سياسة عربية

سفير السودان بالقاهرة: لن نؤوي معارضي السيسي

السفير السوداني في القاهرة - أرشيفية
أكد عبد المحمود عبدالحليم السفير السوداني بالقاهرة أن السودان لن يكون أبدا ساحة لأى معارضة مصرية، على حد تعبيره، كاشفا النقاب عن أن السلطات المصرية منعت مؤخرا عقد اجتماع للمعارضة السودانية في القاهرة.
 
وقال عبد المحمود في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الصادرة الخميس: "نحن سعداء بأن مصر منعت مؤخرا اجتماعا لما يُسمى بالمعارضة السودانية، وهذا تطور مهم في علاقات البلدين، وقد نقلنا للسلطات المصرية -رسميا- تقديرنا لهذا الأمر، وأكدنا أن السودان بدوره لن يكون أبدا ساحة لأي معارضة مصرية".
 
ونفي السفير السوداني أن يكون السودان ملجأ لبعض القيادات الهاربة من مصر.
 
وقال: "توقعات المرجفين شيء، وما يحدث على الأرض شيء آخر، فنحن نأتي إلى مصر بأيد بيضاء مقبلون للعمل المشترك مع مصر، وقد سئمنا من حالات الشك والريبة الكثيرة في منطقتنا العربية، التي أخرت الشعوب أكثر مما تدفعهم للتقدم للأمام"، وفق وصفه.
 
وحول التعاون الأمني بين البلدين، قال عبد المحمود: "التعاون الأمني مستمر بين البلدين، والتنسيق قائم، وعززته الزيارة الأخيرة المهمة لوزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين للقاهرة، فأمن مصر من أمن السودان، وأمن السودان من أمن مصر، وهناك إدراك متزايد بأن استقرار مصر من استقرار السودان، وأن استقرار السودان فيه فائدة كبيرة لمصر، فأنت لا يمكن أن تنعم بالسلام، وجوارك مشتعل".
 
زيارة مهمة بتوقيتها ومضمون
 
وحول زيارة الرئيس السوداني يومي الأحد والاثنين المقبلين للقاهرة، قال عبد المحمود عبدالحليم: "زيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة مهمة في توقيتها ومضمونها، ففي توقيتها هي زيارة تاريخية لأنها الزيارة الأولى عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الأمور في مصر الشقيقة، كما تنبع أهمية الزيارة من أهمية الملفات التي ستبحثها، وهى ملفات تهدف لتعزيز العلاقات بين القاهرة والخرطوم، وجعلها نموذجا للدول الأخرى سواء في أفريقيا أو العالم العربي، وتعزيز العلاقات في المجالات الحيوية".
 
وأضاف: "المحصلة النهائية للعلاقات الثنائية دون مستوى الطموحات، والآن هناك إرادة سياسية عكستها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للخرطوم، وتعكسها زيارة الرئيس البشير المرتقبة للقاهرة، للعمل معا لجعل العلاقات الثنائية نموذجية".
 
وأضاف: "تأتى زيارة الرئيس البشير للقاهرة أيضا عقب فترة حراك إيجابي مهم بين البلدين، إذ تأتى عقب فتح المعابر البرية بين البلدين لأول مرة، وهناك آثار إيجابية كثيرة للغاية بدأت تظهر حاليا جراء فتح معبر "أشكيت- قسطل"، ومرور آمن رخيص الثمن للمنتجات المصرية للسودان، ومنها للدول الأفريقية وكذلك للمنتجات السودانية لمصر وللدول الأوروبية الأخرى".
 
وأشار إلى أنه بدأ تواصل اجتماعي وثقافي بين البلدين بشكل يومي، وأن فتح هذا المعبر يعبر عن تطور إيجابي مهم جدا في العلاقات المصرية السودانية، لأنه ليس هناك علاقات تجارية واستثمارية تظهر بدون بنية أساسية على الأرض، مشيرا إلى أنه سيعقبه فتح معبر "أرقين" غرب النيل، وهو جزء مهم جدا من الطريق القاري الذى سيربط القاهرة بكيب تاون بجنوب أفريقيا، على حد قوله.
 
