سياسة عربية

قطان يقطع خط الرجعة على السيسي في اتفاق الحدود (فيديو)

قطان يتساءل: لماذا تريد مصر أن تعين حدودها البحرية وترسمها؟- أرشيفية
قطع سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، أحمد بن عبد العزيز قطان، خط الرجعة على رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بالنسبة لاتفاق تعيين الحدود البحرية المصرية-السعودية، الموقع بين المسؤولين بالبلدين يوم الجمعة الماضي.

وقال قطان، في أول تصريحات تليفزيونية له منذ توقيع الاتفاقية: "لو كانت هناك ذرة شك لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي في أن جزيرتي تيران وصنافير تعود ملكيتهما لمصر لما وافق على الإطلاق على أن يتم توقيع الاتفاقية"، وفق قوله.

ورأى أن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: "لماذا تريد مصر أن ترسم وتعين حدودها البحرية مع الدول كافة، كقبرص واليونان، وتُعاتَب المملكة العربية السعودية عندما تريد أن ترسم، وتعين حدودها مع مصر؟"، بحسب تعبيره.

وأردف: "حق من حقوقي كدولة أن أعين وأرسم حدودي البرية والبحرية، وهذا في مصلحة كل دول العالم"، على حد قوله.

وأضاف أنه بالنسبة لحلايب وشلاتين فإنهما ملك لمصر، لكن تحت إدارة سودانية، والعكس بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وهو أن هذه جزر سعودية، تحت إدارة مصرية، حسبما قال.

واستطرد: "ما حدث في هذا الاتفاق هو كلمة بسيطة جدا، هي أن "المملكة استعادت وديعتها، وأن مصر أعادت الحق لأصحابه"، متسائلا: "لماذا كل هذه الضجة؟".

جاء ذلك تعليقا منه على الاتفاق المثير للجدل، في حواره مع الإعلامي المقرب من السلطات المصرية، خالد صلاح، في برنامجه "على هوى مصر"، عبر فضائية "النهار"، مساء الثلاثاء.



واستنكر قطان ما اعتبره "هذه الضجة"، قائلا إنها (أي الضجة) "أمر غير مقبول، ولا معقول".

وتابع: "أضعنا بهجة الزيارة (يقصد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى مصر)، والنجاحات التي تحققت في كل المستويات"، معتبرا أنها "زيارة تاريخية بكل المقاييس".

وواصل حديثه: "استعدنا حقا، ومصر أعطت الحق للمملكة بنفس صافية"، مقللا - في الوقت نفسه - من مخاوف المصريين بشأن الاتفاقية قائلا إنها ستذهب لمجلس النواب المصري، للبت فيها، سواء بالموافقة أو الرفض.

وأشار إلى أن "إعلان القاهرة" الذي صدر في نوفمبر الماضي (الصواب أنه صدر يوم الخميس 30 تموز/ يوليو 2015)، من قبل السيسي، وولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد نص في فقرته الأولى (الصواب أنها فقرته السادسة، وكانت آخر بند) على تعيين الحدود البحرية بين البلدين.

وأردف قطان أن اللجان الفنية التي تشكلت بقرار جمهوري، ومرسوم ملكي، قد أكدت أن الجزيرتين تقعان ضمن المياه الإقليمية للمملكة، بعد أن تم ترسيم الحدود في خط المنتصف، حسبما قال.


ويذكر أن كلا من: رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قد وقعا على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، يوم الجمعة الماضي، بقصر "الاتحادية"، بحضور السيسي، والعاهل السعودي.

وتنازلت مصر بمقتضى الاتفاقية عن سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر، إلى السيادة السعودية، ما أثار غضبا عارما في مصر.

السادات ومبارك.. لا مرسي ولا عبد الناصر

وفي حواره التليفزيوني لم يأت السفير السعودي بالقاهرة على ذكر أي من الرئيسين المصريين: جمال عبد الناصر ومحمد مرسي، وإنما حرص بشدة على ذكر كل من الرئيسين: محمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك، علاوة على الملك فاروق.

وقال إن السادات خاطب الأمم المتحدة في أثناء مفاوضات "السلام" بأن الجزيرتين سعوديتان.

وعرض رسالة من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى الرئيس المصري الأسبق (المخلوع) محمد حسني مبارك، ورد الأخير عليها بأن تيران وصنافير سعوديتان، وذلك خلال القمة العربية في عام 2003.

