سياسة عربية

هجوم على منزل وزير الأوقاف بمصر واتهام للسلفيين والإخوان

وزير الأوقاف المصري محمد جمعة - أرشيفية
هاجم مسلحون مجهولون منزل وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة بمسقط رأسه، بإحدى قرى محافظة بني سويف وأشعلوا النار فيه صباح الأحد.

ونقلت وسائل إعلام مؤيدة للانقلاب عن شهود عيان قولهم، إن المنزل تعرض للحرق بعدما قام أشخاص مجهولون يستقلون دراجات بخارية، و"يرتدون قمصاناً عليها شعار رابعة" بإلقاء زجاجات مولوتوف عليه، وأشعلوا فيه النيران.
 
ولم يسفر الحادث عن إصابات أو خسائر في الأرواح، حيث كان خالياً وقت الهجوم، كما غاب عنه الحارس الوحيد المعين من الشرطة لحمايته.

وبعد الحادث بساعات قليلة عقد وزير الأوقاف مؤتمراً صحفياً شرح فيه تفاصيل الاعتداء، كما أجرى مداخلات هاتفية مع عدد من القنوات الفضائية.

الوزير مستعد للشهادة

وقال الوزير مختار جمعة في المؤتمر الصحفي إن العملية الأخيرة لاستهداف منزله ليست الأولى، بل تعرض المنزل نفسه لمحاولة اقتحام منذ عام لكن أهل القرية تصدوا له، بينما كانت المحاولة الثانية بكتابة عبارات مسيئة له على جدران منزله.

وأضاف الوزير أنه نجا اليوم من الحرق داخل المنزل، وأن "العملية الجبانة التي تعرض لها مرت بسلام، داعياً الله أن تنجو مصر - أيضاً - من هذه الجماعات الإرهابية.

وأكد وزير الأوقاف أن الاعتداء على منزله، لن يزيده إلا إيماناً بقضية الوطن العادلة في مواجهة العمليات الإرهابية الغاشمة، معلناً أنه وهب نفسه للوطن ومستعد للتضحية والشهادة في سبيله".

وأضاف أن الاعتداء يدل على أن هذه الجماعات تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتقوم بهذه الأعمال لتوهم الشعب بأن لها وجوداً، وأنها لا تزال قادرة على التحرك وتهديد الأمن القومي للبلاد.

وشدد الوزير على أن الرسالة من وراء هذا الهجوم، ليست موجهة فقط لوزارة الأوقاف التي تشن حرباً واضحة ضد التشدد والإرهاب، لكنها موجهة لكل من يقف أمام هذه الجماعات، مضيفاً أن الحادث زاد تصميمه على ضبط الأمور بالمساجد ومواجهة الفكر المتطرف.

واستغل الوزير المناسبة وطالب بطرد من ينتمي لجماعة الإخوان، أو يتعاطف معها من الجهاز الإداري للدولة، وخاصة الأماكن الحساسة واتهمهم بعرقلة مسيرة الوطن، دون أن يوضح الرابط بين حرق بيته ووجود أعضاء بالجماعة في وظائف حكومية.

وحذر جمعة من أن وجود عناصر الإخوان في مفاصل الدولة التنفيذية أمر بالغ الخطورة، لأنهم لا أمان لهم ويستحلون الكذب والخيانة لتحقيق أهدافهم، مضيفاً أنهم يبيعون أسرار مصر لأعدائها في الخارج، على حد قوله.

وأعلن الوزير استبعاد قطر وتركيا من المشاركة في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، التي تنظمها مصر في شهر إبريل المقبل، ويشارك فيها متسابقون من 49 دولة، قائلاً إن الأوقاف لن تتعامل أبداً معهما لأنها تحرضان ضد مصر.

اتهامات للسلفيين

لكن الإعلامي يوسف الحسيني، اتهم من أسماهم "تلامذة ياسر برهامي"، نائب رئيس "الدعوة السلفية" بالتورط في حادث حرق منزل وزير الأوقاف. 

وأضاف الحسيني - عبر برنامجه على قناة "أون تي في" الأحد: "الذين قاموا بحرق منزل مختار جمعة هم تلامذة الشيخ ياسر برهامي الذي سمح له الوزير باعتلاء المنابر مجدداً"، مضيفاً أنت سمحت لبرهامي بالظهور على المنبر، وتظن أنه لن يتحدث في السياسة ويبث السم في العسل، بينما يهاجم برهامي الأزهر ويغذي المتطرفين بأفكار متشددة ليقوموا بتدمير الوطن ". 

من جانبه، قال الإعلامي مصطفى بكري في تدوينة له على "تويتر": "إن الاعتداء على منزل وزير الأوقاف، هو محاولة لإسكات صوت الوزير عن فضح جرائم الإخوان الإرهابية، ولكن هيهات"

ومنذ انقلاب يوليو 2013 تعرض منزلا وزيرين آخرين للاعتداء، هما منزلا وزيري الداخلية السابق
والحالي.

ففي أبريل 2014 أطلق مجهولون أعيرة نارية على منزل وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم بمدينة السويس واعتدوا على قوة تأمين المنزل، وأحرقوا سيارة شرطة في أثناء مشاركتها في دورية تأمين بالقرب من المنزل، دون خسائر في الأرواح.

وفي الثامن من مارس الجاري، وضع مجهولون قنبلة بجوار منزل وزير الداخلية الحالي اللواء مجدي عبد الغفار بعد ساعات فقط من توليه منصبه، وتمكن خبراء المفرقعات من إبطال مفعول القنبلة ولم تسفر عن أي إصابات.