سياسة عربية

ناجي شحاتة فخور بلقبي "قاضي الإعدامات" و"كلب العسكر" (فيديو)

القاضي ناجي شحاتة أطلق عليه الناشطون اسم "قاضي الإعدامات" - أرشيفية
أبدى القاضي المصري ناجي شحاتة، رئيس محكمة جنايات الجيزة، سعادته بلقب "قاضي الإعدامات" الذي أطلقه عليه المصريون لكثرة أحكام الإعدام التي يطلقها على المتهمين في القضايا التي يفصل فيها.

وكشف شحاتة عن عمله ضابطا في القوات المسلحة قبل أن يصبح قاضيا، معربا عن فخره بهذا التاريخ الذي دفع معارضي الانقلاب إلى إطلاق لقب "كلب العسكر" عليه.

وكان ناجي شحاتة أثار جدلا كبيرا في مصر خلال اليومين الماضيين، بعدما أدلى بتصريحات لصحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب تضمنت ألفاظا بذيئة، وهجوما لاذعا على ثورة يناير وزملائه القضاة والإعلاميين.

وبعدما تلقي شحاتة العديد من الانتقادات والهجوم من أطراف عدة في مصر، فإنه سارع إلى إنكار هذا الحوار، وأكد أن الصحيفة حرّفت كلامه، وأجرى مداخلات تلفزيونية عدة لنفي هذه التصريحات.

الوطن تهدد قاضي الإعدامات

وفي رد فعل عنيف، تحدت صحيفة الوطن القاضي ناجي شحاتة، وأكدت امتلاكها تسجيلا صوتيا للحوار معه بالكامل، ونشرت مقاطع صوتية منه لتأكيد مصداقيتها.

ولم تكتف الصحيفة بذلك، بل أعلنت أن شحاتة تفوه بألفاظ بذيئة، وشن هجوما شرسا على زملائه القضاة، وأكدت أنها رفضت نشر هذه التصريحات إعلاء للمصلحة العليا، وحتى لا تتسبب في مشكلة بين القضاة.

ومع إصرار شحاتة على تكذيب الصحيفة، فقد لجأت الوطن إلى تهديد قاضي الإعدامات بنشر التسجيل الصوتي للحوار كاملا إذا لم يتوقف عن تصريحاته "الكاذبة".

من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "الوطن"، محمود مسلم، إن الصحيفة تجهز مفاجآت عدة لشحاتة، وهدده بفضحه ونشر تصريحاته المسيئة لزملائه في محكمة النقض، متوقعا أن يثير حواره المسجل أزمة كبيرة بينه وبين باقي القضاة.

يشار إلى أن ناجي شحاتة أحد القضاة الذين اختارتهم وزارة العدل لرئاسة دوائر قضائية متفرغة تم استحداثها لنظر "قضايا الإرهاب" المتهم فيها مناهضو الانقلاب.

تصريحات صادمة

في معرض تصريحاته، أنكر ناجي شحاتة وجود تعذيب في السجون المصرية، مؤكدا أن كل هذه الحوادث التي يتم إعلانها في وسائل الإعلام "مفبركة من قبل الإخوان المسلمين" وما أسماها "6 إبليس"، في إشارة إلى حركة "6 إبريل"، وادعى أنهم يهدفون لـ"تشويه صورة الشرطة".

وأعرب عن سعادته بلقب "قاضي الإعدامات"، بعد إصداره عشرات الأحكام بالإعدام ضد معارضي النظام.

وكان ناجي شحاتة هاجم في حواره عددا من الإعلاميين ووجه السباب لبعضهم، فأكد كرهه لمنى الشاذلي وشريف عامر، لأنهما من مؤيدي البرادعي، وهاجم تامر أمين، مؤكدا أنه كثير السهر في الملاهي الليلية، وأبدى إعجابه الشديد بأحمد موسى وتوفيق عكاشة.

وانتقد شحاتة الأحكام القضائية الصادرة من محكمة النقض والمتعلقة بقبولها الطعن على أحكام أصدرها هو من قبل، متهما إياها بأنها تحكم إما عن جهل أو وفقا لأهوائها، وتتصيد الأخطاء للقضاة لإلغاء أحكامهم خوفا من إثارة الرأي العام.

واتهم اللجنة العليا للانتخابات بالفساد، حيث أكد أنها استبعدته من الإشراف على الانتخابات البرلمانية في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية، وقال إنه لم يحصل على مستحقاته المالية لأنهم "أكلوا عليَّ فلوسي"، بحسب قوله.

وهاجم شحاتة "ثورة يناير" بشراسة، واصفا إياها بـ"25 خساير"، وأنها "ثورة بنت 60 كلب، لأنها هدمت أخلاق المصريين"، وفق قوله.