وشدد السفير السعودي على أن مبارك لم يرفض تسليم الجزيرتين، مدعيا أن تاريخ الجزيرتين يعود لعام 1948، حينما طلب الملك فاروق من الملك عبد العزيز أن يأخذ هذه الجزر لمواجهة إسرائيل، حتى تسلسلت الأمور، إلى أن قامت حرب 73، ومفاوضات كامب ديفيد، وفق قوله.

وأعرب قطان عن استيائه من تناول وسائل الإعلام المصرية للاتفاقية، وهجومها على الدولة، بحسب تعبيره، مؤكدا أن مصر لا تباع، ولا تشترى، وقائلا إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي حمل كفنه بيده يوم 30 يونيو لينقذ مصر، وهو رجل لا يمكن التشكيك في وطنيته أو وطنية الجيش المصري، على حد وصفه.

العلاقات وصلت للتحالف

في الوقت نفسه، ذكر قطان أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، التقى المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين، وطلب منهم الاستثمار في مصر، وقال لهم: "اللي مش هيستثمر في مصر هزعل منه".

وأكد قطان أن رسالة الملك السعودي للمستثمرين تكشف مدى حب هذا الرجل لمصر، مضيفا أن "القيادات السعودية المتعاقبة منذ الملك سعود إلى عهد الملك سلمان تعرف قيمة مصر، ويعملون بوصية المؤسس الراحل عبد العزيز: احرصوا على مصر.. ونعرف قيمة هذا البلد، والشعب المصري في قلوبنا، ومستوى العلاقات الذي مع مصر وصل لمستوى التحالف".

وأشار إلى أن زيارة الملك سلمان إلى مصر، شهدت توقيع 36 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع المجالات، أبرزها تغطية جزء من احتياجات مصر بما يوازي 700 ألف طن من المواد البترولية لمدة خمس سنوات، والسداد بعد 15 سنة بفائدة 2 بالمائة، بما يقدر بأكثر من 20 مليار دولار.

وأردف أن "هذا بجانب 60 مليار جنيه مصري، ودعم حركة النقل في قناة السويس، وتوقيع 36 اتفاقية ومذكرات تفاهم تجاوزت 20 مليار دولار، ومحطة كهرباء بـ 100 مليون دولار، بالإضافة إلى 150 مليون جنيه لتطوير مستشفى قصر العيني، ودعم مشروعات التنمية بسيناء بقيمة 1.7 مليار دولار، بجانب ما تم توقيعه من اتفاقيات استثمارية بين رجال الأعمال السعوديين والمصريين".

وطمأن المصريين بشأن تأشيرات الحج والعمرة، قائلا: "أصدرنا نحو مليون تأشيرة عمرة للمصريين في العام الماضي، وأتوقع أن نصل هذا العام لأكثر من مليون و300 ألف (تأشيرة) عمرة، بجانب تأشيرات الحج، ولا يوجد تأخر للتأشيرات في السفارة السعودية أو القنصلية".

إيران تستهدف تشييع أفريقيا

أخيرا شن السفير السعودي بالقاهرة هجوما حادا على إيران، مؤكدا أن السعودية لن تقبل أن يمس أحد بأمنها لأنه "خط أحمر"، على حد قوله.

وأضاف أن النيات الإيرانية سيئة، وأنها تهدف إلى زعزعة استقرار منطقة الخليج، وتخريب و"تشيع أفريقيا"، مضيفا: "لا نعرف كلمة الطائفية، وكنا نعيش في هدوء وأمان حتى ظهر الخميني الذي تبنى سياسة الدفاع عن الشيعة، وإثارة القلاقل في الدول الأخرى".

وتابع: "إيران دولة جارة، وإذا حدث فيها أي شيء فسيؤثر على المملكة، ولكن عليها أن تقرر: هل هي دولة أم ثورة؟".

من هو؟

و"أحمد بن عبد العزيز قطان" هو سفير المملكة العربية السعودية في مصر، منذ 28 شباط/ فبراير 2011، خلفا للسفير السابق هشام ناظر.

وهو أول سفير سعودي يجمع بين وظيفته كسفير، وصفته كمندوب دائم للسعودية في جامعة الدول العربية، وقد مثل المملكة في أكثر من دولة.

ويقول مراقبون إنه يتمتع بحنكة سياسية، كما اختير عميدا للسلك الدبلوماسي العربي في عام 2013.

وكان قد تخرج في جامعة القاهرة عام 1978 في تخصص الاقتصاد وإدارة أعمال، وهو متزوج وله أربعة أبناء (داليا، وبندر، وفيصل، وهيفاء).