سياسة عربية

أسلوب جديد لهجمات النظام السوري في جبال الساحل

ركز النظام هجومه في اليومين الماضيين على المناطق القريبة من الساحل
"لم نتوقع أن تهاجمنا الطائرات بهذا الأسلوب"، هكذا وصف القيادي في أحرار الشام أبو طه ما حصل في بلدة سلمى في ريف اللاذقية، المعقل الأهم لقوات المعارضة في الساحل، في الأيام الأخيرة.
 
وأضاف أبو طه لـ"عربي21": "سرعان ما استطعنا إبعاد هذه الطائرات، ومنعنا أي تقدم لها في سلمى".
ولم تستطع فصائل الثوار أن تسقط أيا من الطائرتين اللتين شاركتا الهجوم على ارتفاعات منخفضة جدا، لا تتعدى 300 متر، وفق ناشطين من مدينة سلمى، حيث بث ناشطون تسجيلا مصورا يظهر الطيران المروحي يطلق النار على مناطق الثوار في جبل الأكراد من ارتفاعات منخفضة جدا.

وأكد علي الحفاوي، أحد ناشطي المنطقة، أن الأمر تسبب بإحباط كبير لدى المقاتلين، حيث يمكن إصابة الطائرة بكل سهولة، إلا أن أسلوب النظام المفاجئ أربك الجميع.

أبو قدامة، الرجل الستيني المقاتل في صفوف الثوار، قال لـ"عربي21": "رأيت إحدى هاتين الطائرتين تهبط في مناطق قريبة بعد تصاعد الدخان منها بالقرب من ثكنات النظام".

ولأول مرة يقوم النظام السوري بفتح عدة جبهات في الوقت ذاته، لا سيما في أكثر المناطق وعورة في سوريا عند جبال الساحل. ولم يستخدم النظام هنا الدبابات، كما فعل في ريف حماة الغربي، إلا أنه استخدم الطائرات عوضا عنها واستطاع السيطرة على نقطتين مهمتين بالقرب من "جب الأحمر" التي تعد بوابة سهل الغاب من ناحية جبال اللاذقية، لكنه لم يستطع تحقيق أي تقدم في بلدة سلمى القريبة.

وبلغت خسائر الثوار في هذا الهجوم المفاجئ لقوات النظام أكثر من خمسة من الشبان الصغار، معظمهم ممن دربتهم دول "أصدقاء سوريا" (الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية)، فيما خسائر النظام، وفق قياديين في الجيش الحر، أكثر من 30 قتيلا، معظمهم من السوريين.

في المقابل، أكد عمر، وهو قائد كتيبة المدفعية في أحرار الشام، أن الأوضاع في جبل الأكراد مستقرة، وليس كما يروج له النظام.
وقال القيادي في أحرار الشام، لـ"عربي21" إن النظام "لم يحقق أي انتصار، وأكد أن النقطتين اللتين خسرهما الثوار في غضون أيام، سيتم استعادتها.

وأشار عمر إلى أن النظام يحاول شق طريق إلى سهل الغاب، عبر الطريق الواصل بين بلدة صلنفة إلى قرية اشتبرق، على تخوم جسر الشغور، وأوضح أن "المعارك هي كر وفر، ومعظم مقاتلي المعارضة هم من أبناء المنطقة"، مؤكدا أنه يصعب على النظام السيطرة "والأيام القادمة ستشهد بذلك"، بحسب قوله.

وكان لسلاح الطيران الدور الأكبر الذي ساعد قوات النظام على التقدم إلى مناطق الثوار. وأكد العديد من المقاتلين الشيشان والقوقازيين أن هذا الأسلوب المتبع في هجوم الطائرات قد يكون تكتيكا روسيا، إلا أنه أثبت فشله في جبال الشيشان سابقا، والآن يثبت فشله من جديد، بحسب قولهم.

وتدعى النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام بالنقطتين "عقاب 2" و "عقاب 3"، لكن ما تزال الاشتباكات مستمرة في تلك النقاط.

وأكد الناشط الحفاوي الموجود هناك؛ أن قوات بشار الأسد تحاول التقدم أكثر، فيما فصائل الثوار تحاول أن تسترجع النقاط التي خسرتها وسط غارات مكثفة لطيران النظام.

وقد شهدت الساعات الماضية العديد من المحاولات لتحقيق أي تقدم من جانب قوات النظام، لاسيما في مناطق سهل الغاب في الريف الغربي لحماه، القريب من مناطق الساحل، واتبع أسلوبا جديدا بالهجوم على قرى كفرزيتا و كفرنبودة بالدبابات والآليات التي ترافقها الطائرات المروحية المقاتلة على ارتفاعات منخفضة جدا.

وأكد ناشطون أن خسائر النظام في تلك المنطقة بلغت حدا أجبر قواته على التراجع رغم كثافة النيران التي تؤازرها. وأكد المصدر أن عدد الدبابات التي خسرها النظام تجاوز الست، والمدرعات أكثر من عشر، كما تم تفجير مروحيتين في المنطقة، ومقتل عشرات الجنود.

وفي المقابل، يحاول النظام يحاول التركيز على التقدم الذي حققه في جبل الأكراد، ولم يتطرق إلى الهزيمة التي مني بها في ريف حماة.

ومن المتوقع أن تشهد المنطقة خلال الأيام القادمة عمليات عسكرية كبيرة وشرسة، مع احتمال تدخل المقاتلين التركستان، ومقاتلي النصرة وحركة أحرار الشام، وهما من الفصائل المكونة لـ"جيش الفتح"، حيث حقق الأخير انتصارات كبيرة في الآونة الأخيرة منذ تحرير إدلب، وصولا إلى تخوم القاعدة العسكرية في جورين.

ولم يستطع النظام على مدار الأشهر الماضية استرجاع أي من المناطق التي تم ذكرها في سهل الغاب، بسبب عجزه عن الوقوف في وجه المقاتلين التركستان الذين كانوا من أول المقتحمين في مدينة إدلب وجسر الشغور، وحتى وادي الضيف ومطار أبو الضهور مؤخرا.