وتابع: "زيارة الرئيس البشير للقاهرة تنبع أهميتها أيضا من سخونة الملفات الإقليمية التي ستبحثها القمة التي تهم القاهرة والخرطوم التي ستبحثها خاصة ملف ليبيا، فليبيا بلد شقيق، وبلد جوار لمصر والسودان، وتتأثران سلبا وإيجابا بما يحدث فيه من تطورات، وهناك آلية دول جوار ليبيا التي عقدت اجتماعاتها مؤخرا في القاهرة،  وخرجت ببيان يؤكد الحل السلمى للأزمة الليبية، ونبذ العنف، والحل الشامل للأزمة".
 
وشدد على أن الاجتماع القادم للآلية سيُعقد في الخرطوم، وأن زيارة الرئيس البشير للقاهرة ستتيح الفرصة للرئيسين لبحث ما يمكن تقديمه للشعب الليبي؛ لمساعدته في هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها، بحسب تعبيره.
 
وأشار إلى أن هناك ملفات أخرى في مجال العلاقات الثنائية التي ستفرض نفسها على قمة البشير والسيسي مثل موضوع إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والسودان، والعديد من المبادرات الأخرى في المجالات الثقافية والتعليمية، بالإضافة إلى موضوع الحريات الأربع الذي يسمح بالإقامة والتملك والعمل والانتقال للشعبين بين البلدين، ويجعل الحدود لا قيمة لها، ولذلك الزيارة ستتيح لأول مرة بحث العلاقات بين البلدين بشكل عميق".
 
وأضاف سفير السودان بالقاهرة: "أستطيع القول إن العلاقات بين القاهرة والخرطوم تسير الآن في الطريق الصحيح، وإن زيارة الرئيس البشير للقاهرة ستحدث انطلاقة كبرى في العلاقات بين مصر والسودان، كما أن زيارة الرئيس السيسي السابقة للخرطوم كانت تاريخية بكل المقاييس، ووضعت أساسا متينا للتواصل والثقة بين القيادتين والبلدين".
 
وتابع: "تأتى زيارة الرئيس السوداني للقاهرة لتكمل زيارة السيسي للخرطوم، ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التواصل، كما نستشرف اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي ستعقد قبل نهاية العام الجاري، ويترأسها من الجانب المصري المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، ويترأس الجانب السوداني الفريق بكرى حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، وستعقد الاجتماعات في القاهرة، وستسبقها اجتماعات وزارية في الخرطوم برئاسة وزيري خارجية مصر والسودان، عقب انتهاء زيارة الرئيس البشير للقاهرة".
 
سد النهضة ونظرية الكل رابح
 
وحول سد النهضة الإثيوبى قال السفير السوداني بالقاهرة -في حواره مع "المصري اليوم"-: "موقفنا واضح جدا من هذه القضية.. أعداء العلاقات المصرية السودانية يقولون ما يشاءون حول سد النهضة، وموقف السودان من السد، وهم يأتون بـ فرية كل يوم، ويكذبها الحقائق على الأرض"، وفق تعبيره.
 
وتابع: "موقفنا كان منذ البداية بأن نهر النيل يجب أن يكون مجالا للتعاون، وليس الاحتراب والنزاعات، فنهر النيل وحد شعوبنا، وهو يأتي بالخير للناس، ولا ينبغي أن يكون ساحة للخلافات، وإنما يجب أن يكون ساحة لإعمار العلاقات والمصالح المشتركة، ورأينا أيضا أنه لا ضرر ولا ضرار، فلا ينبغي تحقيق مكسب دولة على حساب مصلحة دولة أخرى. فالعلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا ليست علاقات معادلة صفرية، وإنما علاقات الكل رابح، وهذا المنهج نجح الآن، واجتماعات الخرطوم كرست هذا الأمر، وأن النهر للتعاون وليس للنزاع"، على حد قوله.