مقالات مختارة

كيف نستعيد لبنان المختطف؟

1300x600
أوضح ما قيل بشأن قرار المملكة العربية السعودية وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، هو البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية، وأكدت فيه بحسم أن القرار اللبناني أصبح مختطفا من جانب ما يسمى «حزب الله»، وأن لبنان المختطف أصبح ضد الإجماع العربي وضد المصالح العربية.

والحقيقة أن التحديات الخطيرة التي تحدق بالأمة العربية من كل اتجاه، ومن كل صوب وحدب، لم تعد تحتمل إمساك العصا من المنتصف، ولم تعد تحتمل المواقف الرمادية الباهتة التي عانت منها الأمة كثيراً تحت شعار ضبط النفس والتغاضي عن أخطاء الأشقاء، فالأخطاء اليوم جرائم نكراء تستوجب التعامل معها بمنتهى الوضوح والقوة، والشعار الذي يجب أن نرفعه جميعاً اليوم هو «من ليس مع الإجماع العربي فهو ضده، ومن ليس مع مصالح الأمة العربية فهو ضدها».. ومن غير المقبول ولا المنطقي ولا المعقول أن تستمر المملكة العربية السعودية في دعم جيش وأمن دولة لم تعد تملك من أمرها شيئاً، وأصبحت عاجزة حتى عن مجرد بيان إدانة للاعتداء الهمجي على السفارة والقنصلية السعوديتين بإيران، واستمرار المساعدات في هذه الحالة يعتبر من قبيل العبث، بل يعتبر دعماً صريحاً لدولة أصبحت خاضعة تماماً لإيران عن طريق مليشيات حسن نصر الله.

لبنان لم يعد مع الدول العربية، هذا ما أشار إليه أكثر من مسؤول عربي، بل إن سعد الحريري رئيس كتلة تيار المستقبل، قال إن لبنان تحول إلى ولاية إيرانية، صحيح أنه قال: لن نسمح بذلك، ولكن الأمر تجاوز مرحلة إقراره أو عدم السماح به. فلبنان بالفعل أصبح رهينة في قبضة طهران، وعجز لبنان عن اختيار رئيس جمهوريته حتى هذه اللحظة وبقاؤه كل هذا الوقت بلا رئيس، يؤكد أن إيران هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان عن طريق مليشيات نصر الله التي لا تحضر أي اجتماع لمجلس النواب حتى لا يكتمل النصاب، وهذا يؤكد أن إيران تأبى أن يكون لبنان دولة عربية، بل تأبى أن يكون لبنان دولة من الأساس، وتصر على أن يبقى هذا البلد مجرد «ولاية» يتقرر مصيرها في قم.

لم يعد العرب يملكون ترف الوقت وإضاعته في إصلاح ما لا يمكن إصلاحه وتدارك ما لا يمكن تداركه، وقد استنفدت كل المحاولات والمقاربات والمواربات والمواءمات، ولم يعد أمام العرب إلا آخر العلاج وهو الكي، وإلقاء الكرة في الملعب اللبناني، فإما أن يرتب هذا البلد أوراقه ويخرج من شرنقة إيران ونصر الله ويمتلك أمره أو يواجه تبعات الخروج من البيت العربي، وفي هذه الحالة سيدفع ثمنا باهظا سيتحمله الشعب اللبناني الشقيق الذي لا ذنب له في استسلام قياداته وحكومته للأمر الإيراني، وقد يكون الحل بيده ويتحرك ليضع الأمور في نصابها بعد أن أفسد السياسيون كل شيء.

عن صحيفة الاتحاد الإماراتية