سياسة عربية

مصري يسلم ابنه للشرطة لمشاركته في المظاهرات

تكررت حوادث تسليم أهالي لأبنائهم أو أقاربهم للشرطة في مصر - عربي21
على شاكلة الأم المصرية التي أبلغت عن ابنها لأنه عضو في حركة شباب 6 أبريل، كشفت صحيفة "الوطن" المصرية الصادرة الاثنين، النقاب عن قيام أب مصري بالإبلاغ عن ابنه، وتسليمه إلى الشرطة، لمجرد أنه يشارك في المظاهرات السلمية المناهضة لحكم العسكر.
 
فقد قالت الصحيفة إن الشاب خالد عبدالحميد، قضى شهرين في سجن ميت غمر بالدقهلية، وما زال مسجونا فيه حتى الآن، بعد أن قبضت عليه الشرطة، على إثر بلاغ تقدم به والده، رافضا مشاركة ابنه في المسيرات، وفق الصحيفة.
 
واستطردت "الوطن" بأن "خالد"، وهو شاب في العشرين من عمره، يمكث الآن بين أربعة جدران، خلف أسوار السجن، متذكرا مشاركته في المسيرات المؤيدة لمرسي، وهتافه ضد قوات الأمن، إلا أن المشهد الذي لم ينسه أبدا هو عندما قرر والده تسليمه إلى قوات الأمن، قائلا: "بيتي مايقعدش فيه حد إخواني"!
 
وأضافت الصحيفة أنه بعد أن قضى خالد شهرين في السجن، قرر أن يكتب رسالة، ويخاطب والده، ونشر هاشتاج "لماذا يا أبي؟"، يحكي فيها قصته، وكيف أن والده رفض مشاركته في المسيرات، فقام بتسليمه إلى الشرطة.

وفي الرسالة التي تناقلها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي  تساءل خالد: "ماذا فعل ليقضي شبابه مطاردا ويكمل بقية حياته في السجن، هل قتل، هل سرق، هل أجرم بشيء؟!".

وكتب خالد الآية الكريمة: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا)، مشيراً إلى أنه رغم الألم والمرارة من جراء فعل والده فسيشكره كثيراً لأنه أعطاه فرصة للاعتكاف لله.
 
وأوصي خالد الجميع بالصبر والصلاة والدعاء لكل معتقل بالداخل، والأحرار في الشارع.
 
ونقلت الصحيفة عن أحد أصدقاء خالد، خلال مشاركته في الهاشتاغ، رواية قصة صديقه، ففي البداية طرده والده من بيته، قائلا: "لو عاوز تشارك مع الإخوان يبقى تطلع بره بيتي"، وبينما كان خالد ينهي أوراق التقدم لامتحان الثانوية العامة اتفق والده مع الأمن كي يتم القبض عليه!
 
أم تبلغ عن ابنها عضو 6 أبريل
 
وكات قوات الشرطة المصرية، ألقت في منصف شهر كانون الثاني/ يناير 2014، القبض على شاب أبلغت عنه والدته، بدعوى عضويته في حركة شباب 6 أبريل.
 
وبدأت القصة بتوجه والدة الشاب علي الزيات، خريج كلية الحقوق، إلى قسم النزهة بمصر الجديدة، لتطلب عمل محضر يتهم ابنها بالانتماء لحركة شباب 6 أبريل، فتوجهت قوة من الشرطة إلى المنزل واعتقلته، واستولت على متعلقاته الشخصية، إلا أن الأم طلبت من ضباط الشرطة أن يأخذوا جهاز الكمبيوتر الخاص به، لأن عليه صورا تخص أنشطته، كما أنها أعطتهم هاتفه المحمول للسبب نفسه.
 
وفي القسم، قالت الأم: "الولد ده لازم يتربى.. وأنا هافضل ورا 6 أبريل، يا أنا.. يا هما"، وأضافت: "اللي مالوش خير في جيشه.. مالوش خير في حد".
 
