صحافة دولية

صندي تلغراف: في الرقة يوثقون ممارسات داعش بالكاميرا

مجموعةمن تنظيم الدولة يمارسون الذبح ضد البشر - أرشيفية
في تقرير أعدته كل من روث شيرلوك وكارول معلوف في صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية، عن الحياة  داخل مدينة الرقة السورية مركز قيادة "الخلافة" لـ "تنظيم الدولة "–  داعش، ذكرا أن "آخر مرة عرف فيها العالم عن عملية صلب داعش لأحد سجنائه كانت من أبي إبراهيم الذي خبأ كاميرته في كم قميصه".

أبو إبراهيم واحد من فريق مكون من 16 شخصا ممن غامروا بحياتهم لتصوير وتوثيق الحياة في الرقة في ظل داعش. فبغياب صحافيين، سواء أكانوا محليين أم أجانب، تعتبر المعلومات التي يحملونها على موقعهم في الإنترنت مهمة جدا في ظل التهديد الذي يمثله "تنظيم الدولة" اليوم على منطقة الشرق الأوسط والعالم. 

وبالإضافة لتوثيق عمليات الإعدام العامة والصلب التي أصبحت أمرا اعتياديا، يقوم الناشطون بتصوير مقرات الجهاديين ومعسكراتهم في المدينة. ويقول الفريق إنه حاول المساعدة في البحث عن الصحافي جيمس فولي، من خلال وضع معلومات عن الأماكن التي تكهنوا أنه معتقل فيها.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تخطط لتوسيع الضربة العسكرية إلى سوريا؛ فنشر معلومات كهذه قد يؤثر على الجهاديين، وهو ما دعا داعش إلى وضع أبي إبراهيم وفريقه على قائمة المطلوبين. 

ونقلت الصحيفة عن أبي إبراهيم قوله: "في آخر ثلاث خطب جمعة هاجمنا تنظيم الدولة، وقال إننا أعداء الله"، مضيفا أنه لا يعرف "كيف استطعنا التخفي كل هذه المدة". 

ويقوم داعش بمداهمة مستمرة للبيوت بحثا عن الأشخاص الذين يديرون الموقع على الإنترنت، والذين يضعون شعار "الرقة تذبح بصمت". ويعيش الناشطون في بيوت متفرقة حول المدينة وينسقون فيما بينهم عبر الإنترنت. ويعتمدون على عملية تشفير معقدة حتى لا يتم الكشف عن هوياتهم من قبل "الهاكرز" التابعين لداعش. 

ويقول أبو محمد، وهو عضو آخر في المجموعة: "عندما نسمع عن مناسبة لتغطيتها، فإننا لا نتحرك أبدا في الشوارع معا"، و"بالنسبة لعمليات الإعدام نقوم بالتنسيق فيما بينا حيث يقوم كل واحد منا بالتصوير من زاوية معينةـ وبعضنا قد يكون قريبا من المكان حاملا تلفونه في جيبه، ويقوم آخر بالتصوير من بناية قريبة وآخر من محل تجاري قريب". ولا تخلو العملية التي يقومون بها من مخاطر عظيمة وتهديد على الحياة، وفقدوا واحدا منهم واسمه المعتز بالله الذي قتل بعد اكتشاف انتقاداته لداعش على "فيسبوك"، حيث اعتقل وبعد 3 أيام علم أصحابه أنه قتل من رسالة على صفحته في "فيسبوك". وقام داعش في 29 نيسان (إبريل) بنشر صورة إعدامه بحسب أبو إبراهيم.

 وبعيدا عن مقتل المعتز بالله يواصل الشباب نقل ما يجري في الرقة التي يقولون إن الجهاديين الأجانب تدفقوا عليها من كل مكان، و"هناك  الكثير من الأوروبيين، حيث يحضر الرجل منهم زوجته وأبناءه معه، وهناك الكثير من الهولنديات".
 
وتقول الصحيفة  إن داعش الذي يدعو لهجرة الشباب يعطي مميزات للقادمين الجدد من سكن مجاني، وتغلق المحال التي صار معظمها يحمل شعار "الدولة الإسلامية" أبوابها خمس مرات للصلاة.

ويتم تعنيف النساء اللاتي يلبسن نقابا غير ساتر جيدا، ويطلب منهن اختيار قماش جيد. ويقوم داعش بتطبيق القوانين المتشددة ويعاقب من يعارض بيد من حديد. 

ويقول أبو إبراهيم إنه راقب الشهر الماضي عملية رجم فتاة  شابة "لا نعرف جريمتها، لكنهم قاموا بتخديرها قبل رجمها حتى لا تصرخ عندما تنهال عليها الحجارة". 

وبالإضافة لممارسات داعش، فإن السكان يعانون من قلة الدواء والعناية الطبية بسبب الغارات التي يقوم بها الطيران السوري على المدينة، فقد فر معظم الأطباء ومن بقي منهم لا شيء بيده لمعالجة المرضى.