ملفات وتقارير

فيسك: السيسي دكتاتور عربي جديد بنسبة تفويض أدنى

السيسي - أرشيفية
"الكل يرحبون بالإمبراطور المصري، ولكن ماذا عن نسبة 7%  الضائعة"، عنوان اختاره الكاتب البريطاني روبرت فيسك لمقاله الذي واصل من خلاله متابعة نتائج الانتخابات المصرية.
 
وقال إن انتخاب السيسي لا يمكن اعتباره بكل المعايير ديمقراطيا، ولكن الاستقرار في المنطقة هو ما يهم.

وتابع ساخرا بأن "الإنجاز العظيم، المدهش والذي لا يصدق للمشير السابق عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المصرية يضعه في صف العظام الذين لا ينمحي ذكرهم من التاريخ العربي الحديث: ناصر وأنور السادات وحافظ الأسد".

ولكن فوز السيسي الهائل جاء بأقل من 7% عن النسب التي حصل عليها الثلاثة في انتخاباتهم، فيما حصل صدام حسين على نسبة أحسن في انتخابات عام 2002 أي 100%.

وقال: "كل المجد للإمبراطور المصري حتى لو لم يحصل على النتيجة التي حققها وحش بغداد، ولكن من نحن حتى ننكر هذه الأرقام؟"، مشيرا إلى أن البريطانيين هم من اخترعوا عادة الأرقام هذه منذ تنظيمهم انتخابات في العراق قبل 93 لانتخاب الملك فيصل التي حصل فيها على 96%، ومن تلك الفترة أصبح الأمر سهلا"، وفق فيسك.  

وأشار إلى أن "مبارك حصل قبل 21 عاما على نسبة 96.3%، فيما حصل السادات على نسبة 99.95%، أما حافظ الأسد حصل على 99.98% في عام 1999".

وقال الكاتب: "لا يهم أن تكون السلطات المصرية أجبرت على الاعتراف بأن نسبة المشاركين في الاقتراع كانت أقل من 46%، ولم تكن نسبة 80%، التي تحدث عنها الرجل العظيم التي اعتقد أنه سيحصل عليها، وهو لا يمثل سوى 23.3 مليون بدلا من 80 مليون توقع أن يمنحوه التفويض".

أما المرشح الناصري "المرشح المنافس" والعاثر الحظ حمدين صباحي، والذي وصف نتائج الانتخابات بأنها إهانة لذكاء الشعب المصري، فلم يحصل إلا على نسبة 3% من أصوات الناخبين، وفق الكاتب.

ويعلق فيسك على صباحي بالقول: "رجل شجاع ضرب وسجن من قبل حمقى نظام مبارك، ولكن لماذا عذب نفسه وخاض الانتخابات؟"
والآن ماذا عن محمد مرسي الرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وانتخب بنزاهة وحصل على نسبة 51% في انتخابات عام 2012، والذي أطاح به نفس الرجل، فهو سيواجه سنوات في السجن بل وحتى الجلاد".

وتابع بأنه "إذا كان الإخوان المسلمون هم أصل الشر (نسخة السيسي  عن الواقع)، فإن هناك قلة من الغربيين الذين سيذرفون دموع التماسيح عليه".

وأضاف فيسك: "لم يكن لدى ناصر أي رادع لتصفية معارضيه، واليوم برئيس بتصويت متواضع قد يطلب العفو، ولكن بنسبة 93.3%؟".

وتساءل الكاتب ساخرا عن أول شخص سيهنئ السيسي على فوزه: "العاهل السعودي الملك عبدالله، فالسعوديون معروفون بتقاليدهم الديمقراطية في كل أنحاء العالم، ومن لا يندهش عندما تستمر المليارات السعودية بالتدفق الآن حتي تبقي على مصر والرئيس الجديد مستمرة؟ ومن ثم تأتي  خلف السعودية لاهثة ونافخة دول أخرى محبة للديمقراطية، وهي دول الخليج باستثناء قطر، تثني وتعد بالدعم". 

وتابع "ومن ثم يأتي المعجبون الغربيون بالسيسي، مثل توني بلير الذي لن يتخلف عن الحفل، وكذا أوباما الذي يجب أن يقفز فوق الحاجز.. وستكون مهمة أوباما سهلة حيث سيبتسم للسيسي خاصة أنه هنأ حامد كرزاي الرئيس الأفغاني بعد أن فاز في الانتخابات المزورة قبل أربعة أعوام، وفي حالة السيسي سيرفق أوباما كلامه حول عملية التحول الديمقراطي، ولا يمكن رؤية التحول في بلد قال رئيسه أن على سكانه الانتظار 20 عاما حتى تصل إليهم".

وقال إن هناك قلة يريدون التعليق على هوية الـ 50% ممن قرروا عدم التصويت للسيسي أو المشاركة في الانتخابات، "وبالتأكيد هم جيل ثورة 2011، الشباب والليبراليين الذين دعموا بحماقة السيسي في انقلابه عام 2013 ولم يسألوا أنفسهم إن كانت لدى الجنرال طموحاته".

واختتم فيسك قائلا: "ليلة أمس اجتمع مؤيدوا السيسي في أشهر منطقة في القاهرة- ميدان التحرير- للاحتفال بانتصار الرئيس الذي أطاح بسلفه في انقلاب عسكري، ثم بحث عن الدعم الشعبي من خلال سياسات غامضة عن التقشف والعبارات الوطنية، أحضروا عائلاتكم قيل للمتظاهرين، عمل، عائلة، أرض الأباء، كلام معروف؟".