وقد تم احتجاز علي في القسم، ثم تم عرضه على النيابة صباحا، حيث وجهت له تهم الانضمام لجماعة إرهابية محظورة تعمل على تعطيل القوانين، وتكدير السلم العام، ومؤسسات الدولة، وحمل شعارات خاصة بتلك الجماعة، للدعاية لأهدافها، وتنفيذ أغراضها، والتحريض على التجمهر بدون تصريح مسبق، وبث الرعب في قلوب المواطنين، بالإضافة إلى تهمة "التعدي بالضرب على والدته".
 
وفي أقواله، أنكر علي انتماءه لحركة شباب 6 أبريل، وقال إنه كان ينتمي لها قبل 30 يونيو 2013، وكان يقتصر على الأنشطة الاجتماعية والخيرية مع زملائه بها، كما أنه أنكر أي علاقة له بجميع الأحراز، باستثناء الأجهزة الخاصة به.
 
وفي صباح اليوم التالي، تغير حال الأم، التي أتت صباحا، بعد أن هدأت، وغيرت أقوالها في المحضر، فنفت انتماء ابنها لأي تنظيم سياسي، وقالت إن سبب ما فعلته هو غضبها من ابنها بسبب مشادة عائلية معه، وطلبت التنازل عن المحضر، فأسقطت النيابة جنحة التعدي عليها  بالضرب، بينما أمرت باستمرار حبس الشاب في القسم، بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية!
 
.. وزوج يبلغ عن مطلقته لرفعها "رابعة"
 
وكان شعبان يوسف البالغ من العمر 37 سنة، قام برفع دعوى قضائية ضد طليقته، أمام محكمة أسرة قسم أول المنصورة، للمطالبة بضم ابنته فاطمة، البالغة من العمر 8 سنوات إلى حضانته، متذرعا بقيام والدتها بنشر صور لها على موقع "فيسبوك"، وهي ترفع علامة "رابعة"!
 
وقال شعبان في دعواه إنه منفصل عن زوجته منذ ما يقرب من خمس سنوات، وكان عمر طفلته وقتها ثلاث سنوات، وإنه حريص على أن يتقابل مع طفلته بصورة مستمرة حتى يطمئن عليها، لكنه فوجئ منذ فترة قريبة بصورة ابنته على عدد من المواقع التي تنتمي إلى جماعة الإخوان رافعة شعار "رابعة".

 وأضاف أنه فوجئ بابنته تقول عن الرئيس الأسبق محمد مرسي (جدو)، وهو ما دفعه إلى التنبيه على الأم بعدم إشراك طفلته في مثل هذه الأمور، وإلا سوف يتخذ إجراء ضدها، ما دفع الأم إلى منع الطفلة من رؤية والدها، فحرر محضرا بالواقعة بقسم شرطة السنبلاوين، وضم له صورة ابنته من صفحة "الفيسبوك" الخاصة بالأم، وهي تلوح بعلامة "رابعة"!
 
إعلاميون يحرضون على إبلاغ الجار عن جاره
 
إلى ذلك، يمارس إعلاميون وصحفيون مصريون التحريض على قطع الأرحام، وإبلاغ القريب عن قريبه، بذريعة محاربة الإرهاب.
 
فكتب صبري غنيم بجريدة "المصري اليوم" الأربعاء 18 شباط/ فبراير 2015، مقالا بعنوان: "ماذا يحدث لو اكتشفت أن جارك إرهابي؟"، قال فيه: "أطالب كل مواطن بأن يدقق في جاره.. فقد يكون على حق في التنشين يوم أن يبلغ عنه إذا كان يقوم بعمل غامض"!
 
وفي السياق نفسه، أفتى دعاة محسوبون على وزارة الأوقاف المصرية بجواز تطليق الزوج زوجته، إذا وجدها تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، باعتبار أنها "إرهابية"، وهو ما أثار حفيظة الرأي العام، ورفض المؤسسات الدينية للفتوى، ما اضطر أصحابها إلى التراجع عنها.