تسيطر وتؤثر عليه الحكومة حاول جاهدا خلال الحملة الانتخابية وفي الأشهر التي سبقت إعلانه الترشح للمنصب تقديم صورة رجل دعاه الواجب ليقود الأمة". 

ولكن الصحيفة تعلق إن محاولة السيسي الحصول على التفويض تأثرت بالطريقة التي انتخب بها "فزعمه بأنه رجل المصير والذي يؤمن به، وأنه الرجل الذي ستختاره الأغلبية المصرية الساحقة التي تريده أن يكون رئيسها قد تأثر بالطريقة التي انتخب بها".

فالأمر ليس متعلقا بحسب الصحيفة في أنه "لم يواجه منافسا قويا لانتخابات الرئاسة، وليس لأنه كان بإمكانه استخدام المصادر التابعة للدولة والخاصة في حملته الانتخابية، وليس لأنه اعتمد بشكل كبير على الإعلام المتذلق الذي قام بقمع وتهديد أي عنصر ناقد، فرغم كل هذا.. لم يكن قادرا على دفع الناس للمشاركة والتصويت في مراكز الاقتراع".

وأوضحت ذلك بأنه "تم التملق إلى الناس وتهديدهم وتحذيرهم وتمديد أيام الاقتراع ليوم ثالث، ومع ذلك، فالأرقام التي سيتم الاختلاف عليها تقول إن السيسي فاز بنسبة 93.3% من حجم مشاركة وصلت إلى 46%، ما يعني أن أكثر من نصف المصريين الذين يحق لهم الاقتراع لا يريدون السيسي أو لا يريدونه بالشكل الذي يدفعهم للخروج والتصويت له.. وإذا طرحنا المؤيدين للإخوان المسلمين الذين يتعرضون للقمع، فإننا لا نزال نحصل على أعداد كبيرة لا ترحب برئاسته"، أي السيسي.

وترى الصحيفة أن "الحكومات المناسبة يتم تشكيلها وفق بناء نسبة كهذه في العديد من الدول، ولكن هل هذه النسب كافية لرجل المصير؟ الرجل الذي يعتقد بناء على تقارير مسربة أن المصريين كسولين ومتراخين، وحان الوقت لكي يعملوا ليل نهار دون راحة، فأول شيء على السيسي مراجعته بعد نتيجة كهذه هي فكرته عن نفسه، فهناك عنصر من الخيلاء في شخصيته، وهذا ما بدا واضحا منذ ظهوره كرمز وطني بعد أن اختاره الرئيس محمد مرسي وزيرا للدفاع.. فقد قال أن اليد التي تؤذي المصريين يجب أن تقطع، قبل أن يقرر أن الرئيس مرسي شرير ويطيح به، وبرر قراره متهما مرسي بتقسيم البلد، وفشل في تشكيل حكومة وطنية، وفسر انتصاره بنسبة ضئيلة على أنه تفويض يسمح له بتغيير كل شيء".

ووتتابع بأن "السيسي الآن يجد نفسه يواجه نفس الاتهامات، وكذا الدول الغربية التي تدعمه اليوم بتحفظ، تماما كما دعمت مبارك قبله .. وتقول: في حالة ضبط فيها السيسي نزعته الديكتاتوية، وتراجع عن القرارات القمعية، وأنه عنف الأمن الذي قاد لمقتل أكثر من 1000 شخص شاركوا في تظاهرات سلمية وتصالح مع الليبراليين، وتخلى عن خطاباته عن الإرهاب، وتوصل لهدنة من نوع ما مع مؤيدي الإخوان المسلمين، وأنعش الاقتصاد دون مفاقمة معاناة الطبقة العاملة التي تعاني من أمد، فقد يكون ذلك الحل، مع أنه ليس الحل المناسب، مع أنه ليس الحل المحتمل.. ولكنه يكون ممكنا، خاصة إن كان لدى الولايات المتحدة نوع من التأثير، فيجب أن لا يتقبل الأمريكيون بالأمر أو يكتفوا بالحديث العابر"، بحسب الصحيفة.