قضايا وآراء

طبيب العيون ضيع عين العرب

1300x600
ينصب الاهتمام الدولي هذه الأيام على مدينة سورية لم يكن يسمع بها كثير من السوريين أنفسهم، ألا وهي عين العرب أو (كوباني) كما يسميها قاطنوها من الأكراد السوريين، حتى أن الأحداث والمعارك الدائرة هناك بين قوات التحالف الدولي وتنظيم الدولة بدأت تأخذ حيزا أكبر و أهم من الحدث الرئيسي والمأساة الحقيقية والتي تبعد بضع مئات الأمتار جنوب (كوباني) وهي المأساة السورية.

ومن المفارقات أن الإعلام السوري ومؤسسات النظام السوري الرسمية والذي من المفترض أن تهتم بهكذا حدث سيما وأن عين العرب أرض سورية تتعامل مع هذا الموضوع وكأنه صراع دائر في دولة جارة ناهيك عن الوعود التي أطلقها رأس النظام في خطابه الأخير أثناء تأديته القسم بأنه لم ينسى محافظة الرقة والتي ما لبثت أن سقطت بأيدي تنظيم الدولة.

هنا يأتي السؤال حول سر البرود في التعامل الرسمي السوري مع حدث بهذا الحجم، فهل هو تكتيك سياسي يهدف إلى إشغال العالم وخلق منطقة صراع جديدة تبعد الأنظار عن الجرائم التي المرتكبة وبشكل لحظي بحق الشعب السوري بأكمله من قتل وتهجير وتدمير للبنية التحتية، أم أنه شبيه بتعامله مع ملف الجولان المحتل، حيث تم بيع هذه المساحة  من الأرض السورية وعبر تسويات دولية لتكون حلبة تصفية حسابات إقليمية ومنطلقا لرسم خريطة جديدة للمنطقة او ورقة ضغط بيد الغرب يستخدمها متى شاء ضد الدولة التركية.

فهل نجح الرئيس السوري (طبيب العيون) بذر الرماد في عيون العرب والغرب ليتفرغ للفتك بقلب الأمة النابض؟.