يوسف الحسيني: رئيس محكمة لا يقول الحق

بدوره هاجم الإعلامي الموالي للسيسي يوسف الحسيني القاضي شحاتة، الذي يشغل حاليا منصب رئيس الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات جنوب الجيزة، واتهمه بعدم قول الحق، وعدم الحكم بالعدل، ملمحا إلى أن كل أحكامه باطلة.

وقال الحسيني - في برنامجه "السادة المحترمون"، علي فضائية "أون.تي.في" مساء الاثنين -: "تصريحات السيد ناجي شحاتة، رئيس محكمة جنايات القاهرة، أثارت كثيرا من الجدل، خاصة أنه لم يتحدث صدقا، وقال إنه لم يدل بتصريحاته إلى صحيفة "الوطن"، لكنها نشرت تسجيلات صوتية للتصريحات".

وتساءل الحسيني: إزاي (كيف) قاض.. لا يقول الحق، ويضع نفسه في حرج التسجيل الصوتي الذي تم بعلمه؟

وأردف: "المشكلة أن سيادة المستشار ما قالش (لم يقل) الحق، ف"الوطن" نشرت له التسجيل الصوتي، والسؤال هو: هل هو صح يكون عندنا قاض ما بيقولش (لا يقول) الحق؟.. طيب، لمَّا قاض لا يقول الحق، ويطلق أحكاما على مسجونين.. يبقى إيه؟

وتابع: "المشكلة بالنسبة لي هي: قاضي عدل، ورئيس محكمة لا يقول الحق.. طيب والأحكام (يقصد التي أصدرها ويصدرها)؟

ثم أوما الحسيني بعينه، وقال: "تمام".(في إشارة إلى الرسالة التي أراد إيصالها للمشاهد).



حمدي رزق: شكوك في أحكامه وإعداماته

وتحت عنوان: "قضية المستشار ناجى شحاتة"، قال الإعلامي المقرب من السيسي، "حمدي رزق، في صحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء: "حوار شحاتة مع "الوطن" يشكك في جل أحكامه، ويورثنا شكا في إعداماته".

وتساءل: "كيف لقاض أن يفخر بأنه قاضي الإعدامات".

وأضاف: المستشار شحاتة خرق الناموس القضائي المعتبر بهذا الحوار، وإذا تغاضى المجلس الأعلى للقضاء عن هذا الحوار، سيفلت الزمام بالكلية، وستنزل المنصة إلى وحل الشارع، وستتحول المحاكمات من ساحات المحاكم إلى استديوهات الفضائيات، ولن يصمد حكم واحد تحت القصف العشوائي صحفيا وفضائيا وإلكترونيا، وستنتهك حرمة العدالة، وسيصبح القضاة في مرمى النيران، كيف تحرمون التعليق على أحكام القضاء، والمستشار شحاتة يعلق على أحكام محكمة النقض؟

وشدد رزق على أن "استمرار المستشار شحاتة على المنصة بعد هذا الحوار يكلفنا كثيرا، ويكلف أكثر كثيرا القضاء الذي نفخر بقضاته، وننزلهم منزلة الأنبياء، ويعطى رخصة لكل من يضمر للقضاء الشامخ شرا.. وهم كثر"، وفق تعبيره.

حافظ أبو سعدة: حوار يعرضه للمساءلة القانونية

ومن جهته، قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، (هيئة حكومية استحدثها العسكر بعد الانقلاب)، حافظ أبو سعدة: إن محكمة النقض أعلي سلطة قضائية في مصر، ولها ولاية علي كل الأحكام التي تصدر من المحاكم الأخرى، وتستطيع إلغاءها.

وأشار -  خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "السادة المحترمون" مساء الاثنين - أن تصريحات المستشار شحاتة حول ثورة 25 يناير بأنها "ثورة 25 خسائر"، أثارت حالة من الجدل كونها صادرة من قاض، لا ينبغي دخوله في أمور سياسية وشخصية، طالما كان مزاولا للمهنة.

وأكد أبو سعدة أن قانون السلطة القضائية يحظر الحديث في الشأن السياسي، موضحا أن القاضي له التحدث في الشأن السياسي إذا أصبح مواطنا عاديا أما كونه في المهنة فهذا يعرضه للمساءلة القانونية.

حامد الجمل: إحالته للتأديب والصلاحية

ومن جانبه، قال رئيس مجلس الدولة الأسبق، المستشار محمد حامد الجمل، بحسب صحيفة "التحرير": إن سلوك القاضي الذي يتحدث كثيرا لوسائل الإعلام في موضوعات سياسية لا يتسق مع مبدأ استقلال القضاء، فمحظور عليه ممارسة النشاط الحزبي أو السياسي، وفي حال حديثه لوسائل الإعلام في مسائل عامة، يتم على الفور إحالته للجنة التأديب والصلاحية، وفقا لما هو متعارف عليه قضائيا.

