اقتصاد عربي

قنديل يحذر من تحول "استثمار" السيسي إلى "استحمار"

الصحفي المصري القريب من عبد الفتاح السيسي، عبد الحليم قنديل - أرشيفية
حذّر الصحفي المصري القريب من عبد الفتاح السيسي، عبد الحليم قنديل، من أن يتحول الاستثمار في عهد السيسي إلى "استحمار"، على حد وصفه، قائلا إن مشروع السيسي لا يبدو مباليا إلى الآن باعتبارات العدالة الاجتماعية، ولا باعتبارات توزيع المغارم، وفق قوله.
 
وكتب قنديل في مقال بعنوان: "استثمار أم استحمار"؟، في جريدة "صوت الأمة" التي يرأس تحريرها، بعددها الصادر غدا الاثنين، أن مصر تحتاج إلى استرداد نفسها، وإلى توليد الثقة بأن الاستثمار هذه المرة، (بعد مؤتمر شرم الشيخ) لن يكون بوابة نهب إضافية، وأن الاستثمار لن يتحول مجددا إلى استحمار، واستعباد لغالبية المصريين، على حد تعبيره.
 
واتهم قنديل مشروع السيسي بأنه يحمل الفقراء والطبقات الوسطى بأعباء وتكاليف فوق ما تطيق، وتزيد من عنت "بطولة البقاء على قيد الحياة"، التي يعيشها أغلبية المصريين، وتوالي موجات ارتفاع الأسعار، وتكاليف الخدمات العامة المتدهورة أصلا، وخفض دعم الطاقة، والدعم السلعي.
 
وأضاف أن هذا ما يريد السيسي مواصلته في برنامج إنهاء الدعم على مراحل سنوية، "بما يزيد من احتقان وغضب اجتماعي واسع يصح الالتفات إليه، ليس على طريقة الرئيس التي تواترت، ويقول فيها إنه لن ينتظر حتى يثور المصريون للمرة الثالثة، وإنه ليس حريصا على البقاء في منصب الرئاسة، فليس هكذا تورد الإبل، أو تستقيم الأوضاع، بل بجرأة وشجاعة التصحيح الذاتي، وبتوزيع الشعور بالعدالة، وبالانحياز الصريح لغالبية المصريين من الفقراء والطبقات الوسطى"، وفق قوله.
 
وأكد قنديل أنه يتوجب على السيسي تفكيك الاحتقان الاجتماعي والسياسي، قائلا إن "الإرهاب مشكلة ظاهرة تواجه مصر الجديدة، لكنها الأهون خطرا إذا قيست إلى الفساد الأخطر".

وتابع: "يملك السيسي أن يحقق امتيازا لسياسته الداخلية يساوي امتياز سياسته الخارجية، لو أنه التفت إلى عورات الداخل المصري، ولو أنه أنهى الثنائية المهلكة لوجود رئيس جديد يحكم بالنظام القديم ذاته، ولو أنه أقدم على كل ما هو حق وعدل، ووجه ضربة كبرى إلى تحالف البيروقراطية الفاسدة، ومليارات النهب"، وفق قوله.
 
ودعا قنديل السيسي في ختام مقاله إلى أن يقدم على المواجهة المؤجلة، واسترداد ثروات مصر المنهوية، لا أن ينتظر فقط استثمارات خارحية بمئات المليارات.. لا ينازع أحد في احتياج مصر إليها، لكنها تحتاج إلى استرداد نفسها، وإلى توليد الثقة بأن الاستثمار هذه المرة لن يكون بوابة نهب إضافية، وأن الاستثمار لن يتحول مجددا إلى استحمار، واستعباد لغالبية المصريين، وفق تعبيره.