سياسة عربية

مبعوث أمريكا لسوريا يصدر "توضيحا" حول لقاء كيري بالمعارضة

أثارت التسريبات عن لقاء كيري بهيئة المفاوضات في الرياض انتقادات لسياسة واشنطن
وصف المبعوث الأمريكي لسوريا، مايكل راتني، ما تم تداوله حول فحوى لقاء وزير الخارجية جون كيري مع قادة الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية؛ بأن "البعض منه ناتج عن سوء فهم والبعض الآخر بسبب تشويه مقصود".

وكان مسؤولون في الهيئة قد صرحوا بأن كيري، خلال لقائه برئيس الهيئة رياض حجاب، السبت، في الرياض؛ قد مارس ضغوطا كبيرة على ممثلي المعارضة السورية للمفاوضات، لا سيما بشأن تشكيل هيئة حكم انتقالية ومصير بشار الأسد، إلى جانب ضم شخصيات وأطراف تطالب بهم روسيا، وتحدثوا عن تبني كيري مبادرة إيرانية طرحت في وقت سابق، ملوحا بقطع الدعم المعارضة، وهو ما يشكل تراجعا عن بنود "جنيف2"، بحسب ما ذكره مصدر في المعارضة لـ"عربي21".

اقرأ أيضا: مصدر سوري لـ"عربي21": لقاء كيري كان سيئا ولغته "مستفزة"

لكن راتني قال في "بيان توضيحي" أصدره، الثلاثاء، ونشر على صفحة السفارة الأمريكية في دمشق على فيسبوك: "إن حكومة الولايات المتحدة تعتقد أن وفد الهيئة العليا ينبغي أن يكون هو وفد المعارضة الموكل بالتفاوض في جنيف، وفي حين أن الأمم المتحدة حرة في التشاور مع أي جهة أخرى، إلا أن المعارضة السورية ينبغي أن يمثلها الوفد الذي عينته الهيئة العليا".

وأضاف: "إن حكومة الولايات المتحدة لا تقبل مفهوم "حكومة وحدة وطنية" على النحو الذي يطرحه النظام وبعض الجهات الأخرى، كما أننا لا نقبل الموقف الإيراني تجاه سوريا، وكل تقرير يقول إننا قد تبنينا الموقف الإيراني أو يلمح إلى ذلك عار عن الصحة، فوفقا لبيان جنيف لعام 2012، تعتبر الحكومة الأمريكية أن تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لمبدأ الموافقة المتبادلة هو الطريق الوحيد لتحقيق حل دائم في سوريا، وقد أكد الوزير كيري على هذا الموقف بوضوح في لقائه مع الهيئة العليا"، وفق البيان.

وفي حين أشار البيان إلى أن "السلام (في سوريا) لا يمكن أن يتحقق مع سعي بشار الأسد للتمسك بالسلطة على المدى البعيد"، قال إن "مسألة مشاركته في ترتيبات الحكم الانتقالي هي قضية مطروحة للمفاوضات، لكن وفقاً لبيان جنيف، فإن ترتيبات الحكم الانتقالي يجب أن تتشكل بموافقة متبادلة وأن الهيئة العليا لديها حق الموافقة أو عدم الموافقة على أي جانب من تلك الترتيبات وعلى أي دور لبشار الأسد في سوريا".

ورغم أن خطوات مثل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة؛ يفترض تطبيقها مباشرة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، إلا أن البيان، وفيما يمثل تراجعا في الموقف الأمريكي، قال إن "لدى الهيئة العليا والفصائل الثورية فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف وطرح إجراءات عملية وجادة لتنفيذ وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة، وينبغي العمل على ذلك من دون شروط مسبقة".

وقال بيان المبعوث الأمريكي: "إن نصيحتنا للمعارضة السورية هي الآتي: "انتهزوا هذه الفرصة لوضع نوايا النظام تحت الاختبار، واكشفوا أمام الرأي العام العالمي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى حل سياسي في سوريا ومن هي ليست كذلك".

وأضاف: "نؤكد على أنه في حالة تسبب النظام بإفشال عملية التفاوض، فإن المعارضة السورية ستحظى بدعمنا المستمر وأي قول خلاف ذلك لا أساس له من الصحة. لكن يجب أن تبدأ تلك المفاوضات بحسن نية حتى يعلم العالم بوضوح من هو المسؤول عن نجاح أو فشل هذه المفاوضات"، بحسب تعبير البيان.

وكان مصدر  في المعارضة السورية قد وصف حديث كيري خلال لقائه برياض حجاب بأنه "سيئ ومستفز"، حيث هدد بأن عدم حضور المحادثات في جنيف هذا الشهر يعني توقف الدعم نهائيا.
 
وقال المصدر لـ"عربي21" إن كيري أبلغ حجاب بأن لقاء جنيف سيبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشتركة بين النظام والمعارضة، وليس هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية. وأوضح كيري أنه "لا يوجد جدول زمني لرحيل بشار، ومن حقه الترشح في الانتخابات القادمة"، وهو ما يشكل تبنيا لمبادرة إيرانية سابقة، بحسب المصدر.
  
وتابع المصدر أن كيري أبلغ رياض حجاب بأنه من لم يُدع من جانب المعارضة أو النظام لحضور المؤتمر، فستتم دعوته من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفن دي ميستورا بشكل استشاري. وأبرز هذه الشخصيات: رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، والمعارض السوري المقرب من روسيا هيثم مناع، وقدري جميل، وهذا ما تطالب به روسيا.
 
وأكد المصدر لـ"عربي21" أن اللهجة التي استخدمها كيري كانت "سيئة ومستفزة"، مشيرا إلى أن الدكتور حجاب قاوم ضغوط كيري، وفي النهاية ترك الأمر مفتوحا من أجل مناقشة الموقف في إطار الهيئة العليا للتفاوض.
 
وكان كبير المفاوضين بوفد المعارضة السورية محمد علوش، قد قال الأحد، إن المعارضة تتعرض لضغط من جانب كيري لحضور محادثات السلام المزمعة في جنيف نهاية الأسبوع؛ للتفاوض على خطوات تشمل وقف الضربات الجوية.
 
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم معارضين سياسيين وعسكريين للنظام السوري وانبثقت عن مؤتمر موسع للمعارضة والفصائل الثورية في الرياض الشهر الماضي، قد أعلنت أنها لن تحضر المفاوضات قبل أن يوقف النظام وحلفاؤه القصف ويرفع الحصار ويفرج عن المعتقلين، وهي خطوات مذكورة في قرار أصدره مجلس الأمن الشهر الماضي.

اقرأ أيضا: كيري يمارس ضغوطا على المعارضة السورية قبل المفاوضات