"الناشط السياسي القاضي محمد ناجي شحاتة"

وتحت هذا العنوان قال جمال سلطان، بجريدة "المصريون": إن الناشط السياسي القاضي ناجي شحاتة عندما سألته الصحيفة عن تعرضه للاستفزاز، أثناء محاكمة قيادات الإخوان أجاب بما نصه الحرفي: (لا يستطيع أحد استفزازي، لكن هتافاتهم "يسقط كل قضاة العسكر"، وما شابه ذلك، بعتبرها "كلاب تعوي"، هذه وحشية في العلاقة بين القاضي والمتهمين أمامه، أن يصفهم بالكلاب ، ثم يفترض أن يحكم عليهم بالعدل بعد؟

وأضاف سلطان: "الناشط السياسي القاضي ناجي شحاتة، من الواضح أنه يملك ذاكرة سوداوية للغاية تجاه جماعة الإخوان التي قدموا له بعض قياداتها ليحاكمهم، ويحكم عليهم حاليا، ويمثلون أمامه ، فالمؤكد ـ حسب رأيه ـ أنهم كانوا سيضعونه في السجن مع آخرين، أو كما قال هو بنصه الحرفي: (الوضع كان سيختلف تماما حال استمرار "الإخوان" في الحكم، وكان من الممكن الحكم علينا جميعا بالحبس).

وأردف الكاتب: "بطبيعة الحال، هذا الكلام لا صلة له بالقانون، ولا القضاء ، وإنما هو محض موقف سياسي، وتصور سياسي، هذه هي شخصية القاضي الذي أوكلوا إليه مجموعة من أخطر قضايا ثورة يناير ورموزها وأحزابها وقياداتها ووقائعها، وهذه هي الصورة التي أبان بها عن نفسه وهويته السياسية ومشاعره وآرائه، وهذه هي الشخصية التي منحها القضاء المصري حق الحكم "بإعدام" الماثلين أمامه، أو تدمير حياتهم بالكامل خلف السجون بأحكام مؤبدة، وباختصار، هذه هي صورة مصر الدولة الآن، وهذا هو حال العدالة فيها".

6 أبريل: فبركنا التعذيب فمن الذي فبرك التسجيل؟

وعبر حسابها الرسمي علي موقع "تويتر" كتبت حركة شباب 6 إبريل - ردا علي تصريحات شحاتة التي جاء فيها اتهامها بفبركة فيديوهات التعذيب في أثناء ثورة 25 يناير - فقالت: "المستشار ناجي شحاتة في تسجيله الأخير يقول إننا فبركنا فيديوهات تعذيب الشرطة للمصريين.. بس مين اللي فبرك التسجيل ده؟ (تقصد حواره مع "الوطن"، وكذب إدعائه بعدم حدوثه).

هل يتم فتح تحقيق؟

إلى ذلك ، ذكرت تقارير صحفية أن المجلس الأعلى للقضاء، يدرس فتح تحقيق مع شحاتة، كاشفة أن الأمانة العامة للمجلس قامت بطباعة نص الحوار المنشور مع شحاتة لعرضه على المجلس خلال اجتماعه المقبل لاتخاذ اللازم.


حاكموا ناجي شحاتة

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثير من النشطاء عن رفضهم لتصريحات شحاتة، فقال الروائي ابراهيم عبد المجيد: "كلام ناجي شحاتة دا يؤكد أن أحكامه كلها أونطة، ولو في احترام للقانون تتلغى كل أحكامه، ويتعاقب أشد عقاب ممكن لواحد بيسموه قاضي".

وعلّق الناشط شادي الغزالي حرب، قائلا: "انتوا إزاي فاكرين إن ناجي شحاتة ممكن يتحاسب على كلامه، إذا كان وزير العدل نفسه مؤمن بكلامه؟ ده عهد السيسي".

وسخر أحد النشطاء، قائلا: "ناجي شحاتة طلع ضابط سابق في القوات المسلحة.. طب والله ما حكم عسكر" ويقصد بذلك الإشارة بشكل ساخر لتصريح سابق للسيسي. 

وأضاف آخر ساخرا: "المستشار ناجي شحاتة بيقول إنه فخور بلقب قاضي الإعدامات.. ومثله الأعلى المصارع الشهير أندرتيكر".

أما الصحفية نادية أبو المجد، فسخرت من كذب شحاتة وإنكاره للحوار مع صحيفة الوطن، فقالت: "هو لما قاضي ينكر تصريحاته ثم تذيع الجريدة تسجيل صوتي لتصريحاته التي ينكرها يبقى قاضي جليل وشامخ ولا كاذب وظالم؟ مايصحش كده".

وطالب الناشط محمود عفيفي بمحاكمة ناجي شحاتة، قائلا: "ناجي شحاتة لازم يتحاكم زي ماحاكمتوا قضاة من أجل مصر يابتوع العدل والسلطة القضائية".