سياسة دولية

هل ارتدت حملة حزب المحافظين ضد صادق خان بلندن سلبيا عليهم؟

ركزت حملة حزب المحافظين على كون خان مسلما - أرشيفية
مع تحقيق مرشح حزب العمال البريطاني لانتخابات عمدة لندن، صادق خان، تقدما كبيرا بعد فرز قسم كبير من الأصوات، وهو ما تنبأت به سابقا استطلاعات الرأي خارج مراكز الاقتراع، بدأت النقاشات داخل حزب المحافظين وخارجه عن الضرر الذي تسببت به حملة الحزب الانتخابية، بتركيزها على اتهام خان بإقامة علاقة مع إرهابيين، وهو ما اعتبر استهدافا له لكونه مسلما.
 
وفي هذا السياق، تنقل صحيفة الغارديان عن توني ترافرز، الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد والمعلق البارز على الشؤون السياسية في لندن، اهتمامه بكون صادق خان "أول مسلم يفوز بمنصب عمدة مدينة كبيرة في الغرب، وبشكل خاص في أوروبا"، وما يمكن أن تعبر عنه هذه النتيجة من موقف الناخبين تجاه الحملة التي خاضها المرشح المنافس زاك غولدسميث.
 
ولفت ترافرز إلى أنه بالنظر إلى أن المسلمين يشكلون 14 في المئة من سكان مدينة لندن، غير أن قسما كبيرا منهم ما زالوا تحت السن القانونية، أي أنهم لا يستطيعون المشاركة في الاقتراع، وبالتالي إذا حصل خان على 40 في المئة من الأصوات، فإن ذلك سيعني بالتأكيد أن أغلبية من صوتوا له هم من غير المسلمين، "وهو الأمر الذي سيفاجئ بعض المراقبين الدوليين"، بحسب ترافرز.
 
من جانبه، قال روجر إيفانز، نائب عمدة لندن، المنتهية ولايته، إن حملة غولدسميث ستترك "إرثا سلبيا".
 
وانضم إيفانز، الذي كان يشغل منصب نائب عمدة لندن تحت قيادة بوريس جونسون على مدى العامين الماضيين، إلى أعضاء حزب المحافظين.


ونقل موقع بزفيد عن إيفانز قوله: "يساورني القلق بأن الحملة التي قمنا بها ستترك إرثا سلبيا، والتي سيتوجب علينا نحن في لندن أن نجهد لإزالته على مدى فترة طويلة، بعد أن يغادر كل أولئك الذين شاركوا في إدارة حملة زاك غولدسميث ويمضي كل في سبيله".
 
وأضاف إيفانز: "كنت نائب العمدة خلال العام الماضي، وكانت مهمتي تقتضي أن أذهب وأتحدث مع المجتمعات المختلفة في لندن. ولطالما أسعدني جداً اللطف الذي استقبلني به الناس من كل الجاليات، والاستعداد الذي وجدته لديهم لكي يستمعوا إلى سياسي من حزب المحافظين"، كما قال.
 
ونبه إيفانز إلى أن حزب المحافظين سيكون عليه "القيام بالكثير من العمل لإعادة بناء الثقة بيننا وبين كثير من الجاليات في لندن. ما حصل مؤسف. لقد كانت فرصة أضعناها".
 
وكان الرئيس السابق لكتلة حزب المحافظين في مجلس لندن، أندرو بوف، قد علق بعد إغلاق صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية مساء الخميس، بأن حملة غولدسميث "كانت شنيعة".

ويتجه خان للفوز بمنصب عمدة لندن، لكن ما زال من المبكر تحديد النتيجة النهائية في الوقت الحالي، لأن النظام الانتخابي في لندن ينص على أنه في حال لم يفز أي من المرشحين بنسبة 50 في المئة من الأصوات، فإنه يتم اللجوء لما يعرف بالخيار الثاني للناخبين، حيث يجري توزيع الأصوات التي يحصل عليها المرشحون غير الفائزين، على المرشحين الاثنين الحائزين على أعلى الأصوات، بحسب اختيار الناخبين أنفسهم، ثم يتم إعادة جمع الأصوات بناء على ذلك.