كتاب عربي 21

الزند يعني عدم المؤاخذة بيت اللوح!

1300x600
لست أنا من يقول، عدم المؤاخذة إنما هو "زكريا موافي" لـ "سمير غانم" في مسرحية "المتزوجون"، ويشهد على ذلك الرقيقة "شيرين" في مشهد انتهى بضحك المشاهدين جميعا من معنى "الزند"، إي نعم، الزند في جسم البهيمة حفظك الله هو بيت اللوح.

الفعل "زند"، زند يزند زندا فهو زاند، والمفعول، عدم المؤاخذة، مزنود، مزنود جامد يعني، ويقول العرب، زند الرجل النار، أي أشعلها من عود الثقاب، ولعها، وزند القداحة، أي أخرج نارها، وزند الوعاء أي ملأه بالماء، ومصاحبة اللغة إلى بوابات القاهرة والاقتراب أكثر من الحالة المصرية، يأخذنا إلى المعنى: زنَد، بتشديد النون، أي كذب، وضيق، وشدد، وخنق الناس وطلع دينهم، ويقولون: زنَّد القاضي فلانا أي عاقبه فوق ما يستحق.

والحال أن الرجل، القاضي الزند، وزير "عدل السيسي" الجديد، له من اسمه كل النصيب، لعل اسمه وحده دون بقية السباكة هو الشيء الوحيد الصالح للاستعمال الآدمي، أما "بيت اللوح" نفسه، فهو صنف من الأقماع يكتب على غلافه "لا يؤخذ عن طريق الفم"، ولذلك تظل الطريقة الوحيدة للتخلص منه هي، عدم المؤاخذة، الحزق.

لا نعلم سببا واحدا، على سبيل الجزم، لتوق الزند إلى تقبيل الرجال من أفواههم، إلا أن الصور تملأ مواقع التواصل الاجتماعي والكلام كثير، لكن ما نعلمه يقينا أن المستشار الزند، لم ينجح كقاض في يوم من الأيام كي يستحق أن يكون رئيسا لنادي القضاة ثم وزيرا للعدل، وهذا هو أحد الفوارق بين السيسي ومبارك، الفاسدون من رجال مبارك لا يشق لهم غبار في تخصصاتهم، "أسطوات" في مادتهم، فتحي سرور مثلا قانوني ناجح، مؤلف متميز، محامي شهير، مكانته الأكاديمية عالمية، أما الفساد فهذا شأن آخر.

رجال مبارك لا يشبهونه، لكنه يجيد السيطرة عليهم، وصبغهم بصبغته، أما رجال السيسي فهم نسخ بالكربون منه، فشل وركاكة، وسماجة، تشعر أنك تريد أن تتقيأهم، تماما كما كان الكاتب الراحل عبد الحليم قنديل يريد أن يفعل بمبارك، حتى إذا جاء السيسي شفاه الله، ومات.

الزند فاشل قضائيا بشهادة رسمية، مطرود من دولة الإمارات، إمارة رأس الخيمة، لعدم الصلاحية، أعاروه ليتخلصوا منه، فطرده الإماراتيون لأنه لا يصلح، ذهب إلى حاكم رأس الخيمة يبكي الفقر، والعوز، وعدم القدرة على دفع الإيجار، وسداد أقساط السيارة، لا تطردني طال عمرك، ربما يكون ذلك هو أصل ارتباطه بتقبيل مناطق بعينها عند الرجال، حن الرجل عليه وعينه في وظيفة معتبره ليأكل "عيش"، مقيم شعائر، ومأذون شرعي، وفراش، في زاوية (مسجد صغير)، بأي مبلغ، ووافق!!!

بعد أن جمع قرشين، عاد إلى مصر، ليتلقفه وزير العدل الأسبق ممدوح مرعي، استأجروه على تيار الاستقلال داحل نادي القضاة، الذي كان يشكل صداعا في رأس مبارك، تماما كما يضع الجنرالات مرتضى منصور في مواجهة "أي كلب"، على الشاشات.

الزند تاريخ طويل في خدمة دولة المخلوعين، مبارك والسيسي، جاء إلى الوزارة اليوم خليفة لوزير لا يستحق ذكر اسمه، أقالوه خشية غضبة الرأي العام، بعد تصريحات تمتهن أبناء عمال النظافة، وتجزم بأنه لا مكان لهم في سلك القضاة، فالقاضي من طينة، وهؤلاء من طينة، أقالوه وجاءوا بالزند، الأخير يقول في تصريحات سابقة مع توفيق عكاشة، إنه ومن مثله في هذا البلد "أسياد" والباقي عبيد، هل عرفت الآن لماذا أتوا به؟

نحن نجحنا في إقالة رجلهم السابق، نجحنا بامتياز، وهذا هو الرد... 

***
لا يكتفي الزند بالفشل كقاض والعنصرية، إنما يتجاوز الفشل والعنصرية إلى الفساد بكافة أشكاله.

ليس لدينا معلومات، إلا ما تمنحنا إياها الدولة نفسها، وأحيانا الرجل نفسه، بيت اللوح، هو مثلا يرى أن تعيين أبناء القضاة، بالواسطة والمحسوبية، هو "الزحف المقدس"، هذه هي عبارته الشهيرة في التعليق على هذه الوكسة، رفضتم إهانة أبناء عمال النظافة، جئناكم بمن يهين أبناءكم جميعا طالما لم يكن آباؤهم قضاة مقدسين!!

جرائد الدولة، التي عينه السيسي وزيرا لعدلها، تتهمه بشكل واضح بالفساد، والاستيلاء على الأراضي المملوكة للدولة، آلاف الأفدنة، وبيعها لأقربائه بثلث ثمنها، الأهرام في 9/9/ 2014 نشرت ذلك، على موقعها، وأثبتته بالمستندات.

الإمارات شهدت بعدم صلاحيته، وطردته وعينته شيخ جامع ومأذون وفراش، جرائد الدولة أدانته، واتهمته بالسرقة، والفساد، بالمستندات، هو نفسه أدان نفسه، وصرح بتصريحات عنصرية مقيتة، محفوظة إلى الآن على يوتيوب، بالصوت والصورة، ومع ذلك جاء به السيسي وزيرا للعدل، والله العظيم هانت.. هانت.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك: إضغط هنا