صحافة دولية

ليبراسيون: السوريون في منفى لا نهاية له بالأردن

أكبر ثلاثة مخيمات في الأردن تضم 20 بالمئة من اللاجئين السوريين في العالم (أرشيفية) - أ ف ب
نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا حول أزمة اللاجئين بالأردن، قالت فيه إن أزمة توافد اللاجئين على أوروبا صرفت أنظار العالم عن وضع اللاجئين بالأردن، ذلك أن هذا البلد يستقبل أكبر جزء من اللاجئين الفارين من جحيم الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب في سوريا سببت أكبر موجة هجرة جماعية للاجئين في العالم، منذ الحرب العالمية الثانية، حيث قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، بأن أكثر من أربعة ملايين سوري فروا من بلادهم منذ انطلاق الأزمة.
 
وقالت الصحيفة إنه من المفارقات التاريخية أن سوريا، بعد أن كانت الملاذ الأول لمئات الآلاف من الفارين من جحيم الحرب في العراق إبّان الغزو الأمريكي سنة 2003، والتي استقبلت قبلهم 500 ألف لاجئ فلسطيني، يعاني أهلها اليوم من التشريد.
 
وأضافت الصحيفة بأن العديد من الدول المجاورة لسوريا فتحت أبوابها أمام اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة، على غرار الأردن ولبنان وتركيا، لكن أمام الصعوبات التي يعيشها اللاجئون اليوم في بلدان الملجأ، قرر الكثير منهم البحث عن ملاذ أفضل في أوروبا.
 
ولاحظت أن أزمة اللاجئين الفلسطينيين، التي كانت الشغل الشاغل للساسة ووسائل الإعلام حتى زمن قريب، قد حُجبت عن الأنظار مع اندلاع الثورات العربية، وأصبحت الأزمة السورية وتداعياتها محط أنظار العالم.
 
وقالت الصحيفة إن الأردن، التي لطالما كانت الملاذ الأول للاجئين الفلسطينيين والعراقيين والآن ملاذا للسوريين، قد غيّر توافد السوريين عليها شكلها الديمغرافي، خاصة في مناطق شمال المملكة الهاشمية، حيث يتمركز أغلب اللاجئين السوريين.
 
فمخيم الزعتري، الذي تم فتحه في سنة 2012 لاستقبال السوريين بعد اندلاع الثورة هناك، يقطنه الآن أكثر من 80 ألف سوري، أغلبهم قد قدم من المناطق الريفية، كما أن المنظمات الإنسانية تتواجد في المخيم لمساعدة السكان المفتقرين لأبسط مقومات العيش.
 
وقالت الصحيفة إن السوريين اللاجئين ممنوعون من العمل حسب القانون الأردني، كما أن على من يريد أن يحصل على صفة لاجئ في المخيم أن يتحصل على ترخيص من قبل السلطات تحدد له فترة إقامته وتوقيت خروجه منه.
 
ورغم ذلك فقد أوجد اللاجئون حياة طبيعية داخل المخيمات، حيث سكنوا الخيام ومنازل الصفيح الجاهزة، وتوزعوا وفقا للعلاقات الأسرية، ليكونوا بذلك مجتمعات شبيهة بتلك التي تركوها في بلادهم، وأقاموا تجارتهم الخاصة وصناعاتهم التقليدية.
 
وأضافت الصحيفة بأن موجات اللاجئين الوافدين على شمال الأردن، قد أثرت على نمط الحياة اليومية للسكان المحليين، خاصة وأن فترة إقامتهم في المخيمات قد طالت، ذلك أن أكبر ثلاث مخيمات في الأردن تستقبل 20 بالمئة من مجمل السوريين اللاجئين في العالم.
 
وقالت الصحيفة إنه رغم العلاقة التاريخية التي تجمع شمال الأردن وجنوب سوريا، والتي سهّلت التأقلم بين الشعبين، إلا أن ذلك لا ينفي الصعوبات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، خاصة في سوق الشغل وفرص الإسكان والحصول على الخدمات العامة.
 
واعتبرت الصحيفة بأن أزمة اللاجئين السوريين بأوروبا فرضت على الغرب مراجعة سياساته في منطقة الشرق الأوسط، حيث يدرس الاتحاد الأوروبي الآن زيادة الدعم المادي والمساعدات الإنسانية للدول الحدودية مع سوريا، للتخفيف من توافد اللاجئين على أوروبا.
 
واعتبرت أن أزمة اللاجئين تتمحور في ثلاث إشكاليات، الإشكالية الأولى تتمثل في فترة بقائهم في بلدان اللجوء، حيث إن بقاءهم مؤقت وليس طويل الأمد.
 
أما الإشكالية الثانية فتتمثل في عدم القدرة على إرجاع اللاجئين إلى بلدهم، حيث مازالت الحرب تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين، والإشكالية الثالثة والأخيرة فتتمثل في عدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم في أوروبا وأمريكا الشمالية، والذي لا يمثل إلا جزءا صغيرا من إجمالي عدد اللاجئين.
 
وفي الختام قالت الصحيفة إن اللاجئين السوريين لا يرغبون في ركوب قوارب الموت للوصول إلى أوروبا، وبالتالي يتوجب على الغرب مراجعة سياساته الأورو-متوسطية وإيجاد حلول جذرية لهؤلاء.

للاطلاع على التقرير الأصلي، أنقر هنا