سياسة عربية

مصدر يروي لـ"عربي 21": حقيقة ما جرى بين جيش الإسلام والنصرة

لم يتلق إعلان جيش الإسلام استنفار فصائل القيادة الموحدة - أ ف ب
يعد جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بقيادة زهران علوش، من أقوى فصائل القيادة الموحدة للغوطة الشرقية، وحتى الآن، لم تنضم إليها جبهة النصرة في الغوطة، والقضاء الموحد، وهو أكبر أسباب الخلافات المتجددة بين جيش الإسلام وجبهة النصرة، إلا أن كل الخلافات لم ترتق إلى حد الاقتتال.
 
لكن ما حصل الأسبوع الماضي كاد أن يكون شرارة بدء معركة بين الفصيلين، إذ سيكون أهل الغوطة أكبر الخاسرين فيها، مصدر مطلع، قال في حديث خص به "عربي 21"، "التصعيد الأخير جاء بعد أن قامت مفرزة أمنية تابعة لجيش الإسلام في منطقة مديرة بمحاولة لإلقاء القبض على أحد عناصر جبهة النصرة، وهو أمر غير معتاد، حيث أن جبهة النصرة مستقلة عن القضاء الموحد في الغوطة، وفي حال وجود شكوى على أي عنصر من النصرة، يتم إبلاغ قضائهم لاتخاذ الإجراءات القضائية بحقه".
 
لم تستطع المفرزة الأمنية اعتقال العنصر المطلوب، الذي رفض تسليم نفسه، عندها سحبت المفرزة سلاحه الشخصي، وبعد مغادرة المفرزة، وبمساعدة آخرين، هاجم عنصر النصرة مفرزة مديرة واستولى على أسلحتهم، بعدها توجهت المفارز الأمنية لفصيله إلى مكان الحادث، وقاموا باعتقال عناصر من جيش الإسلام.
 
ويضيف المصدر في حديثه لـ "عربي 21"، "أعلن جيش الإسلام استنفار فصائل القيادة الموحدة في "سقبا" و"حمورية"، وهو الإعلان الذي لم يلق الاستجابة الكافية، في مقابل هذا نفذت جبهة النصرة حملة اعتقالات شملت سيارتان تقلان مقاتلين من جيش الإسلام كانوا في طريقهم لمهاجمة جبهة النصرة التي قامت بسحب أسلحتهم واعتقال القياديين منهم، فيما قامت بإطلاق آخرين أثبتوا عدم علمهم بحقيقة المهمة القتالية".
 
ويروي المصدر لـ "عربي 21"، تفاصيل عن اعتقال جبهة النصرة للمزيد من مقاتلي القيادة الموحدة، والاستيلاء على بعض مضادات الطيران، وحقيقة عدم استجابة فصائل القيادة الموحدة لإعلان الاستنفار، والغضب الشعبي المتزايد ضدّ جيش الإسلام وقياداته. وعن رد فعل جيش الإسلام يقول: "شعر الشيخ زهران علوش، أنه من الأفضل له في هذه المرحلة تجنب الاصطدام مع جبهة النصرة مهما قدم من تنازلات، وهو ما دعاه لحل المشكلة مع جبهة النصرة بوساطة قائد فيلق الرحمن، المعروف باسم أبي النصر، وهو الرجل الثاني في القيادة الموحدة، بعد الشيخ زهران علوش، وقد أسفرت الوساطة عن استعادة سلاح جيش الإسلام، وتبادل الأسرى، الذين بلغ عددهم أكثر من سبعين مقاتلا من جيش الإسلام".
 
ويختم المصدر المطلع حديثه لـ "عربي 21"، بالقول: "نقلت لي مصادر موثوق بها حضرت المفاوضات، أن قائد فيلق الرحمن عبر عن صدمته للأعداد الكبيرة من الأسرى التي جاوزت 70 أسيرا لدى جبهة النصرة، والكميات الهائلة من أسلحة جيش الإسلام التي استولت عليها الجبهة خلال ساعات قليلة، لكنه نجح فعلا في تطويق الأزمة، ونزع فتيلها، خدمة لصالح السكان المحاصرين في غوطة دمشق الشرقية"، على حد